من اول من قال الشعر
أول من قال الشعرمن اول من نطق بالشعرأول من قال الشعرتعددت الروايات حول أول من قال الشعر، وأهمها ما يأتي:الرواية الأولى: أول من قال الشعر هو سيدنا آدميُقال إنّ أول من قال الشعر على وجه الأرض كانسيدنا آدم-عليه السلام-، وقد قال الشعر راثيًا ابنه هابيل عندما قتله أخوه قابيل، فقال:تغيّرت البلاد ومن عليافوجه الأرض مغبرّ قبيحتغيّر كلّ ذي طعم ولونوقلّ بشاشة الوجه المليحوجاورنا عدو ليس يفنىلعين لا يموت فنستريحأهابيل إن قتلت فإن قلبيعليك اليوم مكتئب قريحكما يُقال إنّ إبليس رد عليه قائلًا:تنحَّ عن الجنان وساكنيهاففي الفردوس ضاق بك الفسيحُوكنتَ بها وأهلك في رخاءٍوهمُّكَ عن أذى الدنيا مريحفما برحت مكابدتي ومكريإلى أن فاتك الثمنُ الرَّبِيْحُولولا رحمةُ الرحمن أمسىبكفِّك من جنان الخلد ريحُالرواية الثانية: أول من قال الشعر من العربقيل إنّ يعرب بن قحطان، وهو من أبناء نوح -عليه السلام-، هو أول من قال الشعر العربي، ولكن لم تصل لنا أشعاره،وقد وُرد أيضًا أنّ من قديمالشعر العربيقول العنبر بن عمرو بن تميم، وقد رابه ريب أيّ أصابه شك، وهو مجاور في بهراء، فقال:قَد رابَني مِن دَلوِيَ اِضطِرابُهاوَالنَأيُ في بَهراءَ وَاِغتِرابُهاكما يُقال إنّ هناك رجل يُدعى مالك بن زيد مناة بن تميم، وكان يُعرف بأنّه يُورد الإبل ويرعاها، ولكن بعد أن تزوج النوار بنت جل بن عدي بن عبد مناة أوكل هذه المهمة إلى أخيه سعد، فرأته النوار ذات يوم خارج إلى سقاية الإبل، وكان مشتملًا ثوبه أيّ أنّ ثوبه يُغطي سائر جسده دون أن يرفق، فقالت له:أَوردها سعد وسعد مشتملما هكذا تورد يا سعد الإبلجدير بالذكر أنّ الشعر حظي عند العرب في الجاهلية بمكانة مرموقة وعالية لدرجة أنّ أشعارهم كانت هي أناجيلهم المقدسة، فقد سأل عمر بن الخطاب كعب الأحبار عما إذا كان قد وجد ذكرًا للشعر في الكتب المقدسة، فأجابه كعب أنّهم وجدوا ذكر أناس أناجيلهم في صدورهم لا تعلمهم إلا العرب، ويقصد بالأناجيل هُنا الأشعار، وإنّ الرواية هذه تتفق كثيرًا مع ما قيل من أنّ الشعر ديوان العرب.إنّ الشعر يُعد أيضًا سجل العرب الخالد الذي يروي عاداتهم وتقاليدهم ومكارم أخلاقهم، ويحكي عنها ويحملها ويرسخها وينظر لها،إذ قال أبو تمام:ولولا خلالٌ سنّها الشعر ما درىبغاة الندى من أين تؤتى المكارمُالرواية الثالثة: أول رواية لقصيدة كانت للمهلهلرُوي عن الأصمعي قوله بأنّ أول رواية لقصيدة من ثلاثين بيتًا كانت للمهلهل، ومن بعده ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم بن ضمر، أحد رجال بني كنانة، فهؤلاء من رأى الأصمعي أنّهم بدؤوا بسرد أبيات الشعر ونظمالقصائد الطويلة.الرواية الرابعة: من قديم الشعر ما ورد عن دُويد بن نهد القضاعيقالابن قتيبة: "لم يكن لأوائل الشعراء إلّا الأبيات القليلة يقولها الرجل عند حدوث الحاجة. فمن قديم الشعر قول دويد بن نهّد القضاعي:اليوم يُبنى لدويد بيتهلو كان للدهر بلى أبليتهأو كان قرني واحدًا كفيتهيا رب نهبٍ صالح حويته".