0

شرح قصيدة (وذات دل كأن البدر صورتها)

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشرح قصيدة (وذات دل كأن البدر صورتها)قصيدة "وذات دل" هي إحدى قصائد الشاعر العباسيبشار بن برديصف فيها مجلس لهو فيه جارية تغنّي قصيدة، وفيما يأتي شرحها وإضاءة على ما فيها:أبياتقصيدة (وذات دل كأن البدر صورتها)يقول الشاعر العباسي بشار بن برد:وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُهاباتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكراناإِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌقَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانافَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَليفَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانايا حَبَّذا جَبلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍوَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كاناقالَت فَهَلّا فَدَتكَ النَفسُ أَحسَنَ مِنهَذا لِمَن كانَ صَبَّ القَلبِ حَيرانايا قَومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌوَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانافَقُلتُ أَحسَنتِ أَنتِ الشَمسُ طالِعَةٌأَضرَمتِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ نيرانافَأَسمِعينِيَ صَوتاً مُطرِباً هَزَجاًيَزيدُ صَبّاً مُحِبّاً فيكِ أَشجانايا لَيتَني كُنتُ تُفّاحاً مُفَلَّجَةًأَو كُنتُ مِن قُضَبِ الرَيحانِ رَيحاناحَتّى إِذا وَجَدَت ريحي فَأَعجَبَهاوَنَحنُ في خَلوَةٍ مُثِّلتُ إِنسانافَحَرَّكَت عودَها ثُمَّ اِنثَنَت طَرَباًتَشدو بِهِ ثُمَّ لا تُخفيهِ كِتماناأَصبحتُ أَطوَعَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِلأَكثَرِ الخَلقِ لي في الحُبِّ عِصيانافَقُلتُ أَطرَبتِنا يا زَينَ مِجلِسِنافَهاتِ إِنَّكِ بِالإِحسانِ أَولانالَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ يَقتُلُنيأَعدَدتُ لي قَبلَ أَن أَلقاكِ أَكفانافَغَنَّتِ الشَربَ صَوتاً مُؤنِقاً رَمَلاًيُذكي السُرورَ وَيُبكي العَينَ أَلوانالا يَقتُلُ اللَهُ مَن دامَت مَوَدَّتُهُوَاللَهُ يَقتُلُ أَهلَ الغَدرِ أَحيانالا تَعذِلوني فَإِنّي مِن تَذَكُّرِهانَشوانُ هَل يَعذِلُ الصاحونَ نَشوانالَم أَدرِ ما وَصفُها يَقظانَ قَد عَلِمَتوَقَد لَهَوتُ بِها في النَومِ أَحياناباتَتَ تُناوِلُني فاهاً فَأَلثُمُهُجِنِّيَّةٌ زُوِّجَت في النَومِ إِنساناشرح أبيات قصيدة (وذات دل كأن البدر صورتها)يقول الشاعر العباسي بشار بن برد:وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُهاباتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكراناإِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌقَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانافَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَليفَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانايقول بشار في هذا المقطع إنّ جارية كأنّها القمر جمالًا قد بدأت بالغناء وهو في حالة من الانتشاء حتى كأنّه قد صار سكرانًا، كانت هذه الجارية تغني قصيدة جرير "بان الخليط"، وقد وصلت إلى قوله إنّ العيون التي في طرفها حور، فهنا قال لها بشار أحسنتِ يا منيتي فزيدي في الغناء العذب، ودعا لها بأن تزداد إحسانًا.يا حَبَّذا جَبلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍوَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كاناقالَت فَهَلّا فَدَتكَ النَفسُ أَحسَنَ مِنهَذا لِمَن كانَ صَبَّ القَلبِ حَيرانايا قَومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌوَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانافَقُلتُ أَحسَنتِ أَنتِ الشَمسُ طالِعَةٌأَضرَمتِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ نيرانافَأَسمِعينِيَ صَوتاً مُطرِباً هَزَجاًيَزيدُ صَبّاً مُحِبّاً فيكِ أَشجاناتتابع الجارية الغناء وتصل إلى قولجرير: "يا حبّذا جبل الريان"، تقول الجارية مخاطبة ابن برد فدتك نفسي إن كنت صبًّا بي، فيقول بشار إنّ أذنه قد عشقت جارية من خلال صوتها، وأحيانًا الإنسان يعشق الصوت قبل أن يرى صاحبه، وفي ذلك كناية عن إصابته بالعمى، ثمّ يتابع غزله للجارية فيقول لها إنّها كالشمس جمالًا ويطلب منها الاستمرار بالغناء بصوتها الشجي العذب.يا لَيتَني كُنتُ تُفَّاحاً مُفَلَّجَةًأَو كُنتُ مِن قُضَبِ الرَيحانِ رَيحاناحَتّى إِذا وَجَدَت ريحي فَأَعجَبَهاوَنَحنُ في خَلوَةٍ مُثِّلتُ إِنسانافَحَرَّكَت عودَها ثُمَّ اِنثَنَت طَرَباًتَشدو بِهِ ثُمَّ لا تُخفيهِ كِتماناأَصبحتُ أَطوَعَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِلأَكثَرِ الخَلقِ لي في الحُبِّ عِصيانافَقُلتُ أَطرَبتِنا يا زَينَ مِجلِسِنافَهاتِ إِنَّكِ بِالإِحسانِ أَولانالَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ يَقتُلُنيأَعدَدتُ لي قَبلَ أَن أَلقاكِ أَكفانايتمنى بشار هنا أن يكون تفاحة أو ريحانة كي يختلي بالمحبوبة فيتمثل لها إنسانًا في الخلوة، ثم تتابع الجارية الغناء والعزف على العود، يقول بشار إنّه في هذه اللحظة قد صار مطواعًا في يد الجارية مع أنّها لم تطوّع له ولم تبادله تلك المشاعر التي يبادلها إيّاها، ثمّ يثني عليها ويطالبها بمزيد من الغناء ويقول لو كان يعلم أنّالحبيقتل الإنسان لأعدّ لنفسه الكفن قبل لقاء هذه الجارية.

فَغَنَّتِ الشَربَ صَوتاً مُؤنِقاً رَمَلاًيُذكي السُرورَ وَيُبكي العَينَ أَلوانالا يَقتُلُ اللَهُ مَن دامَت مَوَدَّتُهُوَاللَهُ يَقتُلُ أَهلَ الغَدرِ أَحيانالا تَعذِلوني فَإِنّي مِن تَذَكُّرِهانَشوانُ هَل يَعذِلُ الصاحونَ نَشوانالَم أَدرِ ما وَصفُها يَقظانَ قَد عَلِمَتوَقَد لَهَوتُ بِها في النَومِ أَحياناباتَتَ تُناوِلُني فاهاً فَأَلثُمُهُجِنِّيَّةٌ زُوِّجَت في النَومِ إِنسانايقول بشار ختامًا إنّ الجارية قد غنّت بصوت شجّي يثير البكاء ويهيّج بواعثالسرورفي النفس، ثمّ يتابع فيقول إنّ الله -تعالى- لا يعاقب أهل الود في حين أنّه يعاقب الغادرين، ويقول لأصحابه ألّا يلوموه في حب هذه الجارية فإنّه سكران والسكران لا يؤاخذ، ويقول إنّه في اليقظة قد أحبها وفي المنام يحلم أن يلهو معها.معاني مفردات قصيدة (وذات دل كأن البدر صورتها)في قصيدة (وذات دل كأن البدر صورتها) توجد بعض المعاني التي تحتاج إلى توضيح، ومنها ما يأتي:المفردةمعنى المفردةدلالدل هو الغنج والدلال والتلوّي.حوَرالحوَر شدة السواد في سواد العين مع شدة البياض في بياضها.

صبرجل صب أي عاشق ومشتاق.مفلَّجةالتفلّج والانفلاج هو التباعد، والتفاحة المفلجة أي المقطعة إلى قطع.أضرمتِيُقال أضرمَ الرجل النار إذا أشعلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *