0

شعر الزهد والتصوف في العصر العباسي الثاني

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشعر الزهد والتصوف في العصر العباسي الثانيبرز التيار الصوفي واكتمل وتبلور في العصر العباسي الثاني، وشاع الكثير من الشعراء الذين نظموا قصائد تدعو إلى الزهد، وتحضّ على التفرغ لعبادة الله، وقد كانشعر الزهدقاعدة لانطلاق شعر التصوف لديهم، فلم تخل نصوص الشعر الصوفي من عناصر الزهد، وبالتالي يصعب الفصل بين شعر الزهد وشعر التصوف لأنهما قائمان على أساس واحد.وفيما يلي أبرز القصائد التي تتناولالزهد والتصوف في العصر العباسي الثاني:قصيدة لبيك يا سري ويا نجوائيقال الشاعر الحلاج في قصيدته:لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائيلَبَّيكَ لَبَّيكََ يا قَصدي وَمَعنائيأَدعوكَ بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَلنادَيتُ إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائييا عَينَ عَينِ وَجودي يا مدى هِمَمييا مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائييا كُلَّ كُلّي وَيا سَمعي وَيا بَصَرييا جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائييا كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌوَكُلُّ كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائييا مَن بِهِ عَلِقَت روحي فَقَد تَلِفَتوَجداً فَصِرتُ رَهيناً تَحتَ أَهوائيأَبكي عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَنيطَوعاً وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائيأَدنو فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُنيشَوقٌ تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائيفَكَيفَ أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِمَولايَ قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائيقالوا تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُميا قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائيحُبّي لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَنيفَكَيفَ أَشكو إِلى مَولايَ مَولائيإِنّي لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُفَما يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائييا وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفيعَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائيكَأَنَّني غَرِقٌ تَبدوا أَنامِلَهُتَغَوُّثاً وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِوَلَيسَ يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍإِلّا الَّذي حَلَّ مِنّي في سُوَيدائيذاكَ العَليمُ بِما لاقَيتُ مِن دَنَفٍوَفي مَشيئَتِهِ مَوتي وَإِحيائييا غايَةَ السُؤلِ وَالمَأمولِ يا سَكَنييا عَيشَ روحِيَ يا ديني وَدُنيائيقُلي فَدَيتُكَ يا سَمعي وَيا بَصَريلِم ذي اللُجاجَةُ في بُعدي وَإِقصائيإِن كُنتَ بالغَيبِ عَن عَينَيَّ مُحتَجِباًفَالقَلبُ يَرعاكَ في الإِبعادِ وَالنائيقصيدة كأن رقيبًا منك يرعى خواطريقال الشاعر أبو بكر الشبلي:كأن رقيباً منك يرعَى خواطريوآخر يرعى ناظري ولسانيفما رمقت عيناي بعدك منظرالغيرك إِلا قلتُ قد رمقانيولا بدرت من فِيَّ دونك لفظةٌبغيرك إِلا قلتُ قد سَمِعانيإذا ما تسلَّى العاذرون عنالهوىبشُرب مُدامٍ أو سماع قيانوجدتُ الذي يُسلي سواي يشوقُنيإِلى قُربكِم حتى أمَلَّ مكانيولا خَطَرت في السر منيَ خطرةٌلغيرك إِلا عَرَّجا بعِنانيوإخوانِ صِدقٍ قد سئمتُ حَديثَهموأمسكتُ عنهم ناظري ولسانيوما الزهدُ أسلى عنهم غير أنّنيوجدتُك مشهودي بكل مكانقصيدة يا سيدي أنت إن لي خبراقال الشاعر ابن سكرة:يا سيدي أنت إن لي خبراًأجرى لساني وصلب الحدقهْهاك حديثي فإن نشطت لهفاسمع وإلا فخرق الورقهْمستأنس زارني وحسبك بالببغاء ضيفاً ذا فقحةٍ شبقهباكرني جائعاً فهتكنيومص مني دمي ولا علقهوهو على البخت ناقة فمتىقدمت ثوراً بفرثه شرقهلم يبق في روح برمتي رمقاًأتى على اللحم واحتسى المرقهوعاث في سفرتي كمشبلةٍغرثى بتلك الأنامل اللبقهقلعاً وبلعاً بلا مراقبةٍلله في عيلتي ولا شفقهقل للرئيس الذي أناملهمبسوطةٌ بالنوال منخرقهحلت لي الميتة التي حُرمتْفكيف تنبو نفسي عن الصدقهقصيدة كم دمعة فيك لي ما كنت أجريهاقالالشاعر الحلاج:كَم دَمعَةٍ فيكَ لي ما كُنتُ أُجريهاوَلَيلَةٍ لَستُ أَفنى فيكَ أَفنيهالَم أُسلِمِ النَفسَ لِلأَسقامِ تُتلِفُهاإِلّا لِعِلمي بِأَنَّ الوَصلَ يُحييهاوَنَظرةٌ مِنكَ يا سُؤلي وَيا أَمَليأَشهى إِلَيَّ مِنَ الدُنيا وَما فيهانَفسُ المُحِبِّ عَلى الآلامِ صابِرَةٌلَعَلَّ مُسقِمَها يَوماً يُداويهااللَهُ يَعلمُ ما في النَفسِ جارِحَةٌإِلّا وَذِكرُكَ فيها قَبلَ ما فيهاوَلا تَنَفَّستُ إِلّا كُنتَ في نَفَسيتَجري بِكَالروحُمِنّي في مَجاريهاإِن كُنتُ أَضمَرتُ غَدراً أَو هَمَمتُ بِهِيَوماً فَلا بَلَغَت روحي أَمانيهاأَو كانَت العَينُ مُذ فارَقَتكُم نَظَرَتشَيئاً سِواكُم فَخانَتها أَمانيهاأَو كانَت النَفسُ تَدعوني إِلى سَكَنٍسِواكَ فَاِحتَكَمَت فيها أَعاديهاحاشا فَأَنتَ مَحَلُّ النورِ مِن بَصَريتَجري بِكَ النَفسُ مِنها في مَجاريهاقصيدة ذكرتك لا أني نسيتك لمحةقال الشاعر أبو بكر الشبلي في قصيدته:ذكرتك لا أنّي نسِيتُكَ لمحةًوأيسَرُ ما في الذكرِ ذكرُ لسانيوكِدتُ بلا وَجدٍ أموتُ من الهوىوهام عليَّ القلبُ بالخفقانِفلما أراني الوجدُ أنَّكَ حاضريشَهِدتُكَ موجوداً بكل مكانِفخاطبتُ موجوداً بغير تكلمولاحظت معلوما بغيرِ عيانِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *