0

المدح في العصر الإسلامي

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليالمدح في العصر الإسلاميأخذ المدح في عصر صدر الإسلام منحًى جديدًا غير الذي كان عليه في الجاهلية، فلم يكن هدف المادح مالًا أو جاهًا، بل هو رفع راية الإسلام والإشادة به وبالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ يتضح أن الشعراء كانوا من خلال أشعارهم يهدفون إلى نشر رسالة الإسلام ويعدّونه طريقة لدعوة الناس للدخول فيه، ومن الجدير بالذكر أنّالمدائح النَّبويَّةلك تكن تشبه تلك التي في الجاهليَّة، إذ لم يكن المدح للرَّسول بالكرم والشَّجاعة كما كان شائعًا من قبل، بل بما جاء به هدايةٍ للنَّاس ونور الحق،ومن أمثلة ذلك ما يأتي:قصيدة البردة لكعب بن زهيرقالكعب بن زهيربن أبي سلمى مادحًا النبي -عليه الصلاة والسلام- وصحبه ضمن أبيات قصيدته المعروفة بالبردة:مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةًبِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُيَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُمالَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُإذا يُساوِرُ قِرناً لا يَحِلُّ لَهُأَن يَترُكَ القِرنَ إِلّا وَهُوَ مَفلولُمِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةًوَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيلُوَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَةٍمُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُإِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِمُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُفي عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُمبِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوازَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌعِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُشُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُمِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُبيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌكَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُيَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُمضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُلا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُقَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوالا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُقصيدة حسان الهمزيةقالحسان بن ثابتيهجو مشركي مكّة وينصر النبي عليه الصلاة والسلام:عَدِمنا خَيلَنا إِن لَم تَرَوهاتُثيرُ النَقعَ مَوعِدُها كَداءُيُبارينَ الأَسِنَّةِ مُصغِياتٍعَلى أَكتافِها الأَسَلُ الظِماءُتَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍتُلَطِّمُهُنَّ بِالخُمُرِ النِساءُفَإِمّا تُعرِضوا عَنّا اِعتَمَرناوَكانَ الفَتحُ وَاِنكَشَفَ الغِطاءُوَإِلّا فَاِصبِروا لِجَلادِ يَومٍيُعينُ اللَهُ فيهِ مَن يَشاءُوَقالَ اللَهُ قَد يَسَّرتُ جُنداًهُمُ الأَنصارُ عُرضَتُها اللِقاءُلَنا في كُلِّ يَومٍ مِن مَعَدٍّقِتالٌ أَو سِبابٌ أَوهِجاءُفَنُحكِمُ بِالقَوافي مَن هَجاناوَنَضرِبُ حينَ تَختَلِطُ الدِماءُوَقالَ اللَهُ قَد أَرسَلتُ عَبداًيَقولُ الحَقَّ إِن نَفَعَ البَلاءُشَهِدتُ بِهِ وَقَومي صَدَّقوهُفَقُلتُم ما نُجيبُ وَما نَشاءُوَجِبريلٌ أَمينُ اللَهِ فيناوَروحُ القُدسِ لَيسَ لَهُ كِفاءُأَلا أَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنّيفَأَنتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُهَجَوتَ مُحَمَّداً فَأَجَبتُ عَنهُوَعِندَ اللَهِ في ذاكَ الجَزاءُأَتَهجوهُ وَلَستَ لَهُ بِكُفءٍفَشَرُّكُما لِخَيرِكُما الفِداءُهَجَوتَ مُبارَكاً بَرّاً حَنيفاًأَمينَ اللَهِ شيمَتُهُالوَفاءُفَمَن يَهجو رَسولَ اللَهِ مِنكُموَيَمدَحُهُ وَيَنصُرُهُ سَواءُفَإِنَّ أَبي وَوالِدَهُ وَعِرضيلِعِرضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقاءُقصيدة ثوى بمكةقال حسان بن ثابت يمدح النبي عليه الصلاة والسلام:ثَوى بِمَكَّةَ بِضعَ عَشرَةَ حِجَّةًيُذَكِّرُ لَو يَلقى خَليلاً مُؤاتِياوَيَعرِضُ في أَهلِ المَواسِمِ نَفسَهُفَلَم يَرَ مَن يُؤوِي وَلَم يَرَ داعِيافَلَمّا أَتانا وَاِطمَأَنَّت بِهِ النَوىفَأَصبَحَ مَسروراً بِطَيبَةَ راضِياوَأَصبَحَ لا يَخشى عَداوَةَ ظالِمٍقَريبٍ وَلا يَخشى مِنَ الناسِ باغِيابَذَلنا لَهُ الأَموالَ مِن جُلِّ مالِناوَأَنفُسَنا عِندَ الوَغى وَالتَآسِيانُحارِبُ مَن عادى مِنَ الناسِ كُلَّهِمجَمعاً وَإِن كانَ الحَبيبُ المُصافِياوَنَعلَمُ أَنَّ اللَهَ لا رَبَّ غَيرُهُوَأَنَّ كِتابَ اللَهِ أَصبَحَ هادِياقصيدة قضينا من تهامةيقولكعب بن مالك الأنصاريمادحًا المسلمين ونبيّهم عليه الصلاة والسلام:قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلَّ رَيْبٍوخيبَر ثمَّ أَجْمَمْنَا السّيُوفانُخَيّرُهَا وَلَوْ نَطَقَتْ لَقَالَتْقواطِعُهُنَّ دوساً أو ثَقيفَافَلَسْتُ لِحَاضنٍ أنْ لَمْ تَرُوهَابِسَاحَةِ دارِكُمْ منّا أُلُوفَاوَنَنْتَزِعُ العُروشَ بِبَطْنِ وجٍّوتصبحُ دُورُكم منكمُ خَلُوفَاويَأتِيكُمْ لَنَا سَرعَانُ خَيْلٍيُغَادِرُ خَلْفَهُ جمعاً كَثيفَاإذا نزلُوا بسَاحَتِكُم سَمِعْتُمْلَهَا مِمّا أناخَ بها رَجِيفَابأيدِيهمْ قَوَاضِبُ مُرهَفَاتٌيُزِرْنَ المُصْطَلينَ بِهَا الحُتوفَاكأمْثالِ العَقَائقِ أَخْلَصَتْهَاقُيُونُ الهندِ لم تُضْرَبْ كَتِيفَاتخالُ جَديَّةَ الأَبْطَالِ فيهاغَدَاةَ الزّحْفِ جَادِيّاً مَدوفَاأَجِدَّهُمُ أَليسَ لَهُمْ نَصِيحٌمنَ الأَقْوامِ كانَ بِنَا عَرِيفَايخبّرهُمْ بِأَنّا قَدْ جَمَعْنَاعِتَاقَ الخَيْلِ والنُّجُبَ الطُّروفَاوأنّا قَدْ أَتَيْنَاهُمْ بِزَحْفٍيُحِيطُ بِسُورِ حُصْنِهُمُ صُفُوفَارئيسُهُم النّبيُّ وكانَ صُلْباًنقيَّ القَلْبِ مُصْطَبِراً عَزُوفَارَشِيدُ الأَمْرِ ذُو حُكْمٍ وَعِلْمٍوَحِلْمٍ لَمْ يكنْ نَزقاً خَفِيفَانُطِيعُ نَبيَّنَا وَنُطِيعُ ربّاًهُوَ الرّحمن كانَ بِنَا رَؤُوفَافإن تُلقُوا إلينا السِّلْمَ نَقْبَلْوَنَجْعَلْكُمْ لَنَا عَضُداً وَرِيفَاوإنْ تَأْبَوا نُجَاهِدْكُمْ ونَصْبُرْوَلاَ يكُ أمرُنَا رَعِشاً ضَعِيفَانُجَالِدُ مَا بَقِينَا أَو تُنِيبُواإلى الإسْلاَمِ إذْعَاناً مُضيفَانُجَاهِدُ لا نُبَالي مَنْ لَقِينَاأَأَهْلَكْنَا التِّلادَ أمِ الطَّريفَاقصيدة إنّي تفرست فيك الخيريقول عبد الله بن رواحة مادحًا النبي عليه الصلاة والسلام:إِنّي تَفَرَّستُ فيكَ الخَيرَ أَعرِفُهُوَاللَهُ يَعلَمُ أَن ما خانَني البَصَرُأَنتَ النَبِيُّ وَمَن يُحرَم شَفاعَتَهُيَومَ الحِسابِ فَقَد أَزرى بِهِ القَدَرُفَثَبَّتَ اللَهُ ما آتاكَ مِن حَسَنٍتَثبيتَ موسى وَنصراً كَالَّذي نُصِروايا آلَ هاشِمَ إِنَّ اللَهَ فَضَّلَكُمعَلى البَرِيَّةِ فَضلاً ما لَهُ غِيَرُوَلَو سَأَلتَ أَوِ اِستَنصَرتَ بَعَضَهُمُفي جُلِّ أَمرِكَ ما آوَوا وَلا نَصَروافَخَبِّروني أَثمانَ العَباءِ مَتىكُنتُم بَطاريقَ أَو دانَت لَكُم مُضَرُنُجالِدُ الناسَ عَن عُرضٍ فَنَأسِرُهُمفينا النَبِيُّ وَفينا تَنزِلُ السُوَرُوَقَد عَلِمتُم بِأَنّا لَيسَ يَغلِبُناحَيٌّ مِنَ الناسِ إِن عَزّوا وَإِن كَثُروا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *