0

شرح قصيدة ليلى الأخيلية في رثاء توبة

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشرح قصيدة ليلى الأخيلية في رثاء توبةشرح قصيدةليلى الأخيليةفي رثاء توبة فيما يأتي:شرح المقطع الأولأيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِبسَحٍّ كَفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِلِتَبْكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ:::بماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِفي هذا المقطع نجد أنّ الشاعرة ولجت موضوع القصيدة ولبها مباشرة دون أي مقدمات، فنراها تتحدث في رثاء محبوبها توبة المعروف بمجنون ليلى، وهذا الأمر مباح عند العرب في موضوعالرثاء، إذ يجوز للشاعر أن يدخل بالموضوع مباشرة دون مقدمة غزلية أو طللية.ونجد أنّ الشاعرة تطالب عينها بالبكاء علىتوبة بن حُميِّر، وأن يكون هذا البكاء مدرارًا مثل جدول نهر متفجر ينبعث منه الماء بسرعة وغزارة، فالشاعرة تعاني من ألم الحزن على توبة، ولا تجد سبيلا إلا البكاء عليه بكاءً شديدًا، حتى تُطفئ لوعتها وحزنها.ولا تكتفي الشاعر أن تبكي على توبة وحدها، بل نراها تطالب نسوة بني خفاجة أن يبكين معها عليه، فهو رجل يستحق بكاءً وعويلاً على فقده، إذ نال حب ليلى الأخيلية، وهام به وجُن وهام على وجهه في البراري، فهو مثالٌ للعاشق المتيم.

شرح المقطع الثانيسَمِعْنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُولا يَبْعَثُ الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكُّرِكأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يَسِرْبِنَجْدٍ ولَمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوِّرِولَمْ يَرِدِ الماءَ السِّدامَ إذا بَداسَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي مُوَّرِولَمْ يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأالجِفانَ سَدِيفاً يَوْمَ نَكْباءَ صَرْصَرِولَمْ يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُهابسُرَّةَ بَيْنَ الأَشْمَساتِ فأَيْصُرِونرى الشاعرة في هذه الأبيات تتحدث عن موت توبة ولحظة وصول نبأ موته، وكيف أنّ هذا النبأ أصبح ذكرى مخلدةً في وجدانها، فقد شكل موت توبة صدمةً عاطفيةً لها، وصار تذكره يثير الحزن والألم في قلبها، حتى أنّ الشاعرة تعلن لنا أن التذكر هو سبب كل حزن وألم.ومن ثم نجد أنّ الشاعرة تعبر لنا بتعبير أعمق عن مدى حزنها على توبة، فتصفه بأنه فتى الفتيان، فقد كان سيدًا في نظرها، إلا أنّه اليوم ميت وكأنّه لم يكن في هذه الحياة، فالشاعرة تعاني من أزمة تجاه الموت، فهو يزيل كل أثر مادي للإنسان من الحياة، ولا يبقى إلا الذكرى له في قلوب أحباب.وبعد أن أظهرت الشاعرة مدى حزنها وألمها على توبة، نراها تنتقل إلى ذكر صفاته ومآثره في الحياة، فقد كان من أفضل الفرسان وأعفهم نفسًا فلا يشرب إلا من الماء الزلال الصافي، فهو شجاع يدخل إلى حمى أي قبيلة، ويشرب من واحتها، بالإضافة إلى أنّه كان بارعًا في ركوب الخيل، وفارسًا شجاعًا غلب الخصوم القوية، ولم يهرب من المعارك.

شرح المقطع الثالثوصَحْراءَ مَوْماةٍ يَحارُ بها القَطاقَطَعْتَ عَلى هَوْلِ الجِنانِ بِمِنْسَرِيَقُودُونَ قُبّاً كالسَّراحِينِ لاحَهاسُراهُمْ وسَيْرُ الرّاكِبِ المُتَهَجِّرِفَلَمَّا بَدَتْ أَرْضُ العَدُوِّ سَقَيْتَهامُجاجَ بَقِيّاتِ المَزادِ المُقَيَّرِولَمّا أَهابُوا بالنِّهابِ حَوَيْتَهابخاظِي البَضِيعِ كَرُّهُ غَيْرُ أَعْسَرِمُمَرٍّ كَكَرِّ الأنْدَرِيّ مُثابِرٍإذا ما وَنَيْنَ مُهَلِبِ الشَدِّ مُحْضِرِفألْوَتْ بأعْناقٍ طِوالٍ وَراعَهاصَلاصِلُ بِيضٍ سابغٍ وسَنَوَّرِأَلَمْ تَرَ أنَّ العَبْدَ يَقْتُلُ رَبَّهُفَيَظْهَرُ جَدُّ العبدِ مِنْ غَيْرِ مَظْهَرِقَتَلْتُمْ فَتىً لا يُسْقِطُ الرَّوْعُ رُمْحَهُإذا الخَيْلُ جالَتْ في قناً مُتَكَسِّرِفَيا تَوْبَ للهَيْجا ويا تَوْبَ للنَّدىويا تَوْبَ لِلْمُسْتَنْبحِ المُتَنَوِّرِأَلا رُبَّ مَكْرُوبٍ أَجَبْتَ ونائِلٍبَذَلْتَ ومَعْرُوفٍ لَدَيْكَ ومُنْكَرِفأحْرَزْتَ مِنْهُ ما أَرَدْتَ بقُدْرَةٍوسَطْوَةِ جبّارٍ وإقدامِ قَسْوَرِفي هذا المقطع تتحدث الشاعرة عن مقتل توبة، ففي البداية تحكي لنا الشاعرة عن كون توبة غزا ديار أعدائه، فقد هاجمهم وهو مكرٌ عليهم فقتل منهم الكثير، وصب الرعب في قلوبهم، إلا أنّهم تمكنوا منه، وتكاثروا عليه وقتلوه، فكان مثل السيد العظيم الذي قتلته العبيد.ونرى الشاعرة تحقر أعداء توبة، فهم مثل العبيد في نظرها، ونراها تعيب عليهم قتله فهو فتى صاحب سيادة ومكانة وفارس لا يترك رمحه إلا بعد أن يموت، ومن ثم نجد أن الشاعرة تعود للبكاء عليه، وتختم قصيدتها بالثناء على توبة، وذكر شجاعته فعلى الرغم من موته، إلا أنه مات ميتةً مشرفة تليق بالجبابرة والفرسان الأشداء.معاني الكلمات المهمة في القصيدةإنّ هذه القصيدة تنتمي لأنموذج من نماذجالشعر العربي القديم، إذ تختزل القصيدة ألفاظًا معجمية غريبة تحتاج إلى توضيح، وهي كالآتي:الكلمةالمعنىالمتغورالمنفجرالسدامالماء الذي تغير لطول ركودهسديفًالحم السنامالسراحينالخارجين في الصباح الباكرخاظيالغليظ الصلبالأفكار الرئيسة في القصيدةتناولت هذه القصيدة موضوعًا واحدًا بين طياتها وهو رثاء توبة، إلا أنها تفرعت لأفكار عدة هي كالآتي:تحدثت الشاعرة عن استقرار ذكرى توبة في قلبها، فهي ذكرى حزينة لن تنساها أبدًا.

تحدثت الشاعرة عن مآثر توبة وصفاته الحسنة.تحدثت الشاعرة عن مقتل توبة وافتخارها به وبشجاعته.الصور الفنية في القصيدةاستحضرت الشاعرة بعض الصور الفنية والتشبيهات في قصيدتا وهي كالآتي:شبهت الشاعرة في البيت الأول عينها في بكائها على توبة بجدول الماء الغزير المنهمر.

شبهت الشاعرة توبة في البيت الثاني عشر بالفارس الشجاع المكر على الأعادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *