0

خصائص الشعر في العصر الأيوبي

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليخصائص الشعر في العصر الأيوبيتميّز الشعر في العصر الأيوبي بعدد من الخصائص، وفيما يأتي أبرزها:إكثار شعراء العصر الأيوبي منالمحسنات البديعية، كالتورية والطباق والجناس، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها:الطباق، والمقابلة التي اقترنت به في قولابن الوردي:أَأُقْتَلُ بينَ جدِّكَ والمزاحِ:::بنبلِ جفونِكَ المرضى الصحاحِوما لصباحِ وجهِكَ مِنْ مساءٍ:::وما لمساءِ شعركَ مِنْ صباحِإكثار الشعراء من توظيفهم للتلاعب اللفظي، وقد يأتي ذلك على أشكال عديدة، من أمثلتها أن يُنظم بيت يُمكن قراءته من اليمين إلى الشمال فيبقى المعنى ذاته ولا يتغير، أو أن يقرأ البيت من اليمين إلى الشمال فيكون مدحاً، ومن الشمال إلى اليمين فيكون ذماً، أو قد يَلتزم الشاعر بلفظة معينة في بداية كل بيت من القصيدة.استخدام الشعراءأسلوب الاقتباس، سواء أكان اقتباساً من القرآن الكريم، أو من الحديث النبوي الشريف، ومن أمثلة ذلك قولابن نباته:وأغيد جارت في القلوب فعاله:::وأسهرت الأجفان أجفانهُ الوسنىأجلْ نظراً إلى حاجبيه ولحظه:::ترى السحر منهقاب قوسين أو أدنىاستخدام الشعراء فنًا شعريًا جديدًا ظهر في العصر الأيوبي للمرة الأولى، إذ إنه لم يكن معروفًا في العصور السابقة، وهو ما أُطلق عليه اسم "الحشيشيات"، ولقد ظهر كغرض جديد منأغراض الشعرنتيجة اكتشاف مادة مخدِّرة جديدة في ذلك العصر تسمى بـ"الحشيشة".إبراز الشعراء ما يسمى في المصطلح الحديث بـ "الشعور بالقومية الإسلامية"، حيث اعتنوا بالتركيز على مناصرة الإسلام في أشعارهم، ولقد نظم الشعراء أجمل الأبيات الشعرية، وحمّلوها شعورهم بالقومية الإسلامية، وكان ذلك إبّان حروب صلاح الدين الأيوبي.

اهتمامهم بعلم البلاغةوالبيان والبديع، وذلك واضح كل الوضوح في أشعارهم، وكما ذكرنا فقد استخدموا المحسنات البديعية بنوعيها: اللفظية، والمعنوية.إكثارهم في استخدام التشبيهات، والمجازات، والكنايات، والاستعارات، ومن أمثلة ذلك قول صفي الدين الحلي:سَوابِقُنا وَالنَقعُ وَالسُمرُ وَالظُبى:::وَأَحسابُنا وَالحِلمُ وَالبَأسُ وَالبِرُّهُبوبُ الصِبا وَاللَيلُ وَالبَرقُ وَالقَضا:::وَشَمسُ الضُحى وَالطودُ وَالنارُ وَالبَحرُمذاهب أساليب الشعراء في العصر الأيوبيظهر مذهبان في العصر الأيوبي إثر محاولات الشعراء في تجديد موضوعاتهم وأساليبهم، وهما ما يأتي:المذهب اللفظيولقد استخدم فيه شعراء العصر الأيوبي فنون البلاغة بما فيها من المحسنات البديعية وغيرها، وذلك بهدف زخرفة ألفاظ أشعارهم بطريقة جذابة لإلباسها ثوبًا جديدًا، ولكن آل بهم ذلك مآل التصنّع والتكلّف فوصل بهم هذا المذهب إلى طريق مغلق أدى إلى تحوّل أسلوبهم من الوسيلة إلى الهدف.المذهب السهلولقد مال الشعراء في هذا المذهب إلى استخدام الألفاظ المألوفة والسهلة، ولكن شعرهم لم يسلم من تصنّعهم وتكلّفهم في ذلك، مما أدى إلى الإسفاف والركاكة في الأبيات، ولقد انتشر هذا اللون بين طبقات المجتمع كافة، كما أنه ناقش مختلف أنواع الأغراض والموضوعات الشعرية.

مناهج الشعراء في مطالع أشعارهمانقسم الشعراء في العصر الأيوبي في طريقة ابتدائهم للقصائد إلى فريقين، حيث سلك كلٌ منهم طريقًا من اثنين في ذلك، فالفريق الأول نهجَ منهجَ التطرّق مباشرة إلى نص القصيدة دون الوقوف على الأطلال، أما الفريق الثاني فكان منهجه الوقوف على الأطلال والتمهيد إلى نص القصيدة كل حسب غرضه الشعري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *