0

شرح تائية كثير عزة

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشرح تائية كثير عزةقالكثير عزة:خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلاقلوصَيكُما ثُمَّ اِبكِيا حَيثُ حَلَّتِوَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَهاوَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِوَلا تَيأَسا أَن يَمحُوَ اللهُ عَنكُماذُنوبًا إِذا صَلَّيتُما حَيثُ صَلَّتِيقول كثيّر يا صاحبيّ إنّ هذه الدّار هي دار محبوبتي عزّة، فأوقفا إبلكما ثمّ ابكيا على فراقها في المكان الذي كانت تسكن فيه، ولامسا ذلك التراب الذي كانت تبات عليه، وناما حيثما كانت تنام وتحيا، وإذا أدّيتم صلاتكما حيثما كانت تُصلّي، فلا تقنطا من مغفرةٍ من الله لكلّ ذنوبكم.وما كنت أَدري قَبلَ عَزَّةَ ما البُكاوَلا مُوجِعاتِ القَلبِ حَتَّى تَوَلَّتِوَما أَنصَفَت أَما النِساءُ فَبَغَّضَتإِلينا وَأَمَّا بِالنَوالِ فَضَنَّتِيُكمل بقوله إنّي لم أكن أعرف ما هوالحزن والألمقبل حبّ عزّة وفراقها، حتّى إذا ما ذهبت وابتعدت عنّي عرفت ذلك الألم كلّه، فلم تكن عادلةً معي، فقد أبعدت جميع النساء عنّي وكرّهتهم بي، وأمّا عنها فقد بخلت بالوصل أيضًا.فَقَد حَلَفَت جَهدًا بِما نَحَرَت لَهُقُرَيشٌ غَداةَ المَأزَمينِ وَصَلّتِأُناديكَ ما حَجَّ الحَجِيجُ وَكَبَّرَتبِفَيفاء آل رُفقَةٌ وَأَهَلَّتِوَكانَت لِقَطعِ الحَبلِ بَيني وَبَينَهاكَناذِرَةٍ نَذرًا وَفَت فَأَحَلَّتِفَقُلتُ لَها يا عَزَّ كُلُّ مُصيبَةٍإِذا وُطِّنَت يَومًا لَها النَفسُ ذلَّتِيقول: لقد أقسمت بربّ قريش الذي ذبحت له وصلّت له أن أبذل كلّ جهدي، وأن أبقى أُخاطبك ما دامت الناس تخرج حجيجًا في الصّحراء الواسعة، فلقد كانت لقطع الوصل بيننا كأنّها قد نذرت نذرًا لله، فما إن فعلته حتّى خرجت من إحرامها والتفتت إلى حياتها، فخاطبتها قائلًا يا عزّة إنّ كلّ مشكلة إذا ما استقرّت في النفس ضعفت وهانت لها.

وَلَم يَلقَ إِنسانٌ مِنَ الحُبَّ مَيعَةًتَعُمُّ وَلا عَمياءَ إِلّا تَجَلَّتِفَإِنَ سَأَلَ الواشُونَ فِيمَ صَرَمتُهافَقُل نَفس حُر ّسُلِّيَت فَتَسَلَّتِكَأَنّي أُنادِي صَخرَةً حِينَ أَعرَضَتمِن الصُمِّ لو تَمشي بِها العُصمُ زَلَّتِيقول: يُكابد الإنسان من شيء بسب بالحب سواء أكان حسنًا أم سيّئًا إلّا وظهر وبان للناس جميعهم، فإن سألني المبغضون لمَ قاطعتها، فأجبهم بأنّك تملك نفسًا حرةً لا تقبل الهوان، كنت قد نسيت فصبرت وتسلّت عن هذاالحبوابتعدت.صَفوحٌ فَما تَلقاكَ إِلَّا بخيلَةًفَمَن مَلَّ مِنها ذَلِكِ الوَصلَ مَلَّتِأَباحَت حِمًى لَم يَرعَهُ الناسُ قَبلَهاوَحَلَّت تِلاعًا لَم تَكُن قَبلُ حُلَّتِيقول: عندما تركتني وذهبت وحاولت أن أُناديها فكأنّني كنت أُخاطب حجرًا قاسٍ لا استجابة له، فلو أنّ المنع من الذّهاب قد سرى بجسدها لما استطاع أن يمنعها، فهي امرأة هاجرة ومعرضة، فلا تلتقي بك إلّا قليلًا، ولو أظهرت لها عدم إعجابك بذلك تركتك وذهبت، وقد أجازت مواضعًا تُحمى لم يرفها الناس قبلها، وأقامت ببعض الأماكن التي لم يسبقها أحد عليها.فَلَيتَ قَلوصي عِندَ عَزَّةَ قُيِّدَتبِحَبلٍ ضَعيفٍ غُرَّ مِنها فَضَلَّتِوَكُنت كَذي رِجلَينِ رِجلٍ صَحيحَةٍوَرِجلٍ رَمى فيها الزَمانُ فَشلَّتِأُريدُ الثَوَاءَ عِندَها وَأَظُنُّهاإِذا ما أَطَلنا عِندَها المُكثَ مَلَّتِيقول: يا ليت إبلي في دار عزّة قد ربطت بحبلٍ ضعيف ضاع منها فتاهت ضائعةً، وقد كنتُ في أمري كمن يملك رجلين، إحداهما سليمة يستطيع السير عليها، والأخرى مشلولة لا تمكّنه من السّير، فإنّي أُريد الاستقرار عندها من جهة، ومن جهة أُخرى أظنّها تضجر من طول البقاء.

الأفكار الرئيسة فيتائية كثير عزةالأفكار الرئيسة في تائية كثير عزة فيما يأتي:ذكر ديار المحبوبة.الحزن والألم على فراق عزّة.مخاطبة المحبوبة، والقسم على عدم نسيانها.

شرح المفردات في تائية كثير عزةشرح لأبرز المفردات في تائية كثيّر عزة فيما يأتي:المفردةمعنى المفردةقلوصيكماالقلوص من الإبل: الفتية المجتمعة الخلق، وذلك من حين تركب إلى التاسعة من عمرها، ثم هي الناقة.جهدًا.جهد الشخص: جدّ وبذل غاية وسعهفيفاءالصّحراء الواسعة.

صرمتهاصرم الشيء جزّه وقطعه.صفوحيقولون امرأة صفوح: معرضة هاجرة.حمىهو الموضع الذي يُحمى ويُدافع عنه كالدار والمرعى وما إلى ذلك.

الثواءمصدر الفعل ثوى، وثوى بالمكان: أقام واستقر.الصور البيانية في تائية كثير عزةمنالصور البيانيةفي قصيدة كثيّر التائيّة ما يأتي:وَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَها:::وَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِشبّه التراب بالإنسان الذي يُمس، فحذف المشبّه به الإنسان وأبقى على شيء من لوازمه وهو "المس" على سبيلالاستعارة المكنية.كَأَنّي أُنادِي صَخرَةً حِينَ أَعرَضَت:::مِن الصُمِّ لو تَمشي بِها العُصمُ زَلَّتِشبّه عزّة بالصّخرة، فحذف المشبّه "عزّة" وصرّح بلفظ المشبّه به وهو "الصخرة" على سبيل الاستعارة التصريحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *