0

أجمل أشعار قيس بن الملوح

أشعار قيس بن الملوحأبيات قيس في ليلىقيس بن الملوّحشاعر غزل عربيّ، كان مُلقباً بمجنون ليلى ليس لأنّه مجنون، بل لهيامه بليلى العامرية التي عشقها ونشأ معها ورفض أهلها قبول زواجهما، وبعد ذلك بدأ ينشد الأشعار، وهو من أهل النّجد، عاش في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب.حكايته مع ليلىمن الواضح أن معظم التّراجم والسِّيَر أجمعت على أنّ قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عمّ ليلى، وقد تربّيا معاً في الصّغر وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقا لعب في أيّام الصّبا، كما يظهر في شعره حين قال:تعلَقت ليلى وهي ذات تمائمولم يبد للأتراب من ثديها حجمصغيرين نرعى البهم يا ليت أنّناإلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهممما يذكره السّيد فالح الحجّية في كتابه (الغزل في الشّعرالعربي) من قصتهما: (أحب ليلى بنت سعد العامري ابنة عمّه، حيث نشأ معها وتربّيا وكبرا سويًا، كانا يرعيان مواشي والديهما فأحبّ أحدهما الآخر، فكانا بحقّ رفيقين في الطّفولة والصّبا فعشقها وهام بها. وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حُجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكّر أيّام الصّبا البريئة ويتمنّى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. وهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حبّ ابنة عمّه ويتغزّل بها في أشعاره، ثم تقدّم قيس لعمّه طالباً يد ليلى بعد أن جمع لها مهراً كبيراً وبذل لها خمسين ناقة حمراء، فرفض أهلها أن يزوجّوها إليه، حيث كانت العادة عند العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبّب بها (أي تغزّل بها في شعره) )، لأنّ العرب قديماً كانت ترى أنّ تزويج المحب المعلن عن حبّه بين النّاس عار وفضيحة، وهذه عادة عربية جاهلية ولا تزال هذه العادة موجودة في بعض القرى والبوادي. وقيل رُفِضَ الزّواج بسبب خلاف وقع بين والد قيس ووالد ليلى حول أموال وميراث، وأنّ والد ليلى ظنّ خطأ أنّ عائلة قيس سرقت أمواله منه ولم يبق معه شيء ليطعم أهله. وإن كان الرّأي الأول أرجح وأثبت.في نفس الوقت تقدّم لليلى خاطب آخر من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقيلي، وبذل لها عشراً من الإبل وراعيها، فاغتنم والد ليلى الفرصة وزوّجها لهذ الرجل رغماً عنها. ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطّائف بعيداً عن حبيبها ومجنونها قيس. ويُقال أنّه حين تقدّم لها الخطيبان قال أهلها نحن مخيّروها بينكما، فمن اختارت تزوّجته، ثم دخلوا إليها فقالوا: والله لئن لم تختارِ وردًا لنمثلنّ بك، فاختارت وردًا وتزوجته رغماً عنها.

فهام قيس على وجهه في البراري والقفار ينشد الشّعر والقصيد، ويأنس بالوحوش، ويتغنّى بحبّه العذريّ، فيُرى حيناً في الشّام، وحيناً في نجد، وحيناً في أطراف الحجاز، إلى أن وُجد ملقىً بين الأحجار وهو ميّت.(1)أجمل أشعار قيس بن الملوحأَلَيسَ اللَيلُ يَجمَعُني وَلَيلىكَفاكَ بِذاكَ فيهِ لَنا تَدانيتَرى وَضَحَ النَهارِ كَما أَراهُوَيَعلوها النَّهارُ كَما عَلانيوقالوا لو تشاء سلوتعنها فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُوكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبيكما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُلها حبّ تنشّأ في فؤاديفليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُوعاذلة تقطعني ملاماً وفيزجر العواذل لي بلاءألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُولا النّفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُأحبّ هبوط الواديين وإنّنيلمشتهر بالواديين غريبأحقاً عباد الله أن لست وارداًولا صادراً إلّا عليّ رقيبولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَة ٍمن النّاس إلا قيل أنت مريبوهل ريبة في أن تحن نجيبةإلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُوإنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِالحِمى إليّ وإن لم آته لحبيبولا خير في الدّنيا إذا أنت لم تزرحبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُلَئِن كَثُرَت رُقابُ لَيلى فَطالَمالَهَوتُ بِلَيلى ما لَهُنَّ رَقيبُوَإِن حالَ يَأسٌ دونَ لَيلى فَرُبَّماأَتى اليَأسُ دونَ الشَّيءِ وَهوَ حَبيبُوَمَنَّيتَني حَتّى إِذا ما رَأَيتِنيعَلى شَرَفٍ لِلنّاظِرينَ يَريبُصَدَدتِ وَأَشمَتِّ العُداةَ بِهَجرِناأَثابَكِ فيما تَصنَعينَ مُثيبُأُبَعِّدُ عَنكِ النَفسَ وَالنَّفسُ صَبَّةٌبِذِكرِكِ وَالمَمشى إِلَيكِ قَريبُمَخافَةَ أَن تَسعى الوُشاةُ بِظِنَّةٍوَأَكرَمُكُم أَن يَستَريبَ مُريبُفَقَد جَعَلَت نَفسي وَأَنتِ اِختَرَمتِهاوَكُنتِ أَعَزَّ النّاسِ عَنكِ تَطيبُفَلَو شِئتِ لَم أَغضَب عَلَيكِ وَلَم يَزَللَكِ الدَّهرَ مِنّي ما حَيِيتُ نَصيبُأَما وَالَّذي يَتلو السَّرائِرَ كُلَّهاوَيَعلَمُ ما تُبدي بِهِ وَتَغيبُلَقَد كُنتِ مِمَّن تَصطَفي النَّفسُخُلَّةً لَها دونَ خِلّانِ الصَّفاءِ حُجوبُوَإِنّي لَأَستَحيِيكِ حَتّى كَأَنَّماعَلَيَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقيبُتَلَجّينَ حَتّى يَذهَبَ اليَأسُ بِالهَوىوَحَتّى تَكادَ النَّفسُ عَنكِ تَطيبُسَأَستَعطِفُ الأَيامَ فيكِ لَعَلَّهابِيَومِ سُروري في هَواكِ تَؤوبُلو سيل أهل الهوى من بعد موتهمهل فرجت عنكم مذ متّم الكربلقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَديلكن نار الهوى في القلب تلتهبجفّت مدامع عين الجسم حين بكىوإنّ بالدّمع عين الرّوح تنسكبإليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌأمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُلِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له حرالصّبابة والأوجاع والوصبضاقت علي بلاد الله ما رحبتيا للرّجال فهل في الأرض مضطربالبين يؤلمني والشّوق يجرحنيوالدّار نازحة والشّمل منشعبكيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْعَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُفؤادي بين أضلاعي غريبيُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُأحاط به البلاء فكل يومتقارعه الصّبابة والنّحيبلقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبيفقلبي مذ علمت له جلوبفإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبيفلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُهوى صاحبي ريح الشّمال إذا جرتوأهوى لنفسي أن تهبّ جنوبفويلي على العُذّال ما يتركوننيبِغمِّي، أما في العَاذِلِين لبِيبُيقولون لو عزيت قلبك لا رعوىفَقلْتُ وَهَلْ لِلعَاشقِينَ قُلُوبُدعاني الهوى والشّوق لمّا ترنّمتهَتُوفُ الضُّحَى بَيْنَ الْغُصُونِ طرُوبُتُجَاوِبُ وُرْقاً إذْ أصَخْنَ لِصَوْتِهَافَكُلٌّ لِكُلٍّ مُسْعِدٌ وَمُجيبُفقلت حمام الأيك مالك باكياًأَفارَقْتَ إلْفاً أَمْ جَفاكَ حَبِيبُتذكرني ليلى على بعد دارهاوليلى قتول للرّجال خلوبوقد رابني أنّ الصّبا لا تجيبنيوقد كان يدعوني الصّبا فأجيبسَبَى القلْبَ إلاَّ أنَّ فيهِ تَجلُّداًغزال بأعلى الماتحين ربيبفكلم غزال الماتحين فإنّهبِدَائِي وإنْ لَمْ يَشْفِنِي لَطَبِيبُفدومي على عهد فلست بزائلعن العهد منكم ما أقام عسيبلَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى فَطالَمَالهوت بليلى ما لهن رقيبوإن حال يأس دون ليلى فربّماأتى اليأس دون الشّيء وهو حبيبوَمَنَّيْتِنِي حَتَّى إذَا مَا رَأيْتِنِيعَلَى شَرَفٍ لِلنَّاظِرينَ يرِيبُصَدَدْتِ وَأشمَتِّ الْعُدَاة َ بِهَجْرِنَاأثابَكِ فِيمَا تَصْنَعِينَ مُثيِبُأُبَعِّدُ عَنْكِ الْنَّفْسَ والنَّفْسُ صَبَّة ٌبِذكْرِكِ وَالمَمْشَى إليْك قَرِيبُمخافة أن تسعى الوشاة مظنةوأُكْرمكُمْ أنْ يَسْتَريبَ مُريبُأما والذي يبلو السّرائر كلّهاويعلم ما تبدي به وتغيبلقد كنت ممّن تصطفي النّفسحلة لَهَا دُون خُلاَّنِ الصَّفَاءِ حُجُوبُوَإنِّي لأَسْتَحْيِيكِ حَتَّى كَأنّماعليّ بظهر الغيب منك رقيبتلجين حتّى يذهب اليأس بالهوىوَحَتَّى تَكادَ النَّفْسُ عَنْكِ تَطِيبُسأستعطف الأيام فيك لعلهابِيَوْمِ سُرُوري في هَوَاك تَؤُوبُذكرتك والحجيج لهم ضجيجبمكّة والقلوب لها وجيبفَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ بِهِواللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُأتوب إليك يا رحمن ممّاعملت فقد تظاهرت الذّنوبفأما من هوى ليلى وتركيزِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُوكيف وعندها قلبي رهينأتوب إليك منها أو أنيبأَحِنُّ إلى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَىبليلى كما حن اليراع المنشبيقولون ليلى عذبتك بحبّهاألا حبذا ذاك الحبيب المعذّبإن الغواني قتلت عشّاقهاياليت من جهل الصّبابة ذاقهافي صدغهن عقارب يلسعنناما من لسعن بواجد ترياقهاإنّ الشّقاء عناق كل خريدةكَالْخيْزُرَانة ِ لا نمَلُّ عِناقَهَابِيضٌ تُشبَّهُ بِالْحِقَاقِ ثُدِيُّهَامن عاجة حكت الثّدي حقاقهايدمي الحرير جلودهن وإنّمايُكْسَيْنَ مِنْ حُللِ الْحرِيرِ رِقَاقَهَازَانَتْ رَوَادِفَهَا دِقاقُ خُصُورِهَاإنّي أحب من الخصور دقاقهاإنَّ الَّتِي طَرَقَ الرِّجَالَ خَيَالُهَاما كنْتُ زائِرَهَا ولا طرَّاقَهَاعقرت على قبر الملوح ناقتيبِذي الرَّمْث لَمَّا أنْ جَفاهُ أقارِبُهْفَقُلْتُ لها كُونِي عَقيراً فإنَّنيغداة غد ماش وبالأمس راكبهفلا يُبْعِدنْكَ اللّه يابْنَ مُزَاحمٍفكُلُّ امْرِىء ٍ لِلمَوْتِ لابُدّ َشاربُهسأبكي على ما فات منّي صبابةوأندب أيام السّرور الذّواهبوأمنع عيني أن تلذ بغيركموإنِّي وإنْ جَانَبْتُ غَيْرُ مُجانِبِوخير زمان كنت أرجو دنوهرَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِفأصبحت مرحوما ًوكنت محسداًفصبراً على مكروهها والعواقبولم أرها إلا ثلاثاً على منىوعَهْدِي بها عَذرَاءَ ذَاتَ ذَوَائِبِتبدت لنا كالشّمس تحت غمامةبَدَا حاجِبٌ مِنْها وَضَنَّتْ بِحَاجِبِشُغِفَ الفؤادُ بِجارة ِ الْجَنْبِفَظَللْتُ ذا أسَفٍ وذا كَرْبٍيا جارتي أمسيت مالكةروحي وغالبة على لبّيفو الله ثم الله إنّي لدائباًأفكّر ما ذنبي إليك فأعجبووالله ماأدري علام هجرتنيوأي أمور فيك يا ليل أركبأقُطَعُ حَبْلَ الْوَصْل، فالموْتُ دُونَهأمْ اشرَبُ كأْساً مِنْكُمُ ليس يُشْرَبُأم اهرب حتّى لا أرى لي مجاوراًأم افعل ماذا أم أبوح فأغلبفلو تلتقي أرواحنا بعد موتناومِنْ دُونِ رَمْسَينا منَ الأْرضِ مَنْكِبُلظلَّ صدَى رَمْسِي وإنْ كُنْتُ رِمَّة ًلصَوْتِ صَدَى لَيْلَى يَهَشُّ وَيَطربُقصائد قيس بن الملوّحهناك الكثير من القصائد التي ضمّها ديوان قيس بن الملوّح، والآتي بعضاً منها:أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُأيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُفأصبح مذموماً به كل مذهبخَلِيّاً مِنَ الْخُلاَّنَ إلاَّ مُعَذَّباًيضاحكني من كان يهوى تجنبيإذا ذُكِرَتْ لَيْلَى عَقَلْتُ وَرَاجَعَتْروائع قلبي من هوى متشعبوقالوا صحيح مابه طيف جنّةولا الهمُّ إلاَّ بِافْتِرَاءِ التَّكّذُّبِوَلِي سَقَطَاتٌ حِينَ أُغْفِلُ ذِكْرَهَايَغُوصُ عَلَيْها مَنْ أرَادَ تَعَقُّبيوشاهد وجدي دمع عيني وحبّهابرى اللّحم عن أحناء عظمي ومنكبيتجنبت ليلى أن يلج بي الهوىوهيهات كان الحب قبل التجنبفما مغزل أدماء بات غزالهابِأسْفَل نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وَحلَّبِبِأحْسَنَ مِنْ لِيْلَى وَلاَ أمُّ فَرْقَدغَضِيضَة ُ طَرْفٍ رَعْيُهَا وَسْطَ رَبْرَبِنَظَرْتُ خِلاَلَ الرَّكْبِ فِي رَوْنَقِ الضُّحىبِعَيْنَيْ قُطَامِيٍّ نَما فَوْقَ عُرْقُبِإلى ظعن تحدى كأن زهاءهانَوَاعِمُ أثْلٍ أوْ سَعِيَّاتُ أثْلَبِوَلَمْ أرَ لَيْلى غَيْرَ مَوْقِفِ سَاعَة ٍبِبَطْنِ مِنى تَرمِي جِمَارَ المُحَصَّبِفأصبحت من ليلى الغداة كناظرمَعَ الصُّبحِ في أعقاب نجْمٍ مُغرِّبألاَ إنَّمَا غَادَرْتِ يَاأمَّ مَالِكٍوَيُبدِي الحصى منها إذا قَذَفَتْ بهحَلَفْتُ بِمَنْ أرْسى ثَبِيراً مَكانَهُعَليْهِ َضَبابٌ مِثْلُ رَأْس المُعَصَّبِوما يسلك الموماة من كل نقصةطليح كجفن السّيف تهدى لمركبخَوارِج مِنْ نُعْمَانَ أوْ مِنْ سُفوحِهِإلى البيت أو يطلعن من نجد كبكبلقد عشت من ليلى زماناًأحبهاأرى الموت منها في مجيئي ومذهبيولما رأت أن التّفرق فلتةوأنا متى ما نفترق نتشعبأشارت بموشوم كأن بنانهمن اللّين هداب الدّمقس المُهذّب.يقولون ليْلى بالْعِرَاقِ مَريضة ٌيقولون ليْلى بالْعِرَاقِ مَريضة ٌفَمَا لَكَ لا تَضْنَى وأنْتَ صَديقُسقى الله مرضى بالعراق فإنّنيعلى كل مرضى بالعراق شفيقفإنْ تَكُ لَيْلَى بالْعِراقِ مَريضَة ًفإنّي في بحر الحتوف غريقأهِيم بأقْطارِ البلادِ وعَرْضِهَاومالي إلى ليلى الغداة طريقكأنَّ فُؤَادِي فِيهِ مُورٍ بِقادِحٍوفيه لهيب ساطع وبروقإذا ذَكرَتْها النفْس مَاتَتْ صَبابَة ًلَها زَفْرَة ٌ قَتَّالة ٌ وَشَهِيقُسبتني شمس يخجل البدر نورهاويكسف ضوء البرق وهو بروقغُرابِيَّة الْفرْعَيْنِ بَدرِيَّة ُ السَناوَمَنظَرُها بَادِي الْجَمَال أنِيقُوَقد صِرْتُ مَجْنُوناً مِنَ الْحُبِّهَائِماً كأنِّيَ عانٍ في القُيُودِ وَثِيقُأظلّ رَزيحَ الْعَقْل مَا أُطْعَمُ الكرَىوللقلب منّي أنّة وخفوقبَرى حُبُّها جِسْمِي وَقلبِي وَمُهْجَتِيفلم يبق إلا أعظم وعروقفلاَ تعْذلُونِي إنْ هَلَكْتُ تَرَحَّمُواعَليَّ فَفَقْدُ الرُّوحِ ليْسَ يَعُوقُوخطوة على قبري إذا متّ واكتبواقَتِيلُ لِحاظٍ مَاتَ وَهوَ عَشِيقُإلى اللّهِ أشْكُو مَا أُلاَقِي مِنَ الْهَوَىبليلى ففي قلبي جوى وحريقألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَىألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَىشقيت ولا هنيت في عيشك الغضاشقيت كما أشقيتني وتركتنيأَهيمُ مع الهُلاَّك لا أُطْعَمُ الْغَمْضَاأما والذي أبلى بليلى بليتيوأصفى لليلى من مودتي المحضالأعطيت في ليلى الرضا من يبيعهاولو أكثروا لومي ولو أكثروا القرضافكم ذاكر ليلى يعيش بكربةفَيَنْفُضَ قَلْبِي حين يَذْكرُهَا نَفْضَاوحق الهوى إني أحس من الهوىعلى كبدي ناراً وفي أعظمي مرضاكأنَّ فُؤادِي في مَخالِبِ طَائِرٍإذا ذكرت ليلى يشد به قبضاكأن فجاج الأرض حلقة خاتمعليَّ فما تَزْدَادُ طُولاً ولاَ عَرْضَاوأُغْشَى فَيُحمى لي مِنَ الأرْضِ مَضْجَعِيوَأصْرَعُ أحْيَاناً فَألْتَزمُ الأرْضَارَضيتُ بقَتْلي في هَوَاها لأنَّنيأرَى حُبَّها حَتْماً وَطاعَتَها فَرْضَاإذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أهِيمُ بِذِكْرِهَاوكانت مُنى نفسي وكنت لها أرضىوأن رمت صبراً أو سلواً بغيرهارأيت جميع النّاس من دونها بعضا.

أيَا هَجَرْ ليْلى قَدْ بَلغْتَ بِيَ المَدَىأيَا هَجَرْ ليْلى قَدْ بَلغْتَ بِيَ المَدَىوَزِدْتَ عَلَى ما لَمْ يَكُنْ بَلَغَ الهَجْرُعَجِبْتُ لِسْعَي الدَّهْرِ بَيْنِي وَبَيْنَهافَلَمَّا انْقَضَى مَا بَيْننا سَكَنَ الدَّهْرُفَيَا حُبَّها زِدْنِي جَوى ً كُلَّ لَيْلَة ٍويا سلوة الأيام موعدك الحشرتكاد يدي تندى إذا ما لمستهاوينبت في أطرافها الورق النّضروَوَجْهٍ لَهُ دِيبَاجَة ٌ قُرشِيَّة ٌبه تكشف البلوى ويستنزل القطرويهتز من تحت الثياب قوامهاكَما اهتزَّ غصنُ البانِ والفننُ النَّضْرُفيا حبَّذا الأحياءُ ما دمتِ فيهمِويا حبذا الأموات إن ضمّك القبروإني لتعروني لذكراك نفضةكمَا انْتَفضَ الْعُصْفُرُ بلَّلَهُ الْقَطْرُعسى إن حججنا واعتمرنا وحرمتزِيارَة ُ لَيْلَى أنْ يَكُونَ لَنَا الأَجْرُفما هو إلا أن أراه افجاءةفَأُبْهَتُ لاَ عُرْفٌ لَدَيَّ وَلاَ نكْرُفلو أن ما بي بالحصا فلق الحصاوبالصّخرة الصّماء لانصدع الصّخرولو أن ما بي بالوحش لما رعتوَلاَ سَاغَهَا المَاءُ النَّمِيرُ وَلا الزَّهْرُولو أن ما بي بالبحار لما جرىبِأمْوَاجِهَا بَحْرٌ إذا زَخَر الْبَحْرُألاَ يَا حَمَامَاتَ الحِمَى عُدْنَ عَوُدَة ًألاَ يَا حَمَامَاتَ الحِمَى عُدْنَ عَوُدَة ًفأنّي إلى أصواتكنّ حنونفعدن فلما عدن لشقوتيوكِدْتُ بِأسْرارٍ لَهُنَّ أُبينُوَعُدْنَ بِقَرْقَارِ الهَدِيرِ كأنَّمَاشربن مداماً أو بهن جنونفَلَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهُنَّ حَمَائِماًبَكَيْنَ فَلَمْ تَدْمَعْ لهُنَّ عُيُونُوكن حمامات جميعاً بعطيلفأصبحن شتّى ما لهنّ قرينفأصبحن قد قرقرن إلا حمامةلهَا، مِثْلُ نَوْحِ النّائِحَاتِ، رَنِينُتذكرين ليلى على بعد دارهارواجف قلب مات وهو حزينإذا مَا خَلاَ لِلْنَّوْمِ أرَّقَ عَيْنَهنوائح ورق فرشهن غصونتداعين من البكاء تألّفاًفقلبن أرياشاً وهنّ سكونفيا ليت ليلى بعضهن وليتنيأطير ودهري عندهن ركينألاَ إنَّمَا لَيْلَى عَصَا خَيْزُرَانَة ٍإذَا غَمَزُوهَا بِالأكُفِّ تَلِينُ.المراجع(1)ديوان قيس بن الملوّح مجنون ليلى، رواية أبو بكر الوالبي، دراسة وتعليق يسرى عبدالغني، منشورات محمد علي بيضوت، دار الكتب العلميّة، بيروت- لبنان، الطّبعة الاولى 1999م، ص7-17 بتصرّف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *