محمود درويش-أنا لستُ لي
شرح قصيدة: لعمري لقد نوديتأقوال محمد درويشمحمود درويش-أنا لستُ ليان جميع قصائد العملاق الراحلمحمود درويشتحوي رونقا خاصا بها مفعما بالحنين والفرح الممزوج بالأمل رغما عن الظروف المفجعة والقاسية ، والقصيدة التالية تضاف الى رصيد هذا العملاق الخالد :هذا البحرُ ليهذا الهواءُ الرَّطْبُ ليهذا الرصيفُ وما عَلَيْهِمن خُطَايَ وسائلي المنويِّ … ليومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي . وليشَبَحي وصاحبُهُ . وآنيةُ النحاسوآيةُ الكرسيّ ، والمفتاحُ ليوالبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ ليلِيَ حَذْوَةُ الفَرَسِ التيطارت عن الأسوار .
.. ليما كان لي . وقصاصَةُ الوَرَقِ التيانتُزِعَتْ من الإنجيل ليوالملْحُ من أَثر الدموع علىجدار البيت لي ..
.واسمي ، إن أخطأتُ لَفْظَ اسميبخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي :ميمُ / المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضىحاءُ / الحديقةُ والحبيبةُ ، حيرتانِ وحسرتانميمُ / المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموتهالموعود منفيّاً ، مريضَ المُشْتَهَىواو / الوداعُ ، الوردةُ الوسطى ،ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ ، وَوَعْدُ الوالديندال / الدليلُ ، الدربُ ، دمعةُدارةٍ دَرَسَتْ ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني /وهذا الاسمُ لي ..
.ولأصدقائي ، أينما كانوا ، وليجَسَدي المُؤَقَّتُ ، حاضراً أم غائباً ..
.مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن ..
.لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً ..
.والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ ،يشربني على مَهَلٍ ، وليما كان لي : أَمسي ، وما سيكون ليغَدِيَ البعيدُ ، وعودة الروح الشريدكأنَّ شيئا ً لم يَكُنْوكأنَّ شيئاً لم يكنجرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ ..
.والتاريخُ يسخر من ضحاياهُومن أَبطالِهِ ..
.يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ ..
.هذا البحرُ ليهذا الهواءُ الرَّطْبُ ليواسمي -وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت -لي .أَما أَنا – وقد امتلأتُبكُلِّ أَسباب الرحيل -فلستُ لي .
أَنا لَستُ ليأَنا لَستُ لي …