0

وصف الأسد في الشعر العربي

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليوصف الأسد في الشعر العربيكانت المظاهر والرموز الطبيعية تنعكس فيالشعر العربيمنذ الجاهلية وحتى العصور الأدبية اللاحقة، فوظَّف العرب في أشعارهم مشاهدات من محيطهم واستثمروا بيئاتهم لصناعة القصيدة المؤدية إلى المعنى، فوصفوا النباتات والحيوانات، والظروف المناخية، وكان تركيزهم على الحيوانات التي يواجهونها بشكل يوميّْ كالإبل والخيل، ولكن هذا لم يمنع أنَّهم قد وصفوا بل وأكثروا من وصف حيواناتٍ أخرى كالأسود.وقد اهتمَّ الشعراء بالوصف وكان الوصف عندهم نابعًا من طبيعة البيئات التي يعيشون فيها، فوصفوا النبات والحيوان، فعبروا بوصفهم عن مكنونات النفس البشرية بتشبيهها وتمثيلها في صور مخلوقات أخرى كالأسد مثلاً، وقد ظهر الأسد في صورته الحقيقية تارة مخلوقاً مفترسا وظهر تارة أخرى كرمز للشجاعة والقوة والزعامة والجرأة والمهابة والإقدام في المعارك، فهو صورة الفارس القوي الذي لا يهزم، أو السلطان ذي الحكم والهيبة.وصف الأسد في الشعر الجاهليكان من أشهر الشعراء الجاهليين الذين وصفوا الأسد الشاعرالمخضرم أبو زبيد الطائيّ، وما يجعل أبا زبيد يمتاز عن غيره في وصف الأسد هو أنه رآه رؤيا العين فجاء وصفه أشد مصداقيةً وأكثر تعمقاً، فلم يدع جانباً في الأسد إلا ووصفه، من شكله إلى صوته إلى حركاته،ومن شعر أبي زبيد الطائي في وصف الأسد قوله:فلا يعلقنكم مهصر الناب عنبسعبوس له خلق غليظ غضنفروعينان كالوقبين في قبل صخرةيرى فيهما كالجمرتين التبصرنماذج من وصف الأسد في الشعر العربيكان للعرب بعد الجاهلية كما كان لهم في الجاهلية من اهتمام بوصف الأسدونورد هنا مثالين في وصف الأسد لشاعرين من العصر العباسي أحدهما للمتنبي والآخر للبحتري.

الأسد في شعر المتنبيعُرِفالمتنبيبكونه شاعراً فحلاً ومُجيداً يبرع في صياغة الصورة، لكن الأسد في شعره وتحديداً في قصيدته التي مدح فيها بدر بن عمار بن إسماعيل، جاء هزيلاً مجرَّداً من الحياة، وكأن الشاعر نحت أسداً من الحجر لا وصف أسداً حقيقياً،فقال في ذلك الأبيات الآتية:ورد إذا ورد البحيرة شارباًورد الفرات زئيره والنيلامتخضب بدم الفوارس لابسفي غيله من لبدتيه غيلاما قوبلت عيناه إلا ظنتاتحت الدجى نار الفريق حلولايطأ الثرى مترفقاً من تيههفكأنه آسٍ يجسُّ عليلاًويردُّ عفرته إلى يافوخهحتى تصير لرأسه إكليلاًالأسد في شعر البحترياشتهرالبحتريبالوصف المميز وقد أجاد وصف الأسد في القصيدة التي مدح فيها الفتح بن خاقان، فقال فيها:غداة لقيت الليث والليث مخدريحدّد ناباً للقاء ومخلباًيحصنه من نهر نيزك معقلمنيع تسامى غابه وتأشبيرود مغاراً بالظواهر مكثباويحتل روضاً بالأباطح معشبايلاعب فيه أقحواناُ مفضضاًيبص وحوذاناً على الماء مذهبايجر إلى أشباله كل شارقعبيطاً مدمى أو رميلاً مخضباً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *