نماذج شعر من المدرسة الواقعية
المدرسة الرمزية في الشعر العربي الحديثالمدرسة الواقعية الجديدة في الأدبنماذج شعر من المدرسة الواقعيةفيما يأتي نماذج لشعر من شعراءالمدرسة الواقعيةالجديدة:قصيدة أنشودة المطريقولبدر شاكر السيابفيقصيدة أنشودة المطر:عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحرأو شُرفتانِ راح ينأى عنهما القمرعيناكِ حين تبسِمان تورِقُ الكُروموترقصُ الأضواء كالأقمارِ في نهريرجُّه المجداف وهناً ساعة السَّحركأنما تنبضُ في غوريهما النّجومأنشودة المطرمطر.. مطر.. مطرتثاءبَ المساء والغُيوم ما تزال.
تسِح ما تسح.. مِن دُموعِها الثقالكأنَ أقواسَ السَّحاب تشرب الغُيوموقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطروتغرقانِ في ضبابٍ مِن أسن شفيفكالبحر سرَّح اليدينفوقه المساء.. دفءُ الشِتاءوارتِعاشةُ الخريفويهطُلُ المطرمطر.
. مطر.. مطرقصيدة دار جدييقول بدر شاكر السياب فيقصيدة دار جدي:مطفأةٌ هي النوافذ الكثار،وباب جدي موصد وبيته انتظار،وأطرق الباب فمن يجيب، يفتحُ؟تجيبني الطفولة، الشباب منذ صار،تجيبني الجِرار جف ماؤها، فليس تنضح:"بويب"، غير أنها تذرذر الغبارمطفأة هي الشموس فيه والنجومالحقب الثلاث منذ أن خفقت للحياةْفي بيت جديَ، ازدحمن فيه كالغيومتختصر البحار في خدودهن والمياهفنحن لا نلم بالردى من القبور،فأوجه العجائزأفصح في الحديث عن مناجل العصورمن القبور فيه والجنائزوحين تقفز البيوت من بُناتهاوساكنيها، من أغانيها ومن شكاتها،نحس كيف يسحق الزمان إذ يدورقصيدة أغنية للشتاءيقول صلاح عبد الصبور في قصيدة أغنية للشتاء:ينبئني شتاء هذا العامأنني أموت وحديذاتَ شتاء مثله، ذات شتاءيُنبئني هذا المساء أنني أموت وحديذات مساء مثله، ذات مساءوأن أعوامي التي مضت كانت هباءوأنني أقيم في العراءينبئني شتاء هذا العام أن داخليمرتجف برداوأن قلبي ميت منذ الخريفقد ذوى حين ذوتأولُ أوراق الشجرثم هوى حين هوتأول قطرة من المطروأن كل ليلة باردة تزيده بُعدافي باطن الحجروأن دفء الصيف إن أتى ليوقظهفلن يمد من خلال الثلج أذرعهحاملة ورداينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريضوأن أنفاسيَ شوكوأن كل خطوة في وسطها مغامرةوقد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلافي زحمة المدينة المنهمرةأموت لا يعرفني أحدأموت لا يبكي أحدوقد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرةمجلسه كان هنا، وقد عبرفيمن عبريرحمُهُ اللهقصيدة مرثية رجل تافهيقول صلاح عبد الصبور في قصيدة مرثية رجل تافه:مرثية رجل تافهمضت حياته.
. كما مضتذليلة موطَّأةكأنها تراب مقبرةوكان موته الغريب باهتا مباغتامنتظَرا، مباغتاالميتة المكررةكان بلا أهل، بلا صِحابفلم يشارك صاحبا -حين الصبا- لهوَ الصباليحفظ الوداد في الشبابكان وحيدا نازفا كعابر السحابوشائعا كما الذبابوكنتُ أعرفهأراه كلما رسا بيَ الصباح في بحيرة العذابأجمع في الجراببضع لقيمات تناثرت على شطوطها الترابألقى بها الصبيان للدجاج والكلابوكنت إن تركتُ لقمة أنفتُ أن ألمُّهايلقطها، يمسحها في كمِّهِيبوسهايأكلهافي عالم كالعالم الذي نعيش فيهتعشى عيون التافهين عن وساخة الطعام والشرابوتسألونني: أكان صاحبي؟وكيف صحبةٌ تقوم بين راحلَيْن؟إذن لماذا حينما نعى الناعي إليَّ نعيَهُبكيتهُوزارني حزني الغريب ليلتينثم رثيتهُ.
.قصيدة آخر عصفور يخرج من غرناطةيقولنزار قبانيفي قصيدة آخر عصفور يخرج من غرناطة:عيناك.. آخر مركبين يسافرانفهل هنالك من مكان؟
إني تعبت من التسكع في محطات الجنونوما وصلت إلى مكان..عيناك آخر فرصتين متاحتينلمن يفكر بالهروب.
.وأنا.. أفكر بالهروب.
.عيناك آخر ما تبقى من عصافير الجنوبعيناك آخر ما تبقى من حشيش البحر،آخر ما تبقى من حقول التبغ،آخر ما تبقى من دموع الأقحوانعيناك.. آخر زفةٍ شعبيةٍ تجريوآخر مهرجان.
.آخر ما تبقى من مكاتيب الغرامويداك.. آخر دفترين من الحرير.
.عليهما..
سجلت أحلى ما لدي من الكلامالعشق يكويني، كلوح التوتياء،ولا أذوب..والشعرطعنني بخنجره.
.وأرفض أن أتوب..
إني أحبك..ظلي معي.
.ويبقى وجه فاطمةٍيحلق كالحمامة تحت أضواء الغروبظلي معي.. فلربما يأتي الحسينوفي عباءته الحمائم، والمباخر، والطيوبووراءه تمشي المآذن، والربىوجميع ثوار الجنوب.
.قصيدة خبز وحشيش وقمريقول نزار قباني في قصيدة خبز وحنين وقمر:عندما يولد في الشرق القمر..
فالسطوح البيض تغفوتحت أكداس الزهر..يترك الناس الحوانيت ويمضون زمرلملاقاة القمر.
.يحملون الخبز.. والحاكي.
. إلى رأس الجبالومعدات الخدر..ويبيعون.
. ويشرون.. خيالوصور..
ويموتون إذا عاش القمر..ما الذي يفعله قرص ضياء؟
ببلادي..ببلاد الأنبياء.
.وبلاد البسطاء..
ماضغي التبغ وتجار الخدر..ما الذي يفعله فينا القمر؟
فنضيعالكبرياء..ونعيش لنستجدي السماء.
.ما الذي عند السماء؟لكسالى.
. ضعفاء..يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمر.
.ويهزون قبور الأولياء..
علها ترزقهم رزاً.. وأطفالاً.. قبور الأولياءويمدون السجاجيد الأنيقات الطرر.
.يتسلون بأفيونٍ نسميه قدر..
وقضاء..في بلادي.
. في بلاد البسطاء..