نبذة عن كتاب ديوان جميل بثينة
اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليتعريف بالشاعر جميل بثينةهو جميل بن مَعْمَر العُذري القُضاعي، شاعر فصيح من شعراءالعصر الأموي، وكان في بدايته ناقلًا وراويًا للشعر ثم أصبح يكتب الشعر بعدما تعلق قلبه ببثينة العُذرية، وقد كان من عشاق العرب المشهورين لشدة حبه لبثينة، وقد أكرمه الله بجمال الخَلق والخُلق، فعُرف بمكارم الأخلاقوعزة النفس وجمال الهيئة والصورة.كان جميل محبًا لبثينة منذ الصغر، ولمّا بلغ رشده وحَسُن به العيش، طلبها من أبيها فرده وزوجها لغيره، فازداد جميل حبًا وهيامًا ببثينة كأنه لا يرى فتاةً إلا هي، بل أصبح يذهب إلى منزلها بعد زواجها كي يشفي قلبه برؤيتها، فتناقلت الناس أخباره وانتشرت قصائده وأشعاره فيها.ديوان جميل بثينةفُهرِس الديوان على روي كل قصيدة من الألف إلى الياء، والروي هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة، وكل حرف من حروف الهجاء تندرج تحته القصائد حسب الروي الذي بُنيت عليه، وسنذكر بعضًا من ذلك على النحو الآتي:حرف الباءتَذَكَّرَ أُنساً مِن بُثَينَةَ ذا القَلبُوَبَثنَةُ ذِكراها لِذي شَجَنٍ نَصبُوَحَنَّت قُلوصي فَاِستَمَعتُ لِسَجرِهابِرَملَةِ لُدٍّ وَهيَ مَثنِيَّةٌ تَحبوأَكَذَّبتُ طَرفي أَم رَأَيتُ بِذي الغَضالِبَثنَةَ ناراً فَاِرفَعوا أَيُّها الرَكبُإِلى ضَوءِ نارٍ ما تَبوخُ كَأَنَّهامِنَ البُعدِ وَالإِقواءِ جَيبٌ لَهُ نَقبُأَلا أَيُّها النُوّامُ وَيَحكُمُ هُبّواأُسائِلُكُم هَل يَقتِلُ الرَجُلَ الحُبُّأَلا رُبَّ رَكبٍ قَد وَقَفتُ مَطِيَّهُمعَلَيكِ وَلَولا أَنتِ لَم يَقِفِ الرَكبُلَها النَظرَةُ الأولى عَلَيهِم وَبَسطَةٌوَإِن كَرَّتِ الأَبصارُ كانَ لَها العُقبُ.
حرف الدالفي هذا الباب توجدقصيدة جميل بثينةالمشهورة التي مطلعها:أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُوَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُفَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُقَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُوَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَهاوَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُوَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرىلَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ.حرف اللامأَلا مِن لِقَلبٍ لا يَمُلُّ فَيَذهَلُأَفِق فَالتَعَزّي عَن بُثَينَةَ أَجمَلُسَلا كُلُّ ذي وُدٍّ عَلِمتُ مَكانَهُوَأَنتَ بِها حَتّى المَماتِ مُوَكَّلُفَما هَكَذا أَحبَبتَ مَن كانَ قَبلُهاوَلا هَكَذا فيما مَضى كُنتَ تَفعَلُ.حرف الحاءحَلِفتُ لِكَيما تَعلَميني أَصادِقاًوَلِلصِدقُ خَيرٌ في الأُمورِ وَأَنجَحُلَتَكليمُ يَومٍ مِن بُثَينَةَ واحِدٍأَلَذُّ مِنَ الدُنيا لَدَيَّ وَأَملَحُمِنَ الدَهرِ لَو أَخلو بِكُنَّ وَإِنَّماأُعالِجُ قَلباً طامِحاً حَيثُ يَطمَحُتَرى البُزلَ يَكرَهنَ الرِياحَ إِذا جَرَتوَبَثنَةُ إِن هَبَّت بِها الريحُ تَفرَحُبِذي أُشَرٍ كَالأُقحُوانِ يُزَينُهُنَدى الطَلِّ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَملَحُ.
حرف التاءحَلَفتُ لَها بِالبُدنِ تَدمى نُحورُهالَقَد شَقِيَت نَفسي بِكُم وَعُنيتُحَلَفتُ يَميناً يا بُثَينَةُ صادِقاًفَإِن كُنتُ فيها كاذِباً فَعَميتُإِذا كانَ جِلدٌ غَيرُ جِلدِكِ مَسَّنيوَباشَرَني دونَ الشِعارِ شَريتُوَلَو أَنَّ داعٍ مِنكِ يَدعو جِنازَتيوَكُنتُ عَلى أَيدي الرِجالِ حَيِيتُ.