ما هي القصيدة المحمدية
قصيدة البردة للإمام البوصيريمؤلفات معروف الرصافيما هي القصيدة المحمدية؟تعرف القصيدة المحمدية بقصيدة البردة أو البرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية، نُظمت من مئة وستين بيتاً، وقد نظمها محمد بن سعيد بن حماد الصهناجي المعروف بالبوصيريفي القرن السابع الهجري، وذلك فيمدح النبي محمدصلّى الله عليه وسلّم، ومن هنا جاءت تسميتها بالمحمدية.أما عن سبب نظمها فقيل أنّ الكاتب كان قد أصيب بمرض عضال لم يجد له علاجًا، وكان يكثر الصلاة على النبي محمد، ثمّ ذات ليلة رآه في منامه، فغطاه – صلّى الله عليه وسلّم- ببردته، ثمّ شفي البوصيري ولم يبق به شيء من المرض، فألف هذه القصيدة.
حكم القصيدة المحمديةاعترض كثيرون على أبيات عديدة في القصيدة المحمدية، وقالوا بأن فيها من ألفاظالشركوالكفر، وعابوا عليه بأن في ذلك إشراك بالله -عز وجل- عندما طلب من النبي -محمد صلّى الله عليه وسلّم- ثواب الآخرة، علمًا أنّ النبي بشر ولا يُطلب منه جلب الخير، ولا درء الشر، فهذه صفة لله تعالى فقط، وكذلك أعابوا على الشاعر عندما أظهر تضرعه للنبي – صلّى الله عليه وسلّم- وفاقته حاجته إليه ودعاه دعاء المضطر.أعيبَ على البوصيري كذلك طلبهالشفاعةمن النبي – صلّى الله عليه وسلّم-، وكذلك عندما طلب منه أن يأخذ بيده يوم الدين لينجو وذلك بما ينافي الآية الكريمة في كتاب الله حيث قال:(وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ، ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ، يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ)[الانفطار: 17-19]، فكيف يجتمع في قلب إنسان واحد الإيمان بالآية وتصديقها، وكتابة ما تمت كتابته في البيت الشعري حين قال البوصيري:فإنَّ من جُودِكَ الدنيا وَ ضَرَّتهاومن علومكَ علمَ اللوحِ والقلمِأجزاء القصيدة المحمديةتقع القصيدة في عشرة فصول، قسمها الشاعر بالترتيب إلى جزئيات وفي كل جزئية كان الشاعر ينتقل إلى موضوع مختلف وهي كالآتي:الجزء الأول: الغزل والشكوى من الحبحيث يبدأ البوصيري بردته بمقدمة غزلية على خلاف نهج الشعراء، فهو يشكو أشجانه والأمة بطريقته الخاصة، كما يشكو الوشاة الذين يلومونه، ويورد في قصيدته الأسماء الحجازية كذي سلم وكاضمة وإضم، وهذا دليل واضح أن هذه المقدمة الغزلية إنما هي دليل على رمزية الشاعر وحبه لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- وشوقه إليه.الجزء الثاني: التحذير مما تهوى النفسيعرض البوصيري في هذا الجزء عنالنفس الأمارة بالسوء، ويحذر الإنسان من الانقياد لها فهي كالطفل الرضيع إنْ أهملته شب على حب الرضاعة وإنْ تفطمه ينفطم.
الجزء الثالث: مدح النبي محمد صلّى الله عليه وسلّمأما عن مدح الرسول الكريم فيذكر البوصيري شمائل ومحاسن النبي، وكيف أن الدنيا بما فيها من كنوز عُرضت عليه، كما يذكر ألقابه التي لُقب بها كسيد الكونين، والثقلين، والجنسين، فهو صاحب الشفاعة لأمته يوم القيامة.الجزء الرابع: مدح ميلاد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّميتحدث البوصيري في هذه الجزئية عن مولد سيد الكونين وما صاحب يوم ولادته من بشائر للدنيا، حتى بدا وكأن الكون كله يحتفل بهذا الميلاد العظيم، وما صاحب هذا الميلاد من بشائر كتصدع إيوان كسرى، وخمود نار المجوس.الجزء الخامس: ذكرمعجزات النبي محمدصلّى الله عليه وسلّمتتحدث هذه الجزئية عن المعجزات التي كرَّم الله بها النبي تعظيماً لمكانته بين الأم وتصديقاً لنبوته كانشقاق القمر، وحادثة الإسراء والمعراج، وحديثه لقتلى بدر، وخروج الماء من بين أصابعه، وحادثة شق الصدر.
الجزء السادس: مدح القرآن الكريم ومكانتهفقد شبه البوصيري القرآن الكريم بالدرِّ، كما يذكر أنه فاق كل معجزة أنزلها الله على أنبيائه لبلاغته ومخاطبته لكل زمان ومكان.الجزء السابع: الحديث عنرحلة الإسراء والمعراجويعرض البوصيري في هذا الجزء عن الإبهار والإثارة والتشويق لهذه الحادثة العظيمة والتي امتحن الله بها الناس تصديقاً لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وما يُستفاد منها من قيم الحق والصبر والإيمان والطموح واليقين.الجزء الثامن: الحديث عن جهاد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّمتتحدث هذه الجزئية عنأخلاق النبيصلى الله عليه وسلم في الجهاد حيث كان مضرب المثل في الحروب والغزوات لما يتمتع به من أخلاق تحث على عدم الغدر والظلم وسفك دماء الأبرياء.
الجزء التاسع: التوسل إلى النبي وطلب المنفعة منهيتوسل الشاعر هنا إلى النبي بأن يكون شفيعه يوم القيامة، فقد يعيش الإنسان مغروراً بالدنيا وينسى استخلافه في الأرض للعبادة لما للدنيا من ملذات وشهوات تلهيه عن الآخرة.الجزء العاشر: سرد حاجات الشاعر ومطالبهيرجو الشاعرشفاعة النبي يوم القيامةفشفاعته لا تُرد ويدعو الله بأن يغفر للناس ذنوبهم وأن يدخلهم الجنان.كلمات القصيدةيقول البوصيري:أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ:::مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِأمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمة ٍ:::وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِفما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا:::ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِأَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ:::ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِلولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ:::ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم ِفكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ:::بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَموَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْرَة ٍ وضَنًى:::مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ والعَنَمِنعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني:::والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِيا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة ً:::منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِعَدَتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ:::عن الوُشاة ِ ولادائي بمنحسمِمَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ:::إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِإني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ:::والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَمفإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ:::من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى:::ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِلو كنت أعلم أني ما أوقره:::كتمت سرا بدا لي منه بالكتممن لي بِرَدِّ جماحٍ من غوايتها:::كما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللجمِفلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها:::إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة َ النهمِوالنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على:::حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمفاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ:::إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِوَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمة ٌ:::وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِمكَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً:::من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِوَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع:::فَرُبَّ مَخْمَصَة ٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِواسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ:::مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَة َ النَّدَمِوخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما:::وإنْ هُما مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتهموَلا تُطِعْ منهما خَصْماً وَلا حَكمَاً:::فأنْتَ تَعْرِفُ كيْدَ الخَصْمِ والحَكمِأسْتَغْفِرُ الله مِنْ قَوْلٍ بِلاَ عَمَلٍ:::لقد نسبتُ به نسلاً لذي عقمِأمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرتُ بهِ:::وما استقمتُ فماقولي لك استقمِولا تَزَوَّدْتُ قبلَ المَوْتِ نافِلة ً:::ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ أَصُمِظلمتُ سُنَّة َ منْ أحيا الظلامَ إلى:::أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَم