0

ما أسباب وجود الغزل العذري في العصر العباسي؟

الشعر الاجتماعي في العصر العباسيشعر علي بن الجهم أحد أعلام العصر العباسي الثانيما أسباب وجود الغزل العذري في العصر العباسي؟برزت مجموعة من الأسباب التي ساعدت على وجودالغزل العذريفي عصر المجون والترف، ولعل من أهم تلك الأسباب ما يلي:عدم تمكن الشاعر من الاتصال بالمحبوبة بعد رؤيتها في المرة الأولى وبقاء الشاعر في قيد الألم طوال حياته.عشق الشعراء لبعض الجواري والولوع بهن والهُيام بقلوبهن وعدم القدرة على الاتصال بهن.

امتداد الغزل العذري من العصر الأموي حتىالعصر العباسيوبقاء بعض الشعراء على العهد القديم الذي ألفوه عندكثيّر عزةوقيس بن الملوح.ميْل بعض أرباب شعر الغزل الصريح إلى الغزل العفيف من أمثال بشار بن برد وأبي نواس لمّا طرق الحب أبواب قلوبهم بعيدًا عن الغرائز والشهوات.مطارحة الغزل العفيف مع الجواري اللواتي كُنّ يُحسنّ قول الشعر ونظْمه.

أعلام الغزل العذري في العصر العباسيلقد برز بعض الشعراء الذين كان لهم أثر واضح في الغزل العفيف ولعل من أبرزهم الأسماء الآتية:العباس بن الأحنفواحد من الشعراء العرب الذي تعود أصوله إلى بني حنيفة، نشأ في بغداد وترعرع فيها، خالط مجموعةً من الشعراء ومن أبرزهمأبي نواسولكنّه لم يتردّ إلى ذوق أبي نواس في الغزل، فكان من أرباب الغزل العفيف.علي بن الجهموهو علي بن الجهم بن بدر وكان من أعلام الغزل العفيف وهو من خراسان، وقد نشأ في عائلة تهتم بالشعر والأدب فكان صاحب جاه وشرف، وكان قد اتصل بالعديد من أعلام الشعر في عصره ومن بينهمأبو تمام.الشريف الرضيهو محمد بن الحسين بن موسى كني بأبي الحسن وهو من أحفاد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، آلت إليه نقابة الأشراف في حياة والده، وقد عُرف عنه الغزل العفيف وأجاد فيه وصار علمًا من أعلامه.

نماذج من الغزل العذري في العصر العباسيلقد برزت مجموعة من القصائد في الغزل العفيف في العصر العباسي ومنها:قصيدة أبكيك لو نقع الغليل بكائيقال الشريف الرضي:أَيُّ العُيونِ تُجانِبُ الأَقذاءَأَم أَيُّ قَلبٍ يَقطَعُ البُرَحاءَوَالمَوتُ يَقنِصُ جَمعَ كُلِّ قَبيلَةٍقَنصَ المَريعِ جاذِراً وَظِباءَيَتَناوَلُ الضَبَّ الخَبيثَ مِنَ الكُدىوَيَحُطُّ مِن عَليائِها الشُغواءَتَبكي عَلى الدُنيا رِجالٌ لَم تَجِدلِلعُمرِ مِن داءِ المَنونِ شِفاءَوَالدَهرُ مُختَرِمٌ تَشُنُّ صُروفُهُفي كُلِّ يَومٍ غارَةً شَعواءَإِنَّ بَنو الدُنيا تَسيرُ رِكابُناوَتُغالِطُ الإِدلاجَ وَالإِسراءَوَكَأَنَّنا في العَيشِ نَطلُبُ غايَةًوَجَميعُنا يَدَعُ السِنينَ وَراءَأَينَ المَعاوِلُ وَالغَطارِفَةُ الأولىهَجَروا الدِيارَ وَعَطَّلوا الأَفناءَفَاِخلِط بِصَوتِكَ كُلَّ صَوتٍ وَاِستَمِعهَل في المَنازِل مَن يُجيبُ دُعاءَوَاِشمُم تُرابَ الأَرضِ تَعلَم أَنَّهاجَرباءُ تُحدِثُ كُلَّ يَومٍ داءَكَم راحِلٍ وَلَّيتُ عَنهُ وَمَيِّتٍرَجَعَت يَدي مِن تُربِهِ غَبراءَوَكَذا مَضى قَبلي القُرونُ يَكُبُّهُمصَرفُ الزَمانِ تَسَرُّعاً وَنَجاءَهَذا أَميرُ المُؤمِنينَ وَظِلُّهُيَسَعُ الوَرى وَيُجَلِّلُ الأَحياءَنَظَرَت إِلَيهِ مِنَ الزَمانِ مُلِمَّةٌكَاللَيثِ لا يُغضي الجُفونَ حَياءَوَأَصابَهُ صَرفُ الرَدى بِرَزيَّةٍكَالرُمحِ أَنهَرَ طَعنَةً نَجلاءَماذا نُؤَمِّلُ في اليَراعِ إِذا نَشَتريحٌ تَدُقُّ الصَعدَةَ الصَمّاءَعَصَفَ الرَدى بِمُحَمَّدٍ وَمُذَمَّمٍفَكَأَنَّما وَجَدَ الرِجالَ سَواءَوَمُصابُ أَبلَجَ مِن ذُؤابَةِ هاشِمٍوَلَجَ القُبورَ وَأَزعَجَ الخُلَفاءَقصيدة وصالك مظلم فيه التباسقال عباس بن الأحنف:وِصالُكِ مُظلِمٌ فيهِ التِباسٌوَعِندَكِ لَو أَرَدتِ لَهُ شِهابُوَقَد حُمِّلتُ مِن حُبَّيكِ ما لَوتَقَسَّمَ بَينَ أَهلِ الأَرضِ شابواأَفيقي مِن عِتابِكِ في أُناسٍشَهِدتِ الحَظَّ مِن قَلبي وَغابوايَظُنُّ الناسُ بي وَبِهِم وَأَنتُملَكُم صَفوُ المَوَدَّةِ وَاللُبابُوَكُنتُ إِذا كَتَبتُ إِلَيكِ أَشكوظَلَمتِ وَقُلتِ لَيسَ لَهُ جَوابُفَعِشتُ أَقوتُ نَفسي بِالأَمانيأَقولُ لِكُلِّ جامِحَةٍ إِيابُوَصِرتُ إِذا اِنتَهى مِنّي كِتابٌإليك لِتَعطِفي نُبِذَ الكِتابُوَهَيَّأتِ القَطيعَةَ لي فَأَمسىجَوابَ تَحيَتي مِنكِ السِبابُوَإِنَّ الوُدَّ لَيسَ يَكادُ يَبقىإِذا كَثُرَ التَجَنّي وَالعِتابُخَفَضتُ لِمَن يَلوذُ بِكُم جَناحيوَتَلقَوني كَأَنَكُمُ غِضابُقصيدة عيون المها بين الرصافة والجسرقال علي بن الجهم:عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِجَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدريأَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُنسَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِسَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّماتُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِوَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّماتُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقريفَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌوَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسريأحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِوَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَدرِصددنَ صدودَ الشاربِ الخمر عندماروى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِألا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَأنَنيبِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِفَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُفَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِوَلكِنَّهُ أَودى الشَبابُ وَإِنَّماتُصادُ المَها بَينَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *