0

قصيدة النابغة الجعدي في مدح الرسول

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليقصيدة النابغة الجعدي في مدح الرسولتعد قصيدةالنابغة الجعديفي مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم من القصائد البليغة الرزينة والجميلة فيالشعر العربي، وقد برزت في هذه القصيدة الروح الدينية والعديد من النواحي الأخلاقية.كلمات القصيدة (خَليلَّيَّ)القصيدة هي من القصائد التي جمعت بينالفخر والمدحوكُتبت علىالبحر الطويلعلى قافية حرف الراء وعدد أبياتها خمسة وثمانون بيتًا، وقال فيها:خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّراوَلُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَراوَلا تَجزَعا إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌفخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أَو قِراوَإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُفَلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِراأَلَم تَرَيا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُهاقَلِيلٌ إِذا ما الشيءُ وَلّى وَأَدبَراتَهِيجُ البُكاءَ وَالنَدامَةَ ثمَّ لاتُغيِّرُ شَيئاً غَيرَ ما كانَ قُدِّراأَتَيتُ رَسُولَ اللَهِ إِذ جاءَ بالهُدىوَيَتلُو كِتاباً كالمجرَّةِ نَيِّراخَلِيلَيَّ قَد لاَقَيتُ ما لَم تُلاَقِياوَسَيَّرتُ في الأَحياءِ مَا لَم تُسِيِّراتَذَكَّرتُ والذِّكرى تَهِيجُ لِذي الهَوىوَمِن حاجَةِ المَحزونِ أَن يَتَذَكَّرانَدَامايَ عِندَ المُنذِرِ بنِ مُحَرِّقٍأَرَى اليَومَ مِنهُمُ ظَاهِرَ الأَرضِ مُقفِراكُهولاً وَشُبّاناً كأَنَّ وُجُوهَهُمدَنَانِيُر مِمّا شِيفَ فِي أَرضِ قَيصَراوَمَا زِلتُ أَسعَى بَينَ بابٍ وَدارَةٍبِنَجرانَ حَتّى خِفتُ أَن أَتَنَصَّرالَدَى مَلِكٍ مِن آلِ جَفنَةَ خاَلُهُوَجَدَّاهُ مِن آلِ اِمرىءِ القَيسِ أَزهَرايُدِيرُ عَلَينا كَأسَهُ وشِواءَهمَناصِفُهُ وَالحَضرَمِيَّ المحبَّراحَنِيفاً عِرَاقِيّاً وَرَيطاً شآمِياًوَمُعتَصِراً مِن مِسكِ دارينَ أَذفَراوَتِيهٍ عَلَيها نَسجُ رِيحٍ مَرِيضَةٍقَطَعتُ بحُرجُوجٍ مُسانَدَةِ القَراخَنُوفٍ مَرُوحٍ تُعجِلُ الوُرقَ بَعدَماتُعَرِّسُ تَشكُو آهةً وتذمُّراوَتَعبُرُ يَعفُورَ الصَرِيمِ كِنَاسَهُوَتُخرِجُهُ طَوراً وَإِن كانَ مُظهِراكَمُرقَدَةٍ فَردٍ مِنَ الوَحشِ حُرَّةٍأَنَامَت بِذِي الذِئبَينِ بِالصَيفِ جُؤذَرافَأَمسى عَلَيهِ أَطلَسُ اللونِ شَاحِباًشَحِيحاً يُسَمَّيهِ النَباطِيُّ نَهسَراطَوِيلُ القَرا عارِي الأَشَاجعِ مارِدٌكَشَقِّ العَصا فُوه إِذا ما تَضَوَّرافَباتَ يُذَكِّيهِ بِغَيرِ حَدِيدَةٍأَخُو قَنَصٍ يُمسِي ويُصبحُ مُقفِرافَلاَقَت بَياناً عِندَ أَوَّلِ مَربضٍإِهاباً وَمَعبوطاً مِن الجَوفِ أَحمَراوَوَجهاً كبُرقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعاًورَوقَينِ لَمّا يَعدُوا أَن تَقَمَّرافَلَمّا سَقاها البأسُ واِرتَدَّ هَمُّهاإليها وَلَم يترُك لَها مُتأَخَّراأُتِيحَ لَها فَردُ خَلا بَينَ عالِجٍوَبَينَ حِبالِ الرّملِ فِي الصَيفِ أَشهُراكَسا دَفعُ رِجلَيها صَفيحةَ وَجهِهِإِذا اِنجَرَدَت نَبتَ الخُزامَي المُنَوَّرامُرُوجٌ كَسا القَريانُ ظَاهِرَ لَونِهامِراراً مِنَ القُرَّاصٍ أَحوى وأَصفَرافَبَاهَى كَفَحلِ الحُوشِ يُنغِضُ رأسَهُكَما يُنغِضُ الوَضعُ الفَنِيقَ المُجَفَّراوَوَلَّت بِهِ روحٌ خِفافٌ كأَنَّهاخَذاريفُ تُزجي ساطِعَ اللَونِ أَغبَراكَأَصدَافِ هِندِيَّين صُهبُ لِحاهُمُيَبيعُونُ في دارينَ مِسكاً وعَنبَرافَباتَت ثَلاثاً بَينَ يَومٍ وَلَيلَةٍوَكانَ النَكيرُ أَن تُضيفَ وَتجأراوَباتَت كأَنَّ كَشحَها طيُّ رَيطَةٍإِلى راجِحٍ مِن ظَاهِرِ الرَملِ أَعفراتَلألأُ كالشِّعرى العبورِ تَوَقَّدَتوَكانَ عَماءُ دُونَها فتحسَّرايَمُورُ النَدَى في مِدرَيَيها كأَنَّهُفَرِيدٌ هَوى مِن سِلكِهِ فَتَحَدَّراوَعادِيةٍ سَوم الجرادِ شهِدتُهافكفَّلتُها سيداً أَزَلَّ مُصدَّراًأشقَّ قسامِيّاً رُبَاعيَّ جانِبوَقارحَ جَنبِ سُلَّ أَقرَحَ أشقَراشَديدُ قُلاتِ المِرفَقَين كَأَنَّمابِهِ نفَسٌ أَو قَد أَرادَ لِيَزفِرايَمُرُّ كَمَرّيخ المُغالي اِنتحَت بِهِشِمالُ عُبَادِيِّ عَلى الريحِ أَعسَراوَيُبقي وَجيفُ الأَربَع السودِ لحمَهُكَما بُنِيَ التابوتُ أَحزَمَ مُجفَرافَلَمّا أَتَى لا ينقُصُ القَودُ لَحمَهُنقَصتُ المَديدَ والشّعِيرَ ليَضمُراوَكانَ أَمامَ القَومِ مِنهُم طَليعةٌفَأَربَى يَفاعاً مِن بَعيدٍ فَبَشَّراوَنَهنَهتُهُ حَتّى لَبِستُ مُفَاضَةًمُضَاعَفَةً كالنِهيِ رِيحَ وَأُمطِراوَجمَّعتُ بَزّي فَوقَهُ ودَفعتُهُوَنَأنَأتُ مِنهُ خَشيةَ أَن يُكَسَّراوَعرَّفتُه في شِدَّةِ الجَريِ باِسمِهِوَأَشلَيتُهُ حَتّى أَراحَ وَأَبصَرافَظَلَّ يُجاريهم كَأَنَّ هُوِيَّهُهُويُّ قُطَامِيٍّ مِن الطيرِ أَمعَراأَزُجُّ بِذِلقِ الرُمحِ لَحيَيهِ سابِقاًنَزَائِعَ ما ضَمَّ الخَميسُ وَضَمَّرالَهُ عُنُقٌ في كاهِلٍ غَيرُ جَأنبٍوَلَجَّ بِلَحيَيهِ وَنُحِّيَ مُدبراوَبَطنٌ كَظَهرِ التُرسِ لَو شُلَّ أَربَعاًلأَصبَحَ صِفراً بَطنُهُ ما تَخَرخَرافَكفَّ أُولي شُقرٍ جياداً ضَوامِرافَزَحزَحَها عَن مِثِلها أَن تَصَدَّرافَأُرسِلَ في دُهمٍ كأَنَّ حَنِيَنهافَحِيحُ الأَفاعِي أُعجِلَت أَن تَحجَّرالَها حَجَلٌ قُرعُ الرؤوسِ تَحَلَّبَتعَلى هامَةٍ بِالصيفِ حَتّى تَمَوَّراإِذا هِيَ سيقَت دافَعَت ثَفِناتُهاإِلى سُرَرٍ بُجرٍ مَزاداً مُقيَّراوَتَغمِسُ في الماءِ الَّذي باتَ آجِناإِذا أَورَدَ الراعِي نَضيحاً مُجَيَّراحَناجِرَ كالأَقماعِ فَحَّ حَنَينُهاكَما نَفَخ الزَمّارُ في الصُبحِ زَمخَراوَمَهاما يَقُل فينا العَدُوُّ فَإِنَّهُميَقولونَ مَعروفاً وَآخَرَ مُنكِرافَما وَجدَتُ مِن فِرقَةٍ عَرَبِيَّةٍكَفيلاً دَنا مِنّا أَعَزَّ وَأَنصَراوَأَكثَرَ مِنّا ناكِحاً لِغَريبَةٍأُصيبَت سِباءً أَو أَرادت تَخَيُّراوَأَسرَعَ مَّنا إِن أَرَدنا اِنصِرافةًوَأَكثَرَ مِنّا دَارِعينَ وحُسَّراوَأَجدرَ أَن لاَ يَترُكُوا عَانِياً لَهُمفَيَغبُرُ حَولاً في الحَديدِ مُكفَّراوَأَجدَرَ أَن لاَ يَترُكُوا مِن كَرَامةٍثوِبّاً وَإِن كانَ الثوايَةُ أغضراوَقَد آنَسَت مِنّا قُضَاعَةُ كَالِئاًفَأَضحَوا بِبُصرَى يَعصِرونَ الصَنوبراوَكِندةُ كانت بِالعَقِيقِ مُقيمَةًوَنَهدٌ فَكُلاًّ قَد طَحَرناهُ مَطحَراكِنانُة بينَ الصّخرِ وَالبَحرِ دارُهُمفَأَحجَرَها أَن لَم تَجِد مُتَأَخّراوَنَحنُ ضَرَبنا بِالصَفَا آلَ دارمٍوَحَسّانَ وَاِبنَ الجَون ضَرباً مُنكَّراوَعَلقمَةَ الجعفيَّ أَدرَكَ رَكضُنابِذِي النَخلِ إِذ صامَ النَهارُ وَهَجَّراضَرَبنا بُطونَ الخيلِ حَتّى تَناوَلَتعميدَي بَني شيبانَ عَمروًا وَمُنذراأَرَحنا مَعدّاً مِن شَراحيلَ بَعدَماأَرَاها مَعَ الصُبحِ الكَواكِبَ مُظهِراتَمَرَّنَ فيهِ المَضرَحِيَّةُ بَعدَمارَوَينَ نَجيعاً مِن دَمِ الجَوفِ أَحمَراوَمِن أَسَدٍ أَغوى كُهُولاً كَثيرَةًبِنَهي غُرابٍ يَومَ ما عَوَّجَ الذُراوَتُنكُر يَومَ الرَوعِ أَلوانُ خيلِنامِن الطَعنِ حَتّى تَحسِبَ الجونَ أشقَراوَنَحنُ أُناسٌ لا نَعَوِّدُ خَيلَناإِذا ما التقينا أَن تَحيدَ وَتَنفِراوَما كانَ مَعروفاً لَنا أَن نَرُدَّهاصِحاحاً وَلا مِستَنكراً أَن تُعقَّرابَلَغنَا السّماء مَجدنا وَجدودناوَإِنّا لَنرجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظهَراوَكُلَّ مَعدٍّ قَد أَحَلَّت سُيوفُناجَوانِبَ بَحرٍ ذِي غَوَارِبَ أَخضَرالَعَمري لَقَد أَنذَرتُ أَزداً أُناتَهالِتَنظُرَ في أَحلامِها وَتُفكِّراوَأَعرضَتُ عَنّها حِقبةً وَتَرَكتُهالأَبلُغَ عُذراً عِندَ رَبِّي فَأُعذَراوَما قُلتُ حَتّى نالَ شَتمُ عَشيرَتينُفَيلَ بِنَ عَمرٍو وَالوَحيدَ وَجَعفَراوَحَيَّ أَبي بَكرٍ وَلا حَيَّ مِثلُهُمإِذا بَلَغَ الأَمرُ العَماسَ المُذَمَّراوَلا خَيرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُحَلِيمٌ إِذَا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَراوَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُبَوَادِرُ تَحمي صَفوَهُ أَن يُكَدَّرافَفِي الحِلمِ خَيرٌ مِن أُمورٍ كَثيرةٍوفِي الجَهلِ أَحياناً إِذا ما تَعَذَّراكَذاكَ لعمرِي الدَهرُ يَومانِ فاعرِفواشُرورٌ وَخيرٌ لا بَلِ الشَرُّ أَكثَراإِذَا اِفتَخَرَ الأَزدِيُّ يوماً فَقُل لَهُتأَخّر فَلَن يَجعَل لَكَ اللَهُ مَفخرافَإِن تَرِد العَليا فَلَستَ بِأَهلِهاوَإِن تَبسُطِ الكفَّينِ بِالمَجدِ تُقصَراإِذَا أَدلَجَ الأَزدِيُّ أَدلَجَ سارِقاًفَأَصبَحَ مَخطُوماً بِلَومٍ مُعَذَّرانبذة عن الشاعر النابغة الجعديالنابغة الجعدي هو قيس بن عبدالله بن عدس بن ربيعة الجعدي العامري أبو ليلى، وهو شاعر مخضرم شهد العصرين الجاهلي والإسلامي، وقد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم، ومن الجدير بالذكر أنّه كان من الشعراء المرموقين؛ فقد عدّ من الطبقة الثالثة منشعراء الجاهليةوفقًا لابن سلام الجمحي فيكتابه طبقات فحول الشعراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *