قصائد بشار بن برد في المجون
شعر اللهو والمجون في العصر العباسي الثانيالمجون والزندقة في العصر العباسي الثانيقصيدة: قد لامني في خليلتي عمريقول بشار بن برد:قَد لامَني في خَليلَتي عُمَرُوَاللَومُ في غَيرِ كُنهِهِ قَدَرُقالَ أَفِق قُلتُ لا فَقالَ بَلىقَد شاعَ في الناسِ عَنكُمُ الخَبَرُفَقُلتُ إِن شاعَ ما اعتِذاري مِمما لَيسَ لي فيهِ عِندَهُم عُذُرُلا أَكتُمُ الناسَ حُبَّ قاتِلَتيلا لا وَلا أَكرَهُ الَّذي ذَكَروالوما فَلا لَومَ بَعدَها أَبَداًصاحِبُكُم وَالجَليلِ مُحتَضَرُقُم قُم إِلَيهِم فَقُل لَهُم قَد أَبىوَقالَ لا لا أُفيقُ فَاِنتَحِرواماذا عَسى أَن يَقولَ قائِلُهُموَذا هَوىً ساقَ حينَهُ القَدَرُيا قَومِ ما لي وَما لَهُم أَبَداًيَنظُرُ في عَيبِ غَيرِهِ البَطِرُيا عَجَباً لِلخِلافِ يا عَجَباًبِفي الَّذي لامَ في الهَوى الحَجَرُما لامَ في ذي مَوَدَّةٍ أَحَدٌيُؤمِنُ بِاللَهِ قُم فَقَد كَفَرواحَسبي وَحَسبُ الَّتي كَلِفتُ بِهامِنّي وَمِنها الحَديثُ وَالنَظَرُأَو قُبلَةٌ في خِلالِ ذاكَ وَلابَأَسَ إِذا لَم تُحلَّلِ الأُزُرُأَو لَمسُ ما تَحتَ مِرطِها بِيَديوَالبابُ قَد حالَ دونَهُ السُتُرُوَالساقُ بَرّاقَةٌ خَلاخِلُهاوَالصَوتُ عالٍ فَقَد عَلا البُهُرُوَاِستَرخَت الكَفُّ لِلغَزالِ وَقالَت اُلهُ عَنّي وَالدَمعُ مُنحَدِرُاِذهَب فَما أَنتَ كَالَّذي ذَكَرواأَنتَ وَرَبّي مُعارِكٌ أَشِرُوَغابَتِ اليَومَ عَنكَ حاضِنَتيفَاللَهُ لي اليَومَ مِنكَ مُنتَصِرُيا رَبِّ خُذ لي فَقَد تَرى ضُعُفيمِن فاسِقِ الكَفِّ ما لَهُ شُكُرُأَهوى إِلى مِعضَدي فَرَضَّضَهُذو قوةٍ ما يُطاقُ مُقتَدِرُيُلصِقُ بي لِحيَةً لَهُ خَشُنَتذاتَ سوادٍ كَأَنَّها الإِبَرُحَتّى اِقتَهَرني وَإِخوَتي غَيَبٌوَيلي عَلَيهِم لَو أَنَّهُم حَضَرواأَقسِمُ بِاللَهِ ما نَجَوتُ بِهااِذهَب فَأَنتَ المُسَوَّرُ الظَفِرُكَيفَ بِأُمّي إِذا رَأَت شَفَتيوَكَيفَ إِن شاعَ مِنكَ ذا الخَبَرُأَم كَيفَ لا كَيفَ لي بِحاضِنَتييا حِبُّ لَو كانَ يَنفَعُ الحَذَرُقُلتُ لَها عِندَ ذاكَ يا سَكَنيلا بَأسَ إِنّي مُجَرِّبٌ حَذِرُقولي لَهُم بَقَّةٌ لَها ظُفُرٌإِن كان في البَقِّ ما لَهُ ظُفُرُ.قصيدة: يا قوم أذني لبعض الحي عاشقةيقول بشار بن برد:وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُهاباتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكراناإِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌقَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانافَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَليفَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانايا حَبَّذا جَبلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍوَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كاناقالَت فَهَلّا فَدَتكَ النَفسُ أَحسَنَ مِنهَذا لِمَن كانَ صَبَّ القَلبِ حَيرانايا قَومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌوَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانافَقُلتُ أَحسَنتِ أَنتِ الشَمسُ طالِعَةٌأَضرَمتِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ نيرانافَأَسمِعينِيَ صَوتاً مُطرِباً هَزَجاًيَزيدُ صَبّاً مُحِبّاً فيكِ أَشجانايا لَيتَني كُنتُ تُفّاحاً مُفَلَّجَةًأَو كُنتُ مِن قُضَبِ الرَيحانِ رَيحاناحَتّى إِذا وَجَدَت ريحي فَأَعجَبَهاوَنَحنُ في خَلوَةٍ مُثِّلتُ إِنسانافَحَرَّكَت عودَها ثُمَّ اِنثَنَت طَرَباًتَشدو بِهِ ثُمَّ لا تُخفيهِ كِتماناأَصبحتُ أَطوَعَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِلأَكثَرِ الخَلقِ لي في الحُبِّ عِصيانافَقُلتُ أَطرَبتِنا يا زَينَ مِجلِسِنافَهاتِ إِنَّكِ بِالإِحسانِ أَولانالَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ يَقتُلُنيأَعدَدتُ لي قَبلَ أَن أَلقاكِ أَكفانافَغَنَّتِ الشَربَ صَوتاً مُؤنِقاً رَمَلاًيُذكي السُرورَ وَيُبكي العَينَ أَلوانالا يَقتُلُ اللَهُ مَن دامَت مَوَدَّتُهُوَاللَهُ يَقتُلُ أَهلَ الغَدرِ أَحيانالا تَعذِلوني فَإِنّي مِن تَذَكُّرِهانَشوانُ هَل يَعذِلُ الصاحونَ نَشوانالَم أَدرِ ما وَصفُها يَقظانَ قَد عَلِمَتوَقَد لَهَوتُ بِها في النَومِ أَحياناباتَتَ تُناوِلُني فاهاً فَأَلثُمُهُجِنِّيَّةٌ زُوِّجَت في النَومِ إِنسانا.قصيدة: خشاب هل لمحب عندكم فرجيقول بشار بن برد:خُشّابَ هَل لِمُحِبٍّ عِندَكُم فَرَجُأَو لا فَإِنّي بِحَبلِ المَوتِ مُعتَلِجُلَو كانَ ما بي بِخَلقِ اللَهِ كُلِّهِمُلا يَخلُصونَ إِلى أَحبابِهِم دَرَجوالِلهَجرِ نارٌ عَلى قَلبي وَفي كَبِديإِذا نَأَيتِ وَرُؤيا وَجهِكِ الثَلَجُكَأَنَّ حُبَّكِ فَوقي حينَ أَكتُمُهُوَتَحتَ رِجلَيَّ لُجٌّ فَوقَهُ لُجَجُقَد بُحتُ بِالحُبِّ ضَيقاً عَن جَلالَتِهِوَأَنتِ كَالصاعِ تُطوى تَحتَهُ السُرُجُخُشّابَ جودي جِهاراً أَو مُسارَقَةًفَقَد بُليتُ وَمَرَّت بِالمُنى حِجَجُحَتّى مَتى أَنتِ يا خُشّابَ جالِسَةًلا تَخرُجينَ لَنا يَوماً وَلا تَلِجُلَو كُنتِ تَلقينَ ما نَلقى قَسَمتِ لَنايَوماً نَعيشُ بِهِ مِنكُم وَنَبتَهِجُلا خَيرَ في العَيشِ إِن كُنّا كَذا أَبَداًلا نَلتَقي وَسَبيلُ المُلتَقى نَهَجُمَن راقَبَ الناسَ لَم يَظفَر بِحاجَتِهِوَفازَ بِالطَيِّباتِ الفاتِكُ اللَهِجُوَقَد نَهاكِ أُناسٌ لا صَفا لَهُمُعَيشٌ وَلا عَدِموا خَصماً وَلا فَلَجواقالوا حَرامٌ تَلاقينا فَقَد كَذَبواما في اِلتِزامٍ وَلا في قُبلَةٍ حَرَجُأَما شَعَرتِ فَدَتكِ النَفسُ جارِيَةًأَن لَيسَ لي دونَ ما مَنَّيتِني فَرَجُإِنّي أُبَشِّرُ نَفسي كُلَّما اِختَلَجَتعَيني أَقولُ بِنَيلٍ مِنكِ تَختَلِجُوَقَد تَمَنَّيتُ أَن أَلقاكِ خالِيَةًيَوماً وَأَنّي وَفيما قُلتِ لي عِوَجُأَشكو إِلى اللَهِ شَوقاً لا يُفَرِّطُنيوَشُرَّعاً في سَوادِ القَلبِ تَختَلِجُيا رَبِّ لا صَبرَ لي عَن قُربِ جارِيَةٍتَنأى دَلالاً وَفيها إِن دَنَت غَنَجُغَرّاءَ حَوراءَ مِن طيبٍ إِذا نَكَهَتلِلبَيتِ وَالدارِ مِن أَنفاسِها أَرَجُكَأَنَّها قَمَرٌ رابٍ رَوادِفُهُعَذبُ الثَنايا بَدا في عَينِهِ دَعَجُ.
قصيدة: إبليس خير من أبيكميقول بشار بن برد:إِبليسُ خَيرٌ مِن أَبيكُم آدَمٍفَتَنَبَّهوا يا مَعشَرَ الفُجّارِإِبليسُ مِن نارٍ وَآدَمُ طينَةٌوَالأَرضُ لا تَسمو سُمُوَّ النارِ.قصيدة: يا فرخ نهيا بإفك قلت أو زوريقول بشار بن برد:يا فَرخَ نِهيا بِإِفكٍ قُلتَ أَو زورِإِذ لا تَزالُ تَعَبّا لي بِتَعبيرِقَد كُنتُ قَصَّرتُ بُقيا أَو مُحافَظَةًفَالآنَ حينَ اِنجَلى هَمّي بِتَقصيرينُبِّئتُ أَنَّكَ يا حَمّادُ تَنبَحُنيوَالكَلبُ يَنبَحُ مَربوطاً بِساجورِأَحينَ هَرَّت كِلابُ الحَيِّ مِن حَرَسيوَاِحمَرَّ مِن مُهَجِ الأَجوافِ تَصديريوَذَبَّ عَنّي غُواةَ الناسِ مُعتَدِياًبابٌ حَديدٌ وَصَوتٌ غَيرُ مَنزورِتَفشو إِلَيَّ بِأَشعارٍ مُلَصَّقَةٍمَهلاً أَبا عُمَرٍ ما أَنتَ في العيرِحَلَفتُ بِالقِبلَةِ البَيضاءِ مُجتَهِداًوَبِالمَقامِ وَرُكنِ البَيتِ وَالسورِلَقَد عَقَقتَ عَجوزاً جِئتَ مِن هَنِهاما الشَيخُ والِدُكَ الأَدنى بِمَبرورِغَنَّيتَ في الشَربِ مَندوباً وَمُبتَدِئاًفَهَل كَفاكَ التَغَنّي في المَواخيرِغُرُّ القَصائِدِ أُسديها وَأُلحِمُهاكَأَنَّ رَأسَكَ مِنها في أَعاصيرِاِذكُر سَواءَةَ ثُمَّ اِفخَر بِظِئرِهِمُوَما اِفتِخارُ بُنَيِّ الظِئرِ بِالظيرِصَه لا تَكَلَّم جِهاراً في مَجالِسِناوَسَل عَجوزَكَ عَن بَكرِ بِنِ مَذعورِقَد كُنتُ أَعرِفُ حَمّاداً فَأَستُرُهُوَما اِمرُؤٌ مِن بَني نِهيا بِمَستورِوَأَنتَ أَعقَدُ مِثلُ اللَوزِ مُعتَرِضٌبِالدُرِّ تَغدو بِوَجهٍ غَيرِ مَنصورِتُعطي وَتَأخُذُ مِن قُبلٍ وَمِن دُبُرٍوَذاكَ شُغلٌ عَنِ المَعروفِ وَالخيرِوَعَجرَدٌ كانَ وَشّاءً وَكانَ لَهُعِلمُ المُباهي بِوَضعِ الوَشي وَالنيرِقَد عالجَ الغُرلَ حيناً قَبلَ لِحيَتِهِحَتّى عَلا رَأسَهُ شَيبٌ بِتَقتيرِوَأَنتُمُ أَهلُ بَيتٍ عَمَّكُم سَتَهٌفَكُلُّكُم بِاِستِهِ داءُ السَنانيرِفي مِنصِبٍ مِن بَني نِهيا تُطيفُ بِهِشُمطُ النَبيطِ بِإِكبارٍ وَتَوقيرِ.