0

عيناكي لنزار قباني

نهر الاحزان نزار قبانيتحليل قصيدة اختاري لنزار قبانينزار قبّانينزار توفيق القباني شاعر سوري معاصر، تغنّى بجمال المرأة، عُرِف أنّه شاعر الحب والحرب، فكما كتب قصائد غزلية مازالت خالدة إلى يومنا هذا، كتب أيضاً عن الحرب والسياسة والقوانين العربية، وترك خلفه ديواناً كبيراً ضمّ آراءه وما يراه من الواقع العربي.قصيدة نهر الأحزانعيناكِ كنهري أحـزانِنهري موسيقا.. حملانيلوراءِ، وراءِ الأزمـانِنهرَي موسيقا قد ضاعاسيّدتي.

. ثمَّ أضاعـانيالدمعُ الأسودُ فوقهمايتساقطُ أنغامَ بيـانِعيناكِ وتبغي وكحوليوالقدحُ العاشرُ أعمانيوأنا في المقعدِ محتـرقٌنيراني تأكـلُ نيـرانيأأقول أحبّكِ يا قمري؟آهٍ لـو كانَ بإمكـانيفأنا لا أملكُ في الدنيـاإلا عينيـكِ وأحـزانيسُفُني في المرفأ باكيـةٌتتمزّقُ فوقَ الخلجـانِومصيري الأصفرُ حطّمنيحطّـمَ في صدري إيمانيأأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟يا ظـلَّ الله بأجفـانييا صيفي الأخضرَ يا شمسييا أجمـلَ.

. أجمـلَ ألوانيهل أرحلُ عنكِ وقصّتناأحلى من عودةِ نيسانِ؟أحلى من زهرةِ غاردينيافي عتمةِ شعـرٍ إسبـانييا حبّي الأوحدَ.. لا تبكيفدموعُكِ تحفرُ وجـدانيإنّي لا أملكُ في الدنيـاإلا عينيـكِ وأحزانيأأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟

آهٍ لـو كـان بإمكـانيفأنـا إنسـانٌ مفقـودٌلا أعرفُ في الأرضِ مكانيضيّعـني دربي.. ضيّعَـنياسمي.. ضيَّعَـني عنـوانيتاريخـي! ما ليَ تاريـخٌإنـي نسيـانُ النسيـانِإنـي مرسـاةٌ لا ترسـوجـرحٌ بملامـحِ إنسـانِماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـنيقلقـي؟ إلحادي؟ غثيـانيماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍيرقـصُ في كفِّ الشيطانِأنا ألـفُ أحبّكِ.

. فابتعديعنّي.. عن نـاري ودُخانيفأنا لا أمـلكُ في الدنيـاإلا عينيـكِ..

. وأحـزاني.قصائد أخرى لنزار قبّانيمن القصائد الأخرى التي أبدعها نزار قبّاني ما يأتي:قصيدة الحزنعلّمني حبّك أن أحزنوأنا محتاج منذ عصورلامرأة تجعلني أحزنلامرأة أبكي بين ذراعيهامثل العصفورلامرأة تجمع أجزائيكشظايا البلّور المكسورعلّمني حبّك.. سيدتيأسوأ عاداتعلّمني أفتح فنجانيفي الليلة ألاف المرّاتوأُجرّب طبّ العطّارينوأطرق باب العرّافاتعلّمني أخرج من بيتيلأمشّط أرصفة الطرقاتوأطارد وجهكفي الأمطار، وفي أضواء السياراتوأطارد طيفك.

.حتى .. حتى .

.في أوراق الإعلانات ..

علّمني حبك..كيف أهيم على وجهي ساعاتبحثاً عن شعر غجريتحسده كل الغجريّاتبحثاً عن وجهٍ.

.عن صوتٍ..

هو كل الأوجه و الأصواتْأدخلني حبّكِ، سيدتيمدن الأحزانْ..وأنا من قبلكِ لم أدخلْمدنَ الأحزان.

.لم أعرف أبداًأن الدّمع هو الإنسانأن الإنسان بلا حزنٍذكرى إنسانْ..

علمني حبكِأن أتصرف كالصبيانْأن أرسم وجهك ..بالطبشور على الحيطانْ.

.وعلى أشرعة الصيادينَعلى الأجراس..

على الصلبانْعلّمني حبكِ..كيف الحبُّ يغير خارطة الأزمانْ.

.علّمني أني حين أحبُّ..

تكفّ الأرض عن الدورانْعلّمني حبّك أشياءً..ما كانت أبداً في الحسبانْفقرأت أقاصيصَ الأطفالِ.

.دخلت قصور ملوك الجانْوحلمتُ بأن تتزوّجنيبنتُ السلطان..

تلك العيناها أصفى من ماء الخلجانْتلك الشفتاها أشهى من زهر الرّمانْوحلمتُ بأنّي أخطفهامثل الفرسانْوحلمت بأني أهديهاأطواق اللؤلؤ والمرجانْعلّمني حبّك يا سيدتي ما الهذيانْعلّمني كيف يمر العمر..ولا تأتي بنت السلطانْ.

.علّمني حبّكِكيف أحبّك في كل الأشياءْفي الشجر العاري..

في الأوراق اليابسة الصفراءْفي الجو الماطر في الأنواءْ..في أصغر مقهى.

.نشرب فيهِ، مساءً، قهوتنا السوداءْ..

علّمني حبّك أن آويلفنادقَ ليس لها أسماءْوكنائس ليس لها أسماءْومقاهٍ ليس لها أسماءْعلّمني حبكِكيف الليلُ يُضخّم أحزان الغرباءْ..علّمني كيف أرى بيروتْامرأة.

.طاغية الإغراءْ..

امراةً تلبس كل كل مساءْأجمل ما تملك من أزياءْوترشّ العطر على نهديهاللبحّارةِ والأمراءعلّمني حبّكأن أبكي من غير بكاءْعلّمني كيف ينام الحزنكغلامٍ مقطوع القدمينْفي طرق (الروشة) و (الحمراء).علّمني حبّك أن أحزنْوأنا محتاج منذ عصورلامرأة.. تجعلني أحزنلامرأة.

. أبكي بين ذراعيها..مثل العصفور.

.لامرأة تجمع أجزائي..

كشظايا البللور المكسور.قصيدة حب بلا حدوديا سيِّدتي:كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخيقبل رحيل العامْ.أنتِ الآنَ أهمُّ امرأةٍبعد ولادة هذا العامْ.

.أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.أنتِ امرأةٌصُنعَت من فاكهة الشِّعرِومن ذهب الأحلامْأنتِ امرأةٌ كانت تسكن جسديقبل ملايين الأعوامْ.

.يا سيِّدتي:يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.يا أمطاراً من ياقوتٍ.

.يا أنهاراً من نهوندٍ..

يا غاباتِ رخام..يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.

.وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.

.في إحساسي..

في وجداني.. في إيماني..

فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..يا سيِّدتي:لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْأنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.

. في كلَِ الأوقاتْسوف أحِبُّكِ..عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.

.وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..

وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..وسوفَ أحبُّكِ.

.حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

وتحترقُ الغاباتْ..يا سيِّدتي:أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.

.ووردةُ كلِّ الحرياتْ.يكفي أن أتهجى اسمَكِ.

.حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

وفرعون الكلماتْ..يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.

.حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..يا سيِّدتيلا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.لن يتوقّف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

لن يتوقّف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.حين يكون الحبُ كبيراً..

والمحبوبة قمراًلن يتحول هذا الحُبُّلحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ.يا سيِّدتي:ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَينيلا الأضواءُولا الزّيناتُولا أجراس العيدولا شَجَرُ الميلادْلا يعني لي الشارعُ شيئاًلا تعني لي الحانةُ شيئاًلا يعنيني أي كلامٍيكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.يا سيِّدتي:لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِحين تدقُّ نواقيس الآحادْلا أتذكرُ إلا عطرُكِحين أنام على ورق الأعشابْلا أتذكر إلا وجهُكِحين يهرهر فوق ثيابي الثلجُوأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.

ما يُفرِحُني يا سيِّدتيأن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِبين بساتينِ الأهدابْ.ما يَبهرني يا سيِّدتيأن تُهديني قلماً من أقلام الحبرِأعانقُهُوأنام سعيداً كالأولادْ.يا سيِّدتي:ما أقوانيحين أكونُ صديقاًللحريةِ والإنسانْ.

..يا سيِّدتي:كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِوفي عصر التّصويرِوفي عصرِ الرُوَّادْكم أتمنى لو قابلتُكِ يوماًفي فلورنسَاأو قرطبةأو في الكوفَةأو في حَلَبأو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ.

يا سيِّدتي:كم أتمنى لو سافرنانحو بلادٍ يحكمها الغيتارْحيث الحبُّ بلا أسوارْوالكلمات بلا أسوارْوالأحلامُ بلا أسوارْيا سيِّدتي:لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتيسوف يظلُّ حنيني أقوى ممّا كانَوأعنفَ ممّا كانْ..أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ في تاريخ الوَردِ.

.وفي تاريخِ الشعْرِوفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ.يا سيِّدةَ العالَمِلا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْأنتِ امرأتي الأولىأمي الأولىرحمي الأولُشَغَفي الأولُشَبَقي الأوَّلُطوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ.

يا سيِّدتي:يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولىهاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيهاهاتي يَدَكِ اليُسْرَىكي أستوطنَ فيهاقولي أيَّ عبارة حُبٍّحتى تبتدئَ الأعيادْ.قصيدة طوق الياسمينشكراً لطوق الياسمينوضحكت لي، وظننتُ أنّك تعرفينمعنى سوار الياسمينيأتي به رجل إليكظننتُ أنك تدركين.وجلستِ في ركن ركينتتسرّحينوتُنقّطين العطر من قارورة وتُدمدمينلحناً فرنسيّ الرنينلحناً كأيامي حزينقدماك في الخفّ المُقصّبجدولان من الحنينوقصدتُ دولاب الملابستقلعين وترتدينوطلبتِ أن أختارَ ماذا تلبسينأَفَلي إذاً؟

أَفَلي أنا تتجمّلين ؟ووقفتُ في دوّامة الأوان مُلتهب الجبينالأسود المكشوف من كتفيههل تتردّدين.لكنّه لون حزينلونٌ كأيامي حزينولبستِهوربطتِ طوق الياسمينوظننتُ أنك تعرفينمعنى سوار الياسمينيأتي به رجل إليكظننتُ أنّك تدُركين.

.ولمحتُ طوقَ الياسمينفي الأرض مكتوم الأنينكالجثّة البيضاءتدفعه جموع الراقصينويهمّ فارسك الجميل بأخذهفتُمانعينوتُقهقهين"لاشيء يستدعي انحنائكذاك طوق الياسمين ..

"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *