شعر الغزل في العصر العباسي الثاني
اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشعر الغزل في العصر العباسي الثانيشاع الغزل كواحد منالأغراض الشعريةمنذ الجاهلية وحتى العصر الحديث، حيث لا بدّ للشاعر من التغني بالمرأة التي يحب بين جدران كلماته، وازدهر ازدهاراً واضحاً في العصر العباسيّ، إذ أقبل عليه الشعراء إقبالاً كبيراً، إلّا أنّه أخذ منحى آخر غير الذي عُرف في العصر الأموي، فقد كان الغزل في العصر الأموي عفيفاً على الأغلب بطابعه، أمّا غزل العصر العباسي فقد مال لأن يكون غزلاً صريحاً جريئاً،ومن أجمل القصائد التي وردت في العصر العباسي الثاني في بابالغزل:قصيدة أبت عبراته إلا انسكاباقالأبو فراس الحمداني:أَبَت عَبَراتُهُ إِلّا اِنسِكاباوَنارُ غَرامِهِ إِلّا اِلتِهاباوَمِن حَقِّ الطُلولِ عَلَيَّ أَلّاأُغِبَّ مِنَ الدُموعِ لَها سَحاباوَما قَصَّرتُ في تَسآلِ رَبعٍوَلَكِنّي سَأَلتُ فَما أَجابارَأَيتُ الشَيبَ لاحَ فَقُلتُ أَهلاًوَوَدَّعتُ الغَوايَةَ وَالشَباباوَما إِن شِبتُ مِن كِبَرٍ وَلَكِنرَأَيتُ مِنَ الأَحِبَّةِ ما أَشابابَعَثنَ مِنَ الهُمومِ إِلَيَّ رَكباًوَصَيَّرنَ الصُدودَ لَها رِكاباأَلَم تَرَنا أَعَزَّ الناسِ جاراًوَأَمرَعُهُم وَأَمنَعُهُم جَنابالَنا الجَبَلُ المُطِلُّ عَلى نِزارٍحَلَلنا النَجدَ مِنهُ وَالهِضاباتُفَضِّلُنا الأَنامُ وَلا تُحاشيوَنوصَفُ بِالجَميلِ وَلا نُحابىوَقَد عَلِمَت رَبيعَةُ بَل نِزارٌبِأَنّا الرَأسُ وَالناسُ الذُنابىقصيدة ربع خلا من بدر مغناهقال الشاعرالبحتري:رَبعٌ خَلا مِن بَدرِهِ مَغناهُوَرَعَت بِهِ عينُ المَها الأَشباهُبَدَلاً شَنيئاً مِن مَحاسِنِ صورَةٍوَصَلَ القُلوبَ بِناظِرَيها اللَهُكانَت مُرادَ عُيونِنا فَرَمى الهَوىرَيبُ الزَمانِ فَشَتَّ صَرفَ قُواهُوَلَرُبَّما أَرتَعتُ رَوضَةَ حُسنِهاطَرفي وَأَعطَيتُ الفُؤادَ مُناهُما كان عَهدُ وِصالِها لَمّا نَأَتإِلّا كَحُلمٍ طارَ حُلوُ كَراهُفَتَناسَ مَن لَم تَرجُ رَجعَةَ وُدِّهِوَوَصالِهِ وَتَعَزَّ عَن ذِكراهُبِمُجَنَّبٍ رَحبِ الفُروجِ مُشَذَّبٍنابي القَذالِ حَديدَةٍ أُذُناهُضافي السَبيبِ مُقَلِّصِن لَم تَنخَزِلمِنهُ القَطاةُ وَلَم يَخُنهُ شَظاهُصافي الأَديمِ كَأَنَّ غُرَّةَ وَجهِهِفَلَقُ الصَباحِ انجابَ عَنهُ دُجاهُيَجري إِذا جَرَتِ الجِيادُ عَلى الوَنىفَيَبُذُّ أولى جَريِها أُخراهُيُدنيكَ مِن مَلِكٍ أَغَرَّ سَمَيدَعٍيُدنيكَ مِن أَقصى مِناكَ رِضاهُلَو قيلَ مَن حازَ السَماحَةَ وَالنَدىيَومَ الفَخارِ لَقيلَ ذاكَ الشاهُالشاهُ شاهُ المَجدِ غَيرَ مُدافَعٍحازَ المَكارِمَ كُلَّها بُرداهُما البَحرُ مُلتَطِمُ العُبابِ يُمِدُّهُبَحرٌ يَفيضُ بِسَيبِهِ عَبراهُيَوماً بِأَسمَحَ مِن أَسِرَّةِ كَفِّهِفي حالَتَيهِ بِما حَوَتهُ يَداهُكَلّا وَلا غَيثٌ تَهَلَّلَ مُزنُهُبِحَيا الوَرى إِلّا كَبَعضِ نَداهُوَلَما أُسامَةُ وَهوَ يَحمي غيلَهُوَوَراءَهُ مَعَ عُرسِه شِبلاهُقصيدة وحلو الدلال مليح الغضبقالابن المعتز:وَحُلوُ الدَلالِ مَليحُ الغَضَبيَشوبُ مَواعيدُهُ بِالكَذِبقَصيرُ الوَفاءِ لِأَحبابِهِفَهُم مِن تَلوُّنِهِ في تَعَبسَقاني وَقَد سُلَّ سَيفُ الصَباحِ وَاللَيلُ مِن خَوفِهِ قَد هَرَبعُقاراً إِذا ما جَلَتها السُقاةُ أَلبَسَها الماءُ تاجَ الحَبَبفَأَصلَحَ بَيني وَبَينَ الزَمانِوَأَبدَلَني بِالهُمومِ الطَرَبوَما العَيشُ إِلّا لِمُستَهتِرٍتَظَلُّ عَواذِلُهُ في شَغَبيَهيمُ إِلى كُلِّ ما يَشتَهيوَإِن رَدَّهُ العَذلُ لَم يَنجَذِبوَيَسخو بِما قَد حَوَت كَفُّهُوَلا يُتبِعُ المَنَّ ما قَد وَهَبفَكَم فِضَّةٍ فَضَّها في سُرورِيَومٍ وَكَم ذَهَبٍ قَد ذَهَبوَلا صيدَ إِلّا بِوَثّابَةٍتَطيرُ عَلى أَربَعٍ كَالعَذَبوَإِن أَطلَقَت مِن قِلادَتِهاوَطارَ الغُبارُ وَجَدَّ الطَلَبفَزَوبَعَةٌ مِن بَناتِ الرِياحِتُريكَ عَلى الأَرضِ شَدّاً عَجَبتَضُمُّ الطَريدَ إِلى نَحرِهاكَضَمِّ المُحِبِّ لِمَن قَد أَحَبأَلا رُبَّ يَومٍ لَها لا يُذَمُّأَراقَت دَماً وَأَغابَت سَغَبلَها مَجلِسٌ في مَكانِ الرَديفِكَتُركِيَّةٍ قَد سَبَتها العَرَبوَمُقلَتُها سائِلٌ كُحلُهاوَقَد جُلِيَت سَبَجاً مِن ذَهَبفَظَلَّت لُحومُ ظِباءِ الفَلاةِعَلى الجَمرِ مُعجَلَةً تُنتَهَبوَطافَت سُقاتُهُمُ يَمزِجونَبِماءِ الغَديرِ بَناتِ العِنَبوَحَثّوا النَدامى بِمَشمولَةٍإِذا شارِبٌ عَبَّ فيها قَطَبفَراحوا نَشاوى بِأَيدي المُدامِوَقَد نَشَطوا عَن عِقالِ التَعَبإِلى مَجلِسٍ أَرضُهُ نَرجِسٌوَأَوتارُ عيدانِهِ تَصطَخِبوَحيطانُهُ خَرطُ كافورَةٍوَأَعلاهُ مِن ذَهَبٍ يَلتَهِبفَيا حُسنَهُ يا إِمامَ الهُدىوَخَيرَ الخَلائِفِ نَفساً وَأَبإِذا ما تَرَبَّعَ فَوقَ السَريرِوَبِالتاجِ مَفرِقُهُ مُعتَصِبلَهُ راحَةٌ يا لَها راحَةًتَرى جَدَّ نائِلِها كَاللَعِبوَأَهيَبَ ما كانَ عِندَ الرِضىوَأَرحَمَ ما كانَ عِندَ الغَضَبقصيدة عيون المها بين الرصافة والجسرقال الشاعرعلي بن الجهم:عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِجَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدريأَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُنسَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِسَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّماتُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِوَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّماتُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقريفَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌوَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسريأحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِوَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَدرِصددنَ صدودَ الشاربِ الخمر عندماروى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِألا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَأنَنيبِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِفَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُفَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِوَلكِنَّهُ أَودى الشَبابُ وَإِنَّماتُصادُالمَهابَينَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِكَفى بِالهَوى شُغلاً وَبِالشَيبِ زاجِراًلَوَ اَنَّ الهَوى مِمّا يُنَهنَهُ بِالزَجرِأَما وَمَشيبٍ راعَهُنَّ لَرُبَّماغَمَزنَ بَناناً بَينَ سَحرٍ إِلى نَحرِوَبِتنا عَلى رَغمِ الوُشاةِ كَأَنَّناخَليطانِ مِن ماءِ الغَمامَةِ وَالخَمرِ