شعر أبي تمام في الغزل
اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشعر أبي تمام في الغزلبرع أبو تمام في كتابة الشعر بأجزل الألفاظ وأنبل المعاني، لذلك لا شك في أن شعره فيالغزلتميز ولمع أيضًا، وسنعرض فيما يأتي أبرز ما كتب أبو تمام في الغزل:قصيدة: البين جرعني نقيع الحنظلقال أبو تمام:البَينُ جَرَّعَني نَقيعَ الحَنظَلِوَالبَينُ أَثكَلَني وَإِن لَم أُثكَلِما حَسرَتي أَن كِدتُ أَقضي إِنَّماحَسَراتُ نَفسي أَنَّني لَم أَفعَلِنَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوىما الحُبُّ إِلّالِلحَبيبِ الأَوَّلِكَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتىوَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ.قصيدة: لمكاسر الحسن بن وهب أطيبقالأبو تمام:لَمَكاسِرُ الحَسَنِ بنِ وَهبٍ أَطيَبُوَأَمَرُّ في حَنَكِ الحَسودِ وَأَعذَبُوَلَهُ إِذا خَلُقَ التَخَلُّقُ أَو نَباخُلُقٌ كَرَوضِ الحَزنِ أَو هُوَ أَخصَبُضَرَبَت بِهِ أُفُقَ الثَناءِ ضَرائِبٌكَالمِسكِ يُفتَقُ بِالنَدى وَيُطَيَّبُيَستَنبِطُ الروحَ اللَطيفَ نَسيمُهاأَرَجاً وَتُؤكَلُ بِالضَميرِ وَتُشرَبُذَهَبَت بِمُذهَبِهِ السَماحَةُ فَاِلتَوَتفيهِ الظُنونُ أَمَذهَبٌ أَم مُذهَبُوَرَأَيتُ غُرَّتَهُ صَبيحَةَ نَكبَةٍجَلَلٍ فَقُلتُ أَبارِقٌ أَم كَوكَبُمَتَعَت كَما مَتَعَ الضُحى في حادِثٍداجٍ كَأَنَّ الصُبحَ فيهِ مَغرِبُيَفديهِ قَومٌ أَحضَرَت أَعراضُهُمسوءَ المَعايِبِ وَالنَوالُ مُغَيَّبُمِن كُلِّ مُهراقِ الحَياءِ كَأَنَّماغَطّى غَديرَي وَجنَتَيهِ الطُحلُبُمُتَدَسِّمُ الثَوبَينِ يَنظُرُ زادَهُنَظَرٌ يُحَدِّقُهُ وَخَدٌّ صُلَّبُفَإِذا طَلَبتُ لَدَيهِمُ ما لَم أَنَلأَدرَكتُ مِن جَدواهُ ما لا أَطلُبُضَمَّ الفَتاءَ إِلى الفُتُوَّةِ بُردُهُوَسَقاهُ وَسمِيُّ الشَبابِ الصَيِّبُوَصَفا كَما يَصفو الشِهابُ وَإِنَّهُفي ذاكَ مِن صِبغِ الحَياءِ لَمُشرَبُتَلقى السُعودَ بِوَجهِهِ وَتُحِبُّهُوَعَلَيكَ مَسحَةُ بِغضَةٍ فَتُحَبَّبُإِنَّ الإِخاءَ وِلادَةٌ وَأَنا اِمرُؤٌمِمَّن أُواخي حَيثُ مِلتُ فَأُنجِبُوَإِذا الرِجالُ تَساجَلوا في مَشهَدٍفَمُريحُ رَأيٍ مِنهُمُ أَو مُغرِبُأَحرَزتَ خَصلَيهِ إِلَيكَ وَأَقبَلَتآراءُ قَومٍ خَلفَ رَأيِكَ تُجنَبُوَإِذا رَأَيتُكَ وَالكَلامُ لَآلِئٌتُؤمٌ فَبِكرٌ في النِظامِ وَثَيِّبُفَكَأَنَّ قُسّاً في عُكاظٍ يَخطُبُوَكَأَنَّ لَيلى الأَخيَلِيَّةَ تَندُبُوَكَثيرَ عَزَّةَ يَومَ بَينٍ يَنسُبُوَاِبنَ المُقَفَّعِفي اليَتيمَةِ يُسهِبُتَكسو الوَقارَ وَتَستَخِفُّ مُوَقَّراًطَوراً وَتُبكي سامِعينَ وَتُطرِبُقَد جاءَنا الرَشَأُ الَّذي أَهدَيتَهُخَرِقاً وَلَو شِئنا لَقُلنا المَركَبُلَدنُ البَنانِ لَهُ لِسانٌ أَعجَمٌخُرسٌ مَعانيهِ وَوَجهٌ مُعرِبُيَرنو فَيَثلِمُ في القُلوبِ بِطَرفِهِوَيَعِنُّ لِلنَظَرِ الحَرونِ فَيُصحِبُقَد صَرَّفَ الرانونَ خَمرَةَ خَدِّهِوَأَظُنُّها بِالريقِ مِنهُ سَتُقطَبُحَمدٌ حُبيتَ بِهِ وَأَجرٌ حَلَّقَتمِن دونِهِ عَنقاءُ لَيلٍ مُغرِبُخُذهُ وَإِن لَم يَرتَجِع مَعروفَهُمَحضٌ إِذا مُزِجَ الرِجالُ مُهَذَّبُوَاِنفَح لَنا مِن طيبِ خَيمِكَ نَفحَةًإِن كانَتِ الأَخلاقُ مِمّا توهَبُ.قصيدة: تقي جمحاتي لست طوع مؤنبيقال أبو تمام:تَقي جَمَحاتي لَستُ طَوعَ مُؤَنِّبيوَلَيسَ جَنيبي إِن عَذَلتِ بِمُصحِبيفَلَم توفِدي سُخطاً إِلى مُتَنَصِّلٍوَلَم تُنزِلي عَتباً بِساحَةِ مُعتِبِرَضيتُالهَوى وَالشَوقَخِدناً وَصاحِباًفَإِن أَنتِ لَم تَرضَي بِذَلِكَ فَاِغضَبيتُصَرِّفُ حالاتُ الفِراقِ مُصَرَّفيعَلى صَعبِ حالاتِ الأَسى وَمُقَلَّبيوَلي بَدَنٌ يَأوي إِذا الحُبُّ ضافَهُإِلى كَبِدٍ حَرّى وَقَلبٍ مُعَذَّبِوَخوطِيَّةٍ شَمسِيَّةٍ رَشَئِيَّةٍمُهَفهَفَةِ الأَعلى رَداحِ المُحَقَّبِتُصَدِّعُ شَملَ القَلبِ مِن كُلِّ وِجهَةٍوَتَشعَبُهُ بِالبَثِّ مِن كُلِّ مَشعَبِبِمُختَبِلٍ ساجٍ مِنَ الطَرفِ أَحوَرٍوَمُقتَبِلٍ صافٍ مِنَ الثَغرِ أَشنَبِمِنَ المُعطَياتِ الحُسنَ وَالمُؤتَياتِهِمُجَلبَبَةً أَو فاضِلاً لَم تُجَلبَبِلَوَ اَنَّ اِمرَأَ القَيسِ بنَ حُجرٍ بَدَت لَهُلَما قالَ مُرّا بي عَلى أُمِّ جُندُبِفَتِلكَ شُقوري لا اِرتِيادُكِ بِالأَذىمَحَلِّيَ إِلّا تَبكُري تَتَأَوَّبيأَحاوَلتِ إِرشادي فَعَقلِيَ مُرشِديأَمِ اِستَمتِ تَأديبي فَدَهري مُؤَدِّبيهُما أَظلَما حالَيَّ ثُمَّتَ أَجلَياظَلامَيهِما عَن وَجهِ أَمرَدَ أَشيَبِشَجىً في حُلوقِ الحادِثاتِ مُشَرِّقٍبِهِ عَزمُهُ في التُرُّهاتِ مُغَرِّبِكَأَنَّ لَهُ دَيناً عَلى كُلِّ مَشرِقٍمِنَ الأَرضِ أَو ثَأراً لَدى كُلِّ مَغرِبِرَأَيتُ لِعَيّاشٍ خَلائِقَ لَم تَكُنلِتَكمُلَ إِلّا في اللُبابِ المُهَذَّبِلَهُ كَرَمٌ لَو كانَ في الماءِ لَم يَغِضوَفي البَرقِ ما شامَ اِمرُؤٌ بَرقَ خُلَّبِأَخو أَزَماتٍ بَذلُهُ بَذلُ مُحسِنٍإِلَينا وَلَكِن عُذرُهُ عُذرُ مُذنِبِإِذا أَمَّهُ العافونَ أَلفَوا حِياضَهُمِلاءً وَأَلفَوا رَوضَهُ غَيرَ مُجدِبِإِذا قالَ أَهلاً مَرحَباً نَبَعَت لَهُممِياهُ النَدى مِن تَحتِ أَهلٍ وَمَرحَبِيَهولُكَ أَن تَلقاهُ صَدراً لِمَحفِلٍوَنَحراً لِأَعداءٍ وَقَلباً لِمَوكِبِمَصادٌ تَلاقَت لُوَّذاً بِرُيودِهِقبائِلُ حَيَّي حَضرَمَوتَ وَيَعرُبِبِأَروَعِ مَضّاءٍ عَلى كُلِّ أَروَعٍوَأَغلَبِ مِقدامٍ عَلى كُلِّ أَغلَبِ.
قصيدة: أهن عوادي يوسف وصواحبهأَهُنَّ عَوادي يوسُفٍ وَصَواحِبُهفَعَزماً فَقِدماً أَدرَكَ السُؤلَ طالِبُهإِذا المَرءُ لَم يَستَخلِصِ الحَزمُ نَفسَهُفَذِروَتُهُ لِلحادِثاتِ وَغارِبُهأَعاذِلَتي ما أَخشَنَ اللَيلَ مَركَباًوَأَخشَنُ مِنهُ في المُلِمّاتِ راكِبُهذَريني وَأَهوالَ الزَمانِ أُفانِهافَأَهوالُهُ العُظمى تَليها رَغائِبُهأَلَم تَعلَمي أَنَّ الزِماعَ عَلى السُرىأَخو النُجحِ عِندَ النائِباتِ وَصاحِبُهدَعيني عَلى أَخلاقِيَ الصُمِّ لِلَّتيهِيَ الوَفرُ أَو سِربٌ تُرِنُّ نَوادِبُهفَإِنَّ الحُسامَ الهُندُوانِيَّ إِنَّماخُشونَتُهُ ما لَم تُفَلَّل مَضارِبُهوَقَلقَلَ نَأيٌ مِن خُراسانَ جَأشَهافَقُلتُ اِطمَئِنّي أَنضَرُ الرَوضِ عازِبُهوَرَكبٍ كَأَطرافِ الأَسِنَّةِ عَرَّسواعَلى مِثلِها وَاللَيلُ تَسطو غَياهِبُهلِأَمرٍ عَلَيهِم أَن تَتِمَّ صُدورُهُوَلَيسَ عَلَيهِم أَن تَتِمَّ عَواقِبُه