0

شرح قصيدة ويا وطني لقيتك بعد يأس

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشرح قصيدة ويا وطني لقيتك بعد يأسشرح قصيدة ويا وطني لقيتك بعد يأس فيما يأتي:شرح المقطع الأوليقول الشاعر:أُنادي الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا:::وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ لَو أَثاباوَقَلَّ لِحَقِّهِ العَبَراتُ تَجري:::وَإِن كانَت سَوادَ القَلبِ ذاباسَبَقنَ مُقَبِّلاتِ التُربِ عَنّي:::وَأَدَّينَ التَحِيَّةَ وَالخِطابافَنَثري الدَمعَ في الدِمَنِ البَوالي:::كَنَظمي في كَواعِبِها الشَباباوَقَفتُ بِها كَما شاءَت وَشاؤوا:::وُقوفاً عَلَّمَ الصَبرَ الذِهابالَها حَقٌّ وَلِلأَحبابِ حَقٌّ:::رَشَفتُ وِصالَهُم فيها حَباباوَمَن شَكَرَ المَناجِمَ مُحسِناتٍ:::إِذا التِبرُ اِنجَلى شَكَرَ التُراباوَبَينَ جَوانِحي وافٍ أُلوفٌ:::إِذا لَمَحَ الدِيارَ مَضى وَثابارَأى مَيلَ الزَمانِ بِها فَكانَت:::عَلى الأَيّامِ صُحبَتُهُ عِتاباإنّ المتامل في هذا المقطع الشعري يجد أنّ الشاعر يقف على الأطلال، ويُخاطب ديار المحبوبة، فهو يلتزم بقواعد عمود الشعر العربي ويتبع منهج القُدامى في استنطاق الطلّل، وهذا الأمر يتناسب مع محتوى هذه القصيدة، التي يُعبر فيها الشاعر عن حبه وعشقه لوطنه.كما يُظهر الشاعر حزنه، فالشاعر متعلق قلبه بهذه الديار ومن سكنوها، حتى إنّ دموعه تجري على رؤيته لهذا الخراب، الذي كان مكان الحبيبة وأهلها، وأنشد هذه الأبيات مندفعًا؛ ليُعبر عن حالة الحب التي يعيشها، ويُريدها أن تتجدد بلقاء جديد مع المحبوبة.شرح المقطع الثانييقول الشاعر:وَداعاً أَرضَ أَندَلُسٍ وَهَذا:::ثَنائي إِن رَضيتِ بِهِ ثَواباوَما أَثنَيتُ إِلّا بَعدَ عِلمٍ:::وَكَم مِن جاهِلٍ أَثنى فَعاباتَخِذتُكِ مَوئِلاً فَحَلَلتُ أَندى:::ذُراً مِن وائِلٍ وَأَعَزَّ غابامُغَرِّبُ آدَمٍ مِن دارِ عَدنٍ:::قَضاها في حِماكِ لِيَ اِغتِراباشَكَرتُ الفُلكَ يَومَ حَوَيتِ رَحلي:::فَيا لِمُفارِقٍ شَكَرَ الغُرابافَأَنتِ أَرَحتِني مِن كُلِّ أَنفٍ:::كَأَنفِ المَيتِ في النَزعِ اِنتِصاباوَمَنظَرِ كُلِّ خَوّانٍ يَراني:::بِوَجهٍ كَالبَغِيِّ رَمى النِقاباوَلَيسَ بِعامِرٍ بُنيانُ قَومٍ:::إِذا أَخلاقُهُم كانَت خَراباأَحَقٌّ كُنتِ لِلزَهراءِ ساحاً:::وَكُنتِ لِساكِنِ الزاهي رِحاباوَلَم تَكُ جَورُ أَبهى مِنكِ وَرداً:::وَلَم تَكُ بابِلٌ أَشهى شَراباوَأَنَّ المَجدَ في الدُنيا رَحيقٌ:::إِذا طالَ الزَمانُ عَلَيهِ طاباأولَئِكَ أُمَّةٌ ضَرَبوا المَعالي:::بِمَشرِقِها وَمَغرِبِها قِباباجَرى كَدَراً لَهُم صَفوُ اللَيالي:::وَغايَةُ كُلِّ صَفوٍ أَن يُشابامَشَيِّبَةُ القُرونِ أُديلَ مِنها:::أَلَم تَرَ قَرنَها في الجَوِّ شابامُعَلَّقَةٌ تَنَظَّرُ صَولَجاناً:::يَخُرُّ عَنِ السَماءِ بِها لِعاباتُعَدُّ بِها عَلى الأُمَمِ اللَيالي:::وَما تَدري السِنينَ وَلا الحِسابافي هذا المقطع الشعري نجد أنّ الشاعر يتخلص من لوحة الأطلال، وينطلق للحديث عن الأندلس فنراه يُودع هذه الأرض، التي خسرها العرب في صراعهم مع الأسبان لمدة 800 عامٍ متوالية، ونراه يبكي على هذه البلاد، وهو يُجهز متاع رحلته في السفينة، ويصفها بجنة عدن.

يُعلن الشاعر حنينه لهذه الأرض، لا سيما مدينة الزهراء في قرطبة، فقد فارقها الشاعر إلى غير رجعة، ومن ثم نراه يُقارن بينها وبين بابل، ويُفضل الأندلس وينتصر لها، فهي الأجمل والأعذب ماءً، إلّا أنّ العرب خسرت تلك الأرض التي حكمها رجال عظام من العرب، وبنوا فيها مجدًا يُخلده التاريخ.شرح المقطع الثالثقال الشاعر:وَيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأسٍ:::كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَباباوَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَوماً:::إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِياباوَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني:::عَلَيهِ أُقابِلُ الحَتمَ المُجاباأُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي:::إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتاباوَقَد سَبَقَت رَكائِبِيَ القَوافي:::مُقَلَّدَةً أَزِمَّتَها طِراباتَجوبُ الدَهرَ نَحوَكَ وَالفَيافي:::وَتَقتَحِمُ اللَيالِيَ لا العُباباوَتُهديكَ الثَناءَ الحُرَّ تاجاً:::عَلى تاجَيكَ مُؤتَلِقاً عُجاباهَدانا ضَوءُ ثَغرِكَ مِن ثَلاثٍ:::كَما تَهدي المُنَوَّرَةُ الرِكاباوَقَد غَشِي المَنارُ البَحرَ نوراً:::كَنارِ الطورِ جَلَّلَتِ الشِعاباوَقيلَ الثَغرُ فَاِتَّأَدَت فَأَرسَت:::فَكانَت مِن ثَراكَ الطُهرِ قابافَصَفحاً لِلزَمانِ لِصُبحِ يَومٍ:::بِهِ أَضحى الزَمانُ إِلَيَّ ثاباوَحَيّا اللَهُ فِتياناً سِماحاً:::كَسَوا عِطفَيَّ مِن فَخرٍ ثِيابامَلائِكَةٌ إِذا حَفّوكَ يَوماً:::أَحَبَّكَ كُلُّ مَن تَلقى وَهاباوَإِن حَمَلَتكَ أَيديهِم بُحوراً:::بَلَغتَ عَلى أَكُفِّهِمُ السَحاباتَلَقَّوني بِكُلِّ أَغَرَّ زاهٍ:::كَأَنَّ عَلى أَسِرَّتِهِ شَهاباتَرى الإيمانَ مُؤتَلِقاً عَلَيهِ:::وَنورَ العِلمِ وَالكَرَمَ اللُباباوَتَلمَحُ مِن وَضاءَةِ صَفحَتَيهِ:::مُحَيّا مِصرَ رائِعَةً كَعاباوَما أَدَبي لِما أَسدَوهُ أَهلٌ:::وَلَكِن مَن أَحَبَّ الشَيءَ حابىشَبابَ النيلِ إِنَّ لَكُم لَصَوتاً:::مُلَبّى حينَ يُرفَعُ مُستَجابافَهُزّوا العَرشَ بِالدَعَواتِ حَتّى:::يُخَفِّفَ عَن كِنانَتِهِ العَذابافي هذا المقطع ينتقل الشاعر من الحديث عن الأندلس والشوق لها للحديث عن وطنه، وعودته إليه، فنراه في بداية هذا المقطع يصف لنا رحلة العودة إلى مصر، فقد كان على عجلة يُريد الوصول، حتى أنّه رأى شاطئ أرض مصر من بعيد كأنه جبل الطول، وفي قمته نار مشتعلة، فالشاعر هُنا يُبالغ في وصفه لأرض مصر تكريمًا لها.يتعمق الشاعر في مبالغته لحب الوطن، فنراه يجعل الوطن فضاءً مكافئًا للقِبلة، فهو يعلن أنّه يُريد لو كان وطنه وجهةً القبلة؛ لشدة حبه لهذا الوطن، وأيضًا نجده يتفاخر بأرض مصر، ويسقط عليها أوصافًا كبيرةً، فيصفها بأنّها أرض الإيمان، وبلد العِلم، وأنّ شبابها أشداء أقوياء يهزون العروش، فالشاعر جعل وطنه في منزلة عُليا.

الأفكار الرئيسة في قصيدة ويا وطني لقيتك بعد يأسالأفكار الرئيسة في قصيدة ويا وطني لقيتك بعد يأس فيما يأتي:الوقوف على الأطلال ومحاكاة القدامى في استنطاق الطلل.الحديث عن الأندلس والشوق إليها.وصف رحلة الاغتراب عن الأندلس، وما يُكابد فيها الإنسان المُهجّر.

التغني بالوطن، وبأرض مصر.معاني المفردات في القصيدةتضمنت هذه القصيدة بعض الكلمات التي تحتاج لتفسير، وهي كالآتي:الكلمةالمعنىالرسمالبقايا والآثار.الدمنالأرض التي أُهملت.

التبرفتات الذهب.الفُلكالسفن الجارية على الماء.الطورجبل في مصر.

اللجةالموج المتلاطم.الصور الفنية في القصيدةتضمّنت هذا القصيدة بعض الصور الفنية، منها ما يأتي:فَنَثري الدَمعَ في الدِمَنِ البَوالي:::كَنَظمي في كَواعِبِها الشَبابايُشبه الشاعر صورته وهو ينثر دموعه، بصورته وهو ينظم الشعر.وَمَنظَرِ كُلِّ خَوّانٍ يَراني:::بِوَجهٍ كَالبَغِيِّ رَمى النِقابايُشبه الشاعر وجه الخائن بباغية تنزع نقابها فيبدو وجهها البشع.

وَيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأسٍ:::كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابايُشبه الشاعر صورة الوطن عند اللقاء، بصورة شيخ يعود إليه شبابه.وَتُهديكَ الثَناءَ الحُرَّ تاجاً:::عَلى تاجَيكَ مُؤتَلِقاً عُجابايُشبه الشاعر الوطن بملك يضع تاجًا.وَقَد غَشِي المَنارُ البَحرَ نوراً:::كَنارِ الطورِ جَلَّلَتِ الشِعابايُشبه الشاعر صورة الشمس المنعكسة على لجة الماء، بجبل الطور والنار مشتعلة في قمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *