0

شرح قصيدة: ضحكت فقالوا ألا تحتشم

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشرح قصيدة ضحكت فقالوا ألا تحتشمفيما يأتي توضيح لذلك:ضحكت فقالوا ألا تحتشم::: بكيت فقالوا ألا تبتسمعندما أضحك فرحاً تجد الناس ينظرون إليّ نظر المتعجب الذي يقول في نفسه "على ماذا هذا الضحك"، ألا يستحي ويخجل، فالكيّس من يكون ضحكه تبسماً ولا يرفع صوته أمام الناس، وعندما أبكي لحزن أصابني يقول قائلهم ألا يبتسم ويُزيح الحزن عن نفسه، فالحياة لا تدوم معالحزن.بسمت فقالوا يرائي بها:::عبست فقالوا بدا ما كتمإذا أتيت إلى ما أرادوا من التبسم والانقطاع عن البكاء والضحكلم يعجبهم حالي فقالوا: إنّه يرائي بتبسمه ويتظاهر أمام الناس، فإذا انحنيت من التبسم للعبوس لشيء ظهر لي أو جال في خاطري، قالوا لقد ظهرت نواياه وأظهر وجهه الحقيقي الذي كان يخبئه خلف تلك الابتسامات.صمت فقالوا كليل اللسان:::نطقت فقالوا كثير الكلمعندما توقفت عن الكلام لشيء أردته أو خوفاً من الزلل في الحديث، قالوا عني لا يستطيع الخوض مع الناس ولا إحسان معاملتهم، فإذا تكلمت رافعاً تهمهم عني، عادوا بالجديد من الذم فقالوا: يتحدث كثيراً ولا يترك مجالاً لغيره ليتحدث، فالخير في النطق بالخير، والخير بالصمتعند عدم الخير.

حلمت فقالوا صنيع الجبان::: ولو كان مقتدراً لانتقمبسلت فقالوا لطيشٍ به:::وما كان مجترئاً لو حكمإذا تركت حقي لله تعالى أو تأنياً مني وكتماً لغيظي وحنقي، أو عفواً عن الذي ظلمني، قالوا عني: جبان لا يستطيع أخذ حقه ولا الردّ على من أساء إليه، ولو كان فيه شجاعة وقوةلانتقم لنفسه ودفع الناس بأكثر مما عدي عليه، وإذا أخذت حقي وغضبت لنفسي ودفعت الناس عني، قالوا عني: به طيش الصغار، وليس عنده منالحكمةوالعفو شيء.يقولون شذ إذا قلت لا::: وإمعة حين وافقتهموعندما يعرض لي أمر وأجيب بلا، يقولون فيّ يريد المخالفة ولا يعرف ما يريد، وعند وفاقهم وإجابتي بنعم يقولون لا رأي له فهو يتابع الناس بقولهم وليس له رأي ولا فكر.فأيقنت أني مهما أرد:::رضى الناس لا بد من أن أذمبعد هذه المخالفة التي تجدها في رأي الناس لك تعلم أنّه مهما أرت موافقة الناس وإرضائهم فلن تجد في ذلك سبيل، واعلم أنك مهما بذلت من وسع في إرضاء الناس فلا بد أن تذم، فرضا الناس غاية لا تدرك.

مناسبة قصيدة ضحكت فقالوا ألا تحتشمتتحدث القصيدة عن حال الناس في نظرهم لبعضهم البعض، فلا تجدهم يرضون لأي فعل يقدمه الشخص، فبعض الناس تنظر لبعضها بعين الحاسد الذي يتمنى زوال النعم، وغايتهم الانتقاد لا التغيير، والخلاصة أنه لا يكون نجاحٌ مع الإنصات لحديث الناس، ولا يكون تفوق وتقدم بأخذ رأي كل فرد في المجتمع، فالذكي من يشغل نفسه بما يفيده، ويساهم في نجاح حاله بين الناس، فالحكمة التي نجدها في هذه القصيدة هي: "رضا الناس غايةٌ لا تدرك".أبيات قصيدة ضحكت فقالوا ألا تحتشمفي ما يلي أبيات القصيدة:ضحكت فقالوا ألا تحتشم::: بكيت فقالوا ألا تبتسمبسمت فقالوا يرائي بها:::عبست فقالوا بدا ما كتمصمت فقالوا كليل اللسان:::نطقت فقالوا كثير الكلمحلمت فقالوا صنيع الجبان::: ولو كان مقتدراً لانتقمبسلت فقالوا لطيشٍ به:::وما كان مجترئاً لو حكميقولون شذ إذا قلت لا::: وإمعة حين وافقتهمفأيقنت أني مهما أرد:::رضى الناس لا بد من أن أذم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *