0

شرح قصيدة (العين بعد فراقها الوطنا)

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشرح قصيدة (العين بعد فراقها الوطنا)قصيدة العين بعد فراقها الوطنا من روائع الشاعر السوريخير الدين الزِّرِكلي، وفيما يأتي شرح لها:العينُ بعدَ فِراقها الوَطَنالا ساكِنًا ألِفَت ولا سَكَنارَيَّانةٌ بالدَّمع أقلقَهاألا تُحسَّ كرًى ولا وَسَنايكتب خير الدين الزركلي هذه القصيدة التي أسماها باسم "نجوى" وهو في غربة عن وطنه الأمسورية، فيقول إنّ عينه بعد أن فارقت أرض الوطن ومشاهده وسكانه فإنّها لم تعد تألف الناس ولا المساكن التي تعيش فيها، بل هي دائمة البكاء والدمع ينهمر منها، ودائمًا هي قلقة قد أصابها الأرَق فلا تنعم بالنوم ولا الراحة ولا أيّ شيء من ذلك.كانت تَرى في كلِّ سانحةٍحُسنًا وباتَت لا تَرى حَسَناوالقلبُ لولا أنَّةٌ صَعِدَتأنكَرتُه وشَكَكتُ فيه أناكانت هذه العين ترى في كلّ ما يعرِضُ لها فيالوطنأمرًا جميلًا وحسَنًا، وذلك لأنّها تعيش في الوطن الذي تُحِب، ولكنّها اليوم لا ترى في أيّ شيء -مهما كان- ما يلفت النظر لأنّها قد غادرت الوطن ولا تحبّ رؤية ديار غيره، وكذلك هذا القلب لولا أنّه قد بدَرَ منه ما يدعو للانتباه لظننتُ أنّه غير موجود.ليتَ الذينَ أحبُّهم علِمواوهمُ هنالكَ ما لقيتُ هناما كنتُ أحسَبُني مُفارقَهمحتَّى تفارقَ روحيَ البدنايخاطب الأحباب الذين خلَّفَهم في الوطن ويقول لهم ليتكم تعلمون وأنتم في الوطن ما ألقى وما أجدُ من ألم البُعد عن الوطن في غربتي، وقد كنتُ أعتقد أنّني لن أفارق الوطن وأهلي وأحبتي فيه حتى يأتيني الموت.

يا طائرًا غنَّى على غُصُنٍوالنيلُ يسقي ذلكَ الغُصُنازِدني وهِج ما شئتَ من شَجَنيإن كنتَ مثلي تعرفُ الشَّجَناينصرف الزركلي نحو طائر كان يقف على غصن شجرة على ضفافنهر النيلفيقول له أيّها الطائر الذي يشدو أعذب الألحان هاتِ أسمعني من ألحانك العذبة التي تثير في نفسي الحزن على ما فات منّي في الوطن وعلى ما أجد في الغربة، هذا إن كنتَ قد اغتربتَ عن وطنكَ وتعرف الشجن مثلما أعرفه أنا.أذكَرتَني ما لستُ ناسِيَهولرُبَّ ذكرى جدَّدَت حَزَناأذكَرتَني بَرَدى ووادِيَهوالطَّيرَ آحادًا به وثُنىوأحبَّةً أسرَرتُ من كَلَفيوهَوايَ فيهِم لاعِجًا كَمَنايقول الزركلي هنا مخاطبًا الطائر إنّه قد ذكَّرَه أمرًا لم يكن قد نسيه ولكنّه يحاول تناسيه، فبهذه الذكرى قد جُدِّدَ عند الشاعر حزنٌ قديم لم يكن يريد له أن يستولي على نفسه، فهذه الذكرى التي تسببت له بالحزن الكبير هي ذكرى موطنه وبعض المشاهد فيه، فقد تذكّر نهر بردى، ذلك النهر المعروف في سورية الذي ينبعث من خارجدمشقليمر فيها ويسقي أهلها.يتذكّر نهر بردى والوادي المحيط به المعروف اليوم باسم "وادي بردى"، فيذكر هذا المشهد الجميل ويذكر معه الطيور التي كانت تملأ الأجواء وتتراقص في الفضاء، وغير هذه الطيور وهذا المنظر فالزركلي يتذكّر أيضًا أحبابه الذين قد خلَّفَهم وراءه، فيثير هذا المشهد حزنًا وعواطفَ قد أراد لها الشاعر أن تخمدَ منذ زمن ولكنّها كانت حيّة وانتفضت من تحت رماد الأيّام.

كم ذا أُغالبُه ويغلِبُنيدَمعٌ إذا كَفكَفتُه هَتَنالي ذكرياتٌ في رُبوعِهُمُهُنَّ الحياةُ تألُّقًا وسَناإنَّ الغريبَ معذَّبٌ أبدًاإن حلَّ لم ينعَم وإن ظَعَنايقول الشاعر إنّ هذا الدمع الذي ينزل من عينَيّ الآن أحاولُ دائمًا كتمانه ومنعه من النزول ولكنّه يأبى أن يكفّ عن الهطول، فلي في تلك الديار ذكريات عتيقة هي الحياة التي أعيش بها اليوم وهي ما يصبّرني على ألم الحياة، وأخيرًا يختتم قصيدته بالقول إنّ الغريب متى غادرَ وطنه فإنّه عرضة للعذاب الأبدي حتى وإن استقرّ فيالغربةواتخذ له بيتًا فإنّ ذلك لن يغنيه عن وطنه.الصور الفنية فيقصيدة (العين بعد فراقها الوطنا)من الصور الفنية البارزة فيقصيدة (العين بعد فراقها الوطنا) ما يأتي:رَيَّانةٌ بالدَّمعاستعارة مكنية، شبّه الشاعر العين التي للإنسان بعين الماء وهي النبع من حيث فورانها بالماء، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.كم ذا أُغالبُه ويغلِبُني دَمعٌاستعارة مكنية، شبه الشاعر الدع بالإنسان الذي يغالب الآخرين، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.

يا طائرًا غنَّىاستعارة مكنية، شبّه الطائر بإنسان يغني، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.الأفكار الرئيسة فيقصيدة (العين بعد فراقها الوطنا)من أبرز الأفكار فيقصيدة (العين بعد فراقها الوطنا) ما يأتي:حديث الشاعر عن حاله بعد فراق الوطن.تذكّر نهر بردى واهل دمشق.

تهييج غناء الطير لذكريات الشاعر مع أحبابه.وصف الشاعر للمغترب بالعذاب الأبدي.معاني المفردات فيقصيدة (العين بعد فراقها الوطنا)من المفردات التي تحتاج إلى تبيين معناها ما يأتي:المفردةمعنى المفردةأنّةهو ما يصدر عن الإنسان من صوت خافت في لحظات الألم.

سانحةالسانحة هي الفرصة والخاطرة.الشجناالشجن هوالهم والحزن.هتناهتن الدمع إذا سال وجرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *