0

شرح شعر أبي العتاهية عن الموت

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليمن هو أبو العتاهيةإسماعيل بن القاسم بن سويد العيني العنزي، شاعر عباسي مُكثر، في شعره إبداع، سريع الخاطرة، لُقّب بأبي العتاهية؛ لأنه كان قد تَعَتَّه (جُنَّ) بجارية للمهدي عندما قدم إلى بغداد، وحبس بسببها، يجيد القول في أكثر أنواع الشعر في عصره، ويختص بالقول في فنين شعريين من فنون الشعر واشتهر بهما، وهما: الغزل والزهد، ألفاظه سهلة لينة ومعانيه رقيقة عذبة.نص شعر أبي العتاهية عن الموتفي الآتي قصيدة لأبي العتاهية عند الموت:لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِكَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِفلا تَعشَقِ الدّنْيا أُخيَّ فإنّمايُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِحَلاَوَتُهَا ممزوجة بمرارة ٍورَاحتُهَا ممزوجة بِعَناءِفَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة ٍفإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِلَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراًوقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِوللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةوللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة ٍويومُ سُرورٍ مرَّة ًورخاءِوما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُوما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِأيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِيخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِوشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَة ٍوكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِإذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى،فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِأزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَىبَهاءً وكانوا قَبلُ أهل بهاءِوكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَة ٍوكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِيعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلة ٍويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌ بنمائِهَاوللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِ نمَاءِوكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُحَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِأمامَكَ، يا نَوْمان دارُ سَعادَة ٍيَدومُ البَقَا فيها ودارُ شَقاءِخُلقتَ لإحدى الغايَتينِ فلا تنمْوكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَا ورَجَاءُوفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُواولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِشرح شعر أبي العتاهية عن الموتالأبيات 1-3يستهل الشاعر قصيدة بالتذكير بأن الدنيا ليست خالدة؛ فهي دار بلاء مصير الإنسان فيها الموت، مهما كانت جميلة.الأبيات 4-6في هذه الأبيات يُبيّن الشاعر أن أصل الإنسان من تراب، فيجب عدم التفاخر مهما عَلا شأنه، وعليه التواضع والرضا وشكر الله سبحانه وتعالى على نعمة الكثيرة التي أنعَمَ بها علينا.

الأبيات 7-11في هذه الأبيات يشرح الشاعر حال الدنيا، حيث إن أيام الدهر متقلبة ليست سواء فيها الرخاء والشدة والفرح والحزن، فهي لا تأتي كما يتمناها المرء.الأبيات 12-17في هذه الأبيات يصف الشاعر الموت بالداء الذي ليس له دواء، فلا تُجْدِي ولا تنفع أمامه كل الحيل، كما يحث الشاعر بالاتعاظ من أهل القبور، فهم اليوم سواء مهما كانوا أصحاب ترف وجاه في الدنيا.الأبيات18-20في هذه الأبيات يُبيّن الشاعر الغاية من خلق الإنسان، إمّا الفوز بدار السعادة (الجنة) أو العقاب بدار الشقاء (نار جهنم)، فعليه التحضير للدار الآخرة وهي الحياة الخالدة، خوفاً من عذابها ورجاءً بنيل نعيمها.

الأساليب الفنية في شعر أبي العتاهية عن الموتتنوعتالأساليب الفنيةالتي استخدمها أبو العتاهية في قصيدته، منها:استخدام الألفاظ السهلة والمعاني القريبة؛ لملامسة عاطفة المُتَلقي والتأثير به.البدء بالقسم، ذلك للتأكيد ولفت الانتباه.الإكثار منأسلوب الجمل الإنشائية، وفي ذلك توكيد للأفكار الواردة بالنص.

تأجيج النص بالعِبر والمواعظ.استخدام أسلوب التحذير والترغيب.الأفكار الرئيسة لشعر أبي العتاهية عن الموتتضمنت القصيدة مجموعة من الأفكار الرئيسة، تتخلص فيما يلي:عدم التعلق بالدار الدنيا، فهي دار فناء ليست خالدة منتهية بالموت.

الدار الدنيا دار ابتلاء، لا تخلو من المصائب مهما كانت جميلة.عدم التفاخر والغرور فالإنسان أصله من طين.القناعة والرضابما قسمه الله -عز وجل- وشكره على نِعَمه الكثيرة.

لا دوام للحال، وأيام الدهر متقلبة بين سعادة وحزن يمر بها كل إنسان.الاتعاظ من أهل القبور، فمهما عَلتْ مقاماتهم في الدنيا، مصيرهم القبر.الموت داء لا شفاء منه، حتمي على كل البشر.

التنبيه للصحو من غفلة الدنيا الفانية، والاستعداد لدار الآخرة الخالدة.العيش في الدنيا ما بين رجاء الجنة، والخوف من النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *