خصائص شعر ابن زيدون
اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليخصائص شعر ابن زيدونفيما يأتي عرض لأبرز خصائصشعر ابن زيدون:وصف الطبيعةكان الشاعر ابن زيدون من أروع الشعراء الأندلسيين الذين وصفوا الطبيعة في شعرهم، فقد اهتم بتصوير الخيال مع العواطف المثيرة والجياشة والكبيرة، وجاء وصفه للطبيعة نابضًا بالخيال، وأصبحشعر الطبيعة عند ابن زيدونممتزجًا بمرارة الحب وذكرياته، فكان وصفه مليئًا بالصور الجميلة والمشاعر الدافقة،ومن ذلك قوله:إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًاوالأفق طلقٌ ومرأى الأرض قد راقاوللنسيم اعتلالٌ في أصائلهكأنه رقَّ لي فاعتل إشفاقًاوَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌكَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقايَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَتبِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقانَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍجالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقاكَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقيبَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقاوَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِفَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقاسَرى يُنافِحُهُ نَيلوفَرٌ عَبِقٌوَسنانُ نَبَّهَ مِنهُ الصُبحُ أَحداقاكُلٌّ يَهيجُ لَنا ذِكرى تَشَوُّقِناإِلَيكِ لَم يَعدُ عَنها الصَدرُ أَن ضاقالا سَكَّنَ اللَهُ قَلباً عَقَّ ذِكرَكُمُفَلَم يَطِر بِجَناحِ الشَوقِ خَفّاقالَو شاءَ حَملي نَسيمُ الصُبحِ حينَ سَرىوافاكُمُ بِفَتىً أَضناهُ ما لاقىلَو كانَ وَفّى المُنى في جَمعِنا بِكُملَكانَ مِن أَكرَمِ الأَيّامِ أَخلاقايا عَلقِيَ الأَخطَرَ الأَسنى الحَبيبَ إِلىنَفسي إِذا ما اِقتَنى الأَحبابُ أَعلاقاكانَ التَجارِي بِمَحضِ الوُدِّ مُذ زَمَنٍمَيدانَ أُنسٍ جَرَينا فيهِ أَطلاقافَالآنَ أَحمَدَ ما كُنّا لِعَهدِكُمُسَلَوتُمُ وَبَقينا نَحنُ عُشّاقا.الثقافة الواسعة والنضجفقد اتسم أسلوبابن زيدونبالثقافة الواسعة والوعي الكامل مع النضج، فهو يصيغ أسلوبه بشكلٍ راقٍ؛ ولذا كان أسلوبه بديعًا.العذوبة والرقة والعاطفة في شعره الغزلينجد أن شعر الغزل يحتل ثلث الديوان حتى في قصائد المدح التي تبدأ بمقدمات غزلية، ويتميز شعر ابن زيدون الغزلي بالرقة والعاطفة القوية والمعاني التي لا نجدها إلا عند الشعراء المتخصصين بالغزل مثل: عمر بن أبي ربيعة، والعباس بن الأحنف.
لقد مثلت ولادة بنت المستكفي موضوعًا لشعره الغزلي، ومن عيون شعره في الغزل قصيدتهالنونيةالشهيرة التي خاطب فيها ولادة بنت المستكفي،حيث قال في مطلعها:أضحى التنائي بديلًا عن تدانيناوناب عن طيب لقيانا تجافيناحسن استخدام المعانيفقد أبدع ابن زيدون في استخدام المعاني الجديدة، والتي استوحاها من طبيعة الأندلس الخلابة، فقد ساعدته الطبيعة على استخدام المعاني بطريقةٍ تتميز بالإبداع.تنوع قصائده الشعرية من حيث الطولعند دراسة شعر ابن زيدون نجد أنه نوع في أطوال القصائد، فمنها ما كان طويلًا، ومنها ما كان قصيرًا، كما أننا نجد في ديوانه المخمسات والمربعات والمقطعات الشعرية، ونجد في قصيدته أرجوزةً واحدةً فقط.التناصفنجد في شعر ابن زيدون التناص مع الآيات القرآنية، والتناص مع الأمثال والحكم، والتناص مع العلوم المختلفة، كقوله:نارُ بَغيٍ سَرى إِلى جَنَّةِ الأَمنِ:::لَظاها فَأَصبَحَت كَالصَريمِبأبي أنت! إن تشأ تك برداوسلاما كنار إبراهيم.