0

خصائص المدح في الشعر الجاهلي

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليخصائص المدح في العصر الجاهليبالرغم من تعدد موضوعات المدح في الشعر الجاهلي إلا أنها التقت بعدد من الخصائص الفكرية والفنية، وتوضيحًا لها فيما يأتي:الخصائص الفكريةلشعر المدح الجاهلي خصائص فكرية امتاز بها نذكر منها الآتي:ارتباط شعر المدح الجاهلي بالحياة العامةحيث اختلفت معاني المدح باختلاف الطبقات والطبائع والثقافات، واتصال الشعراء بالحضارة والبداوة، فكان المدح لشيوخ القبائل بوصفهم بالكرم وحسن الجوار، وللقادة بالشجاعة وإغاثة الملهوف، وللملك بفك الأسرى والترف، ومن أبرع الشعراء بذلكالأعشىالذي كان يجيد اختيار الأفكار الملائمة للمدوح.نقل شعر المدح الجاهلي الأحداث التاريخيةحيث كان المدح الجاهلي يجسد حياة العرب اليومية، ومثلهم العليا، وبداوته وحضارتهم، وتسجيل علاقاتهم مع جيرانهم من فرس وروم وأحابيش، ونجد ديوان الأعشى والنابغة من دواوين الشعر الجاهلي التي جسدت تاريخ العرب قبل الإسلام.الخصائص الفنيةانفرد شعر المدح الجاهلي بخصائص فنية نذكر منها الخصائص الآتية:المبالغةحيث كان الشعراء يلجؤون للمبالغة في تصوير خصال وصفات الممدوح؛ للوصول إلى إرضائه، حيث أخذ الشعراء بالغلو وتضخيم الصور، وهذا يعود إلى أن الصدق عند الشاعر ليس بنقل الحقيقة إنما بالصورة التي يقدر الشاعر على إظهارها، فهذا النابغة الذي يصور سيوف الفساسنة التي تشطر الفارس، وتشعل الشرار عند اصطدامها بالأرض،وذلك في قوله:تقد السلوقي المضاعف نسجهوتوقد بالصفاح نار الحباحببضربٍ يزيل الهام عن سكناتهوطعنٍ كإيزاغي المخاض الضواربلهم شيمةُ لم يُعطها الله غيرهممن الجود والأحلام غير عوازبمحلتهم ذات الإله ودينهمقويم فما يرجون غير العواقبمزج المدح بالقصة التاريخيةلقد زخرت مدائح شعراء الجاهلية بالقصص التي عرضت بأسلوب فني رائع، وقد لا تتجاوز الأقصوصة أكثر من أبيات قليلة إلا أنها تلون الشعر الغنائي بلون ملحمي، فقد سرد الأعشى في قصيدته الميمية في مدح قيس بن معد يكرب أقصوصتين الأولى عن قصر الحضر والثانية عن سيل العرم.

أجمل أبيات شعر المدح الجاهليكثرة القصائد المدحية فيالعصر الجاهليومن جميل ما قيل في المديح الأبيات الآتية:قصيدة الدالية للشاعر الحطيئة مادحًا آل شماس ومنها:أتت آل شماس بن لأي وإنماأتاهم الأحلام والحسبُ العِدفإن الشقي من تُعادي صُدورهموذو الجدِ من لانو إليه وَمن ودوايسوسون أحلاما بعيدًا أناتُهاوإن غصبوا جاء الحفيظة والحدأولئك قوم إن بنو أحسنواالبُنىوإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا.عنترة بن شدادمادحً كسرى انوشروان:ياأيها الملك الذي راحاتُهُقامت مقام الغيث في أزمانهيا قبلة القصاد يا تاج العُلايابدر هذا العصر في كيوانهيا مخجلًا نور السماء بجودهيا منقذ المحزون من أحزانهيا ساكنين دار عبس إننيلاقيت من كسرى ومن إحسانهما ليس بوصف أو يُقدر أو يفيأوصافه أحدٌ بوصف لسانهملك حوى رتب المعالي كلهابسمو محد حل في إيوانه.حسان بن ثابتيمدح أمراء البلاط الغساني:يغشون، حتى ما تهر كلابُهُملا يسألون عن اليواد المقبليسقون من ورد البريص عليهمبردى يُصفقُ بالرحيق السلسلبيض الوجوه كريمة أحسابهشُم الأنوف من الطراز الأولىفعلوت من أرض البريص إليهمحتى تكأت بمنزلٍ لم يوغل.

الأعشى يمدح هوذة بن علي سيد بني حنيفة:إلى هوذه الوهاب أهديت مدحتيأرجي نوالًا فاضلصا من عطائكاسمعت بسمع الباع والجود والندىفأدليت دلوي، فاستقت برشائكامتى يحمل الأعباء لوكان غيرهمن الناس لم ينهض بها متماسكا.النابغة الذبيانييمدح الملك الغساني عمرو بن الحارث:كليني لهم، يا أميمة، ناصبوليلٍ أُقاسيه، بطيء الكواكبعلي لعمرو نعمة، بعد نعمةلوالده ليست بذات عقاربونفتُله النصر، إذ قيل قد غزتكتائب من غسان، غير أشائبإذا ما عزوا بالجيش، حلق فوقهمعصائب طيرٍ، تهتدي بعصائبولاعبت فيهم عبر أن سيوفهمبهن فلولٌمن قراع الكتائب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *