0

تحليل قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليتحليل قصيدة المساء لإيليا أبو ماضيقصيدة المساءللشاعر إيليا أبو ماضيمن القصائد المهمة في الأدب المهجري، وتحليلها فيما يأتي:التحليل الإيقاعي للقصيدةلقد بنى الشاعر قصيدته على تفعيلة البحر الكامل "متفاعلن" في كلّ أسطر القصيدة؛ فقد تكرّرت في كلّ سطر أربع مرّات، إضافة إلى تنوّعالقافيةفي نهاية كلّ مقطع من مقاطع القصيدة، وهذا التكرار في التفعيلة إضافة لتنوّع القوافي على طول القصيدة أكسبَ القصيدة جرسًا موسيقيًّا مُلِحًّا يعبّر عن ذات الشاعر الذي أراد لكلماته أن تصل إلى المتلقّي بكل الوسائل الممكنة فنيًّا وموسيقيًّا.التحليل النحوي للقصيدةبدأ الشاعر قصيدته بمبتدأ "السحب"، وهو اسم، تلاه فعل مضارع "تركض"، وهنا حالة من حالات تقدّم الفاعل على الفعل، والعرب كانت تقدّم الأهم، فإذًا يحاول الشاعر إخبار القارئ بالأمر الأهم الذي يريد له أن يمهّد الجو للدخول في القصيدة، وهو وصف السّحب التي تدلّ على المساء غالبًا، والناظر إلى القصيدة يجد الشاعر قد أكثَرَ من الجمل الاسمية التي تدلّ على رسوخ المعاني وثباتها.أمّا بالنسبةللجملة الفعليةفإنّ الشاعر قد وازنَ بين استعمال الأفعال الماضية والمُضارعة في القصيدة، ولكلّ فعل من هذه الأفعال دلالته الخاصة؛ فقد دلّ الفعل الماضي على الذكريات التي لا يريد الشاعر لها الرحيل، ودلّالفعل المضارععلى رؤية الشاعر للحال التي هو عليها اليوم؛ فإذًا هو لا يريد الانعتاق من الماضي ويخاف من حاضره ومستقبله، وذلك كلّه يدلّ على حالة الاضطراب التي كان يعانيها الشاعر لحظة قوله القصيدة.

التحليلي الأسلوبي للقصيدةبالنسبة للأسلوب فقد رَاوَحَ الشاعر بينالأساليب الإنشائيّة والأساليب الخبريّة؛ وإن كان الأسلوب الخبريّ أكثر حضورًا في القصيدة، ومن الأساليب الخبريّة الكثيرة في القصيدة قوله: "السحب تركض"، "الشمس تبدو"، "البحر ساجٍ"، ومن الأساليب الإنشائية قوله: "أرأيت أحلام الطفولة"، "أم أبصرت عيناك أشباح الكهولة".الصور الفنية في قصيدة المساء لإيليا أبو ماضيمن الصور الفنية المهمة في قصيدة المساء ما يأتي:السُحُبُ تَركُضُ في الفَضاءِ رَكضَ الخائِفيناستعارة مكنية، فقد شبّه السحب بإنسان يركض، فحذف المشبّه به الإنسان وأبقى على شيء من لوازمه وهو "الركض".الشَمسُ تَبدو خَلفَها صَفراءَاستعارة مكنية، فقد شبّه الشّمس بالإنسان العابس، فحذف المشبّه به الإنسان وأبقى على شيء من لوازمه وهو العبوس على سبيل الاستعارة المكنية.

البَحرُ ساجٍ صامِتٌاستعارة مكنية، فقد شبّه البحر بالإنسان الصامت، فحذف المشبّه به الإنسان وأبقى على شيء من لوازمه وهو الصمت على سبيل الاستعارة المكنية.خِفتِ أَن يَأتي الدُجى الجانياستعارة مكنية، فقد شبّه الدّجى بالإنسان الذي يجني، فحذف المشبّه به الإنسان وأبقى على شيء من لوازمه وهو "الجناية" على سبيل الاستعارة المكنية.يَهوى البُروقَ وَضَوأَها وَيَخافُ تَخدَعُهُ البُروقاستعارة مكنية، فقد شبّه البرق بالإنسان المخادع، فحذف المشبّه به الإنسان وأبقى على شيء من لوازمه وهو الخداع على سبيل الاستعارة المكنية.

المُروجِ الخُضرِ سادَ الصَمتُ في جَنَباتِهااستعارة مكنية، فقد شبّه المروج الخضراء بالإنسان الذي يصمت، فحذف المشبّه به الإنسان وأبقى على شيء من لوازمه وهو الصّمت على سبيل الاستعارة المكنية.لَم يَسلُبِ الزَهرَ الأَريجُ وَلا المِياهُ خَريرُهااستعارة مكنية، فقد شبّه الزهر بالإنسان الذي يسلب، فحذف المشبّه به الإنسان وأبقى على شيء من لوازمه وهو السلب على سبيل الاستعارة المكنية.ماتَ النَهارُ اِبنُ الصَبحِاستعارة مكنية، فقد شبّه النهار بالإنسان الذي يموت، فحذف المشبّه به الإنسان وأبقى على شيء من لوازمه وهو الموت على سبيل الاستعارة المكنية.

الأفكار الرئيسة في قصيدة المساء لإيليا أبو ماضيمن أبرز الأفكار الرئيسة التي دارت في قصيدة المساء ما يأتي:وصف الغروب ومنظره ومجيء المساء، وأثر ذلك كلّه على سلمى.وصف سلمى وهي تراقب غروب الشّمس وتفكّر بعمر الطّفولة الذي نفذ وانقضى.وصف خوف الشاعر من مرحلة الكهولة والشيخوخة القادمة.

الدعوة إلى التفاؤل والأمل.الدعوة إلى البعد عن الأحزان وعدم الاكتراث بأمور الحياة.أبيات قصيدة المساء لإيليا أبو ماضيأبيات قصيدة المساءللشاعر المهجريإيليا أبو ماضي فيما يأتي:السُحُبُ تَركُضُ في الفَضاءِ رَكضَ الخائِفينوَالشَمسُ تَبدو خَلفَها صَفراءَ عاصِبَةَ الجَبينوَالبَحرُ ساجٍ صامِتٌ فيهِ خُشوعُ الزاهِدينلَكِنَّما عَيناكِ باهِتَتانِ في الأُفقِ البَعيدسَلمى بِماذا تُفَكِّرينسَلمى بِماذا تحلُمينأَرَأَيتِ أَحلامَ الطُفولَةِ تَختَفي خَلفَ التُخومأَم أَبصَرَت عَيناكِ أَشباحَ الكُهولَةِ في الغُيومأَم خِفتِ أَن يَأتي الدُجى الجاني وَلا تَأتي النُجومأَنا لا أَرى ما تَلمَحينَ مِنَ المَشاهِدِ إِنَّماأَظْلالُها في ناظِرَيكِتَنِمُّ يا سَلمى عَلَيكِإِنّي أَراكِ كَسائِحٍ فيم القَفرِ ضَلَّ عَنِ الطَريقيَرجو صَديقاً في الفَلاةِ وَأَينَ في القَفرِ صَديقيَهوى البُروقَ وَضَوأَها وَيَخافُ تَخدَعُهُ البُروقبَل أَنتِ أَعظَمُ حيرَةً مِن فارِسٍ تَحتَ القَتاملا يَستَطيعُ الاِنتِصاروَلا يَطيقُ الاِنكِسارهَذي الهَواجِسُ لَم تَكُن مَرسومَةً في مُقلَتَيكِفَلَقَد رَأَيتُكِ في الضُحى وَرَأَيتُهُ في وَجنَتَيكِلَكِن وَجَدتُكِ في المَساءِ وَضَعتِ رَأسَكِ في يَدَيكِوَجَلَستِ في عَينَيكِ أَلغازٌ وَفي النَفسِ اِكتِئابمِثلُ اِكتِئابِ العاشِقينسَلمى بِماذا تُفَكِّرينبِالأَرضِ كَيفَ هَوَت عُروشُ النورِ عَن هَضَباتِهاأَم بِالمُروجِ الخُضرِ سادَ الصَمتُ في جَنَباتِهاأَم بِالعَصافيرِ الَّتي تَعدو إِلى وَكَناتِهاأَم بِالمَسا إِنَّ المَسا يَخفي المَدائِنَ كَالقُرىوَالكوخُ كَالقَصرِ المَكينوَالشَوكُ مِثلُ الياسَمينلا فَرقَ عِندَ اللَيلِ بَينَ النَهرِ وَالمُستَنقَعِيَخفي اِبتِساماتِ الطَروبِ كَأَدمُعِ المُتَوَجِّعِإِنَّ الجَمالَ يَغيبُ مِثلُ القُبحِ تَحتَ البُرقُعِلَكِن لِماذا تَجزَعينَ عَلى النَهارِ وَلِلدُجىأَحلامُهُ وَرَغائِبُهوَسَمائُهُ وَكَواكِبُه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *