0

تاريخ النقد الأدبي عند العرب

تلخيص كتاب تاريخ النقد الأدبي عند العربأفضل كتب النقد القديممفهوم النقديُعرّف النقد لغةً بأنّه: بيَّن حسنَه ورديئه، أظهر عيوبه ومحاسنه، ويُعرّف النقد اصطلاحاً بأنه التعبير عن رأي أو موقف في النظرة إلى الفن بأنواعه عن طريق التذوّق الأدبي للنصوصالمقاليّةوالشعريّة، أي تمييزها عن بعضها البعض، وبعد التذوّق اتباع خطوات متسلسلة ومرتّبة، مثل التحليل، والتفسير، والتعليل، وأخيراً التقييم للخروج بصورة متكاملة عن النص المراد نقده لبيان حسنه من عدمه، ويختلف النقد بحسب النص، فهنالك نقد الأدباء والشعراء، والفقهاء والأصوليين فيما يتعلق بأمور الدين والفقه، فكلٌّ له منهجه الخاص في النقد؛ لأنّ القواعد المطبّقة على النصوص تختلف باختلاف أنواعها.وظيفة النقد الأدبيّتختلف وظائف النقد في المضمون، لكنّها تتّحد معاً لتكوّن مفهوم النقد بشكل كامل، فلا يوجد نقد أدبيّ إذا خلت عمليّة النقد من إحدى الوظائف الرئيسيّة له: ومن وظائف النقد الأدبيّ:التفسير:وهو يختصّ بالنصّ المراد نقده، من حيث بيان مراجعه ومصادره، وشرح أهدافه، وصوره الفنيّة خاصّة في الأعمال التي تحتاج لنقد أدبيّ، حتى تتبين معانيها ومقاصدها بشكل أكبر للقارئ والمتلقّي.تقويم الأعمال الأدبيّة:تعتمد هذه الوظيفة على بناء العمل الأدبيّ نفسه، فالناقد الأدبيّ يجب عليه معرفة النص معرفةً مُحكمةً، وأن يكون على إلمام تام بجميع جوانب تجربة الشاعر، وبُنية النص المراد نقده؛ حتى يفاضل بينه وبين نصوص أخرى ضمن المجال نفسه، لكن هذه الوظيفة للناقد الأدبيّ لا زالت تثير الجدل؛ لأنّ البعض يرى فيها تسلّطاً من الناقد على النص الأدبيّ، حيث من الممكن أن تؤثر سلباً في النص، إن كان الناقد غير ملمٍّ بحدود طريقة الكتابة وتجربةالشاعر، وكيفيّة بناء النص الأدبيّ.

توجيهالأدبوالأدباء:وتعتمد هذه الوظيفة على توجيه النقّاد للأدباء عندما يُرى منهم الابتعاد عن الواقع، أو عن الإطار العامّ للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويهدف توجيه النقاد عادةً إلى تحسين النوع الأدبيّ، وإعطائه المزيد من الواقعيّة والاتصالبالمجتمع، والحياة والبعد عن الانحرافات الأدبيّة التي من الممكن أن يقع فيها الأدباء.التطوّر التاريخي للنقد الأدبي عند العربيُعتبر النقد من أهم الأسباب التي حافظت على مكانةالأدب العربيّ؛ لذا كان اهتمام العرب به كثيراً، وفيما يلي لمحة تاريخيّة عن تطوّر ونشأة النقد العربيّ عبر التاريخ:النقد عند العرب فيالجاهليّة:تميّز النقد فيالجاهليةبأنه كان تأثريّاً أي لحظيّاً، ويرتكز بشكل أساسيّ على الحس الفطري، ويشمل أحكاماً جزئيّة، والكثير من المبالغات، وليست له قواعد وشروط معيّنة.النقد في عصر صدر الإسلام:تأثر النقد عند العرب بعد دخولالإسلاموانتشاره، ممّا أثر في الفكر العربي، وتطوّر النقد العربي في هذه الفترة بشكل ملحوظ، فأصبح النقد يتّصف بالدقة في أحكامه، والتركيز على الصدق والمبادئ الرفيعة في الأعمال الأدبيّة.

النقد في القرن الهجري الثانيّ:تأثر النقد الأدبي العربيّ بالحركة العلميّة الإسلاميّة بشكلٍ كبير، فبرزت طائفة من النقاد اللغويين الذين اهتموا بجمعالشعرالقديم، والنظر فيه، والموازنة بين الشعراء، والحكم على طريقة كتاباتهم وأشعارهم، كما اهتمّوا بالصفات الفنيّةللأدب.النقد العربيّ في القرن الهجري الثالث:تطوّر النقد العربي وأصبح راقياً، وبرزت العديد من المؤلفات المميّزة والمهمة التي اهتمت بالقضايا المتعلّقة بتوثيقالشعر الجاهليّوالإسلامي، بهدف إثبات الصحيح من غير الصحيح، كما هدفت إلى الموازنة بين الشعراء وتقويمهم، وفحص بعض الشعر من أجل دراسة المعاني الجيّدة من المعاني الرديئة، واهتموا بالتمييز بين الأسلوب القوّي من الضعيف، والأسباب التي أدّت إلى جعل شعر أقوى من غيره، ومن أشهر النقادالجاحظصاحب كتابَي "البيان والتبيين" و"الحيوان" وقد ضمّنهما بعض آرائه في النقد.النقد العربي في القرن الهجريّ الرابع:تطوّر النقد الأدبي عند العرب، وبرز العديد من النقاد الذين صنّفوا الكثير من المؤلفات القيّمة، وناقشوا العديد من القضايا النقديّة المتمثّلة فيتعريف الشعرودراسة عناصره، وتعريفالخطابةودراسة عناصرها، ومن ثمّ معرفة العلاقة بينهما، إضافة إلى دراسة البناء الذي تقوم عليه القصيدة، والموازنة بين الشعراء بشكلٍ تفصيليّ ودقيق، وما أخذه الشعراء من أشعار وقصائد غيرهم، ومن أشهر النقاد في هذه الفترة الناقد الكبير القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني صاحب كتاب "الوساطة بين المتنبي وخصومه".

النقد الأدبي في القرن الهجري الخامس:استمر النقّاد في تأليف الكتب النقديّة، وأضافوا أبحاثاً فيالإعجاز القرآني، ومن أشهر النقاد في هذه الفترة عبد القاهر الجرجاني صاحب كتاب "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة".النقد بين القرن السادس الهجري والعصر الحديث:شهد النقد الأدبي فترةً من الجمود، ثم تقلّص تدريجيّاً حتى وصل إلى أواخر القرون المتأخرة، ويعود السبب في ذلك إلى قلّةالإبداعوالانفصال بين البلاغة والنقد، ولكن ظهر في هذه الفترة نقاد بارزون، مثل ابن سناء الملك، الذي ألّف كتاب (دار الطراز).النقد الأدبيّ فيالعصر الحديث:شهدت هذه الفترة حركة إحياء نقديّة على يد العديد من النقاد، ومن أشهرهم الشيخ حسين المرصفي.

قضايا النقد الأدبي عند العربتحتوي اللغة العربيّة على كثير من الصنوف الأدبيّة، لذا تتعدد القضايا الأدبيّة والنقديّة التي يتعرّض لها النقاد والأدباء، ومن هذه القضايا التي تعرّض لها النقد الأدبي:قضية المفاضلة أو الموازنة بين شعرَين أو شاعرَين.قضيةالسرقات الشعريّة.قضيّة عمود الشعر.

قضية العلاقة بين الشعروالأخلاقأو الشعر والدين.قضية الوحدة والكثرة في القصيدة.اتجاهات النقد الأدبيّ العربيّ في العصور الحديثةاختلفت الأذواق والمناهج المتّبعة في النقد الأدبي عبر التاريخ؛ نظراً لاختلاف المدارس الفكريّة والأدبية والدينيّة التي تخرّج منها النقاد العرب، وظهرت العديد من المناهج والاتجاهات النقديّة ومنها:الاتجاه الذي يعتمد على الذوق الملموس والثقافة العربيّة النقيّة، التي تأثرت وما زالت بالقرآن الكريموالحديث النبويّ.

الاتجاه الذي يربط بين الثقافة العربيّة الإسلاميّة والثقافة الغربيّة، وفي الوقت نفسه يحافظ على الأصالة العربيّة.الاتجاه الذي تبرز فيه الثقافة الغربيّة؛ فيطبق منهج نقّاده، ويعملون بمبادئها ومقاييسها.الاتجاه النقديّ الإسلاميّ، الذي يهتم بجوهر العمل الفنيّ وقيمه، فيسلّط الضوء على الشخصيّة الإسلاميّة وتراثها العريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *