0

المهموس

كيف نحب الوطنلماذا نحب الوطنمفهوم الشعر المهموسيُقصد بالشعر الملموس هو الشعر الذي يتميّز بالأحاسيس المبثوثة فيه، فترى صدق الشاعر في ثنايا الكلمات واضحًا، وهو مختلفٌ تمامًا عن الخطابة، ويكون هذا الضرب من الشعر في غير جهد أو إحكام فلا يكون بوعيٍ مسبق من الشاعر بما يفعل، وإنّما غريزته هي التي تدفعه دفْعًا للكتابة بهذه اللغة العذبة الرقيقة المهموسة.فيُخبرك هذا الشاعر أو الأديب ما يهمس في نفسه مما يُثير فؤاد المتلّقي، وتحمل ألفاظ هذا الشعر إحساسات دقيقة صادقة قريبة من النّفس، يشعر معها المتلقي بالألفة والقرب، ومن ذلك الشعر شعر الملابسات الذي يدور حول حدث سياسي أو اجتماعيّ مرهون بفترة زمنية معينة، وامتاز شعراء المهجر بهذا الشعر؛ ومن أبرزهم: ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي.نماذج من الشعر المهموسفيما يأتي بعض نماذج الشعر المهموس:قصيدة أخي لميخائيل نعيمةأخـي، إن ضـجّ بعد الحرب غربيٌّ بأعمالـهوقـدّس ذكر من ماتـوا وعظّم بطشَ أبطالـهفلا تهزج لمن سادوا، ولا تشمت بمن دانابل اركع صـامـتـاً مثلي بـقـلـبٍ خاشعٍ دامٍلـنبكي حـظٌّ مـوتــانــاأخـي، إن عاد بعد الحرب جنديٌّ لأوطانـهوألقى جسمه المنهوك في أحضان خلّانهفلا تـطـلـب إذا ما عُـدتَ لـلأوطـان خـلّانــالأنّ الـجـوع لم يترك لنا صـحبـاً نـنـاجـيهـمســوى أشـباح مـوتــانــاأخـي، إن عـاد يحرث أرضه الفلاح أو يزرعويبني بعد طولِ الـهجـر كوخاً هـدّه المدفعفـقد جـفّـت ســــواقـينـا وهـدّ الـذلّ مـأوانـاولم يترك لنا الأعـداء غرســـاً في أراضـيـنـاســـوى أجياف مـوتــانــاأخـي , فقد تمّ ما لو لم نشـأ نحن ما تمّاوقد عـمّ البلاءُ، ولـو أردنـا نـحـن ما عـمّـافلا تندب، فأذنُ الغيرِ لا تصغي لـشكوانـابل اتبعني لنحفر خندقـاً بالرّفش والمعولنــواري فيه مـوتــانــاأخـي، من نحن ؟ لا وطنٌ ولا أهلٌ ولا جارُإذا نـمـنـا، إذا قـمنـا، رِدانـا الخزيُ والـعـارُلقد خـمّـتْ بنا الـدنـيـا كما خـمّـت بموتـانـافهات الـرفــش واتبعني لنحفر خـنـدقـاً آخرنـواري فيه أحـيـانـاقصيدة يا نفس لنسيب عريضةيا نفسُ مالك والأنينتتألَّمين وتُؤلمينعذَّبتِ قلبي بالحَنينوكَتَمتِهِ ما تقصُدينقد نامَ أربابُ الغراموتَدَثَّروا لُحفَ السَّلاموأبيتِ يا نفسُ المَنامأفأنتِ وحدَكِ تشعُرينالليلُ مرَّ على سواكأفما دهاهم ما دَهاكفلم التمرُّدُ والعِراكما سُورُ جسمي بالمَتينأطلقتِ نَوحَك للظلامإيَّاكِ يَسمَعكِ الأنامفيَظُنَّ زَفرَتك النِّيامبوقَ النُشورِ ليوم دِينيا نفس ما لك في اضطِرابكفريسةٍ بين الذئابهلا رجَعتِ إلى الصوابوبدلتِ رَيبَكِ باليقينأحمامةٌ بين الرياحقد ساقها القدرُ المُتاحفابتلَّ بالمطر الجَناحيا نفسُ ما لكِ ترجُفينأوَما لحُزنِكِ من بَراححتى ولو أزِفَ الصَّباحيا ليت سرِّك لي مُباحفأعي صَدى ما قد تَعِينأسَبَتكِ أرواحُ القَتامفأرَتكِ ما خلفَ اللِّثامفطمِعتِ في ما لا يراميا نفسُ كم ذا تَطمَحينأصعِدتِ في رَكبِ النُّزوعحتى وصلتِ إلى الرُّبوعفأتاكِ أمرٌ بالرُّجوعأعلى هُبوطكِ تأسَفينأم شاقَك الذِّكرُ القديمذكرُ الحِمى قبلَ السَديمفوقَفتِ في سِجن الأدِيمنحو الحِمى تتلفَّتينأَأَضعتِ فِكراً في الفَضاءفتبعته فوقَ الهَواءفنأى وغلغلَ في العَلاءفرَجَعتِ ثَكلى تَندُبينأسلكتِ في قُطر الخَيالدَرباً يقودُ إلى المُحالفحطَطتِ رَحلكِ عند آليَمتصُّ رِيَّ الصادرينفنسيتِ قصدك والطِّلابووقَفتِ يذهِلُك السَّرابوهرَقتِ فضلاتِ الوِطابطمعاً بماءٍ تأمُلِينحتى إذا اشتدَّ الأواموالآلُ أسفر عن رُكامغيَّبتِ رأسك كالنَّعامفي رمل قلبي تَحفرينأعشِقتِ مثلَكِ في السماءأختا تَحِنُّ إلى اللقاءفجلَستِ في سجنِ الرَّجاءنحوَ الأعالي تَنظُرِينلوحتِ باليد والرِّداءلتَراكِ لكن لا رَجاءلم تدرِ أنك في كِساءقد حِيك من ماءٍ وطِينأَتحولُ دونكما حياةلو كان يبلوها الإلهلبكى على بشَرٍ بَراهرَحماً يُصارعُها الجنِينيا نفسُ أنت لك الخُلودومَصِيرُ جسمي للحودسَيَعيثُ عينَك فيه دودفدعي له ما تَنخرِينيا نفس هل لك في الفِصالفالجسمُ أعياه الوِصالحمَّلتِه ثقلَ الجِبالورَذَلتِه لا تَحفِلِينعطشٌ وجوعٌ واشتياقأسف وحزنٌ واحتراقيا ويحَ عيشي هل تُطاقنَزَعاتُ نَفسٍ لا تِلِينوالقلبُ وا أسفي عليهكالطِفلِ يَبسط لي يَدَيههلا مدَدتِ يداً إليهكالأمَّهاتِ إلى البنينغذَّيته مُرَّ الفِطاموحرمته ذَوقَ الغَراموصنعتِ شيخاً من غُلاميَحبو على بابِ السِّنِينفَغَدا كَحَفَّار القُبوريَئِدُ العَواطفَ في الصُّدورويَبيتُ يَهتِفُ بالثُّبوريَشكو إليك وَتشمتِينأعمى تُطاعِنه الشُّجونوجراحهُ صارت عُيونوبها يرى سُبلَ المَنُونفيسير سَيرَ الظافرينحتى إذا اقتربَ المُرادتُطلى رُؤاه بالسَّوادويعود مكفوفاً يُقادبرَنين عُكَّازِ الحَنينيتلمَّسُ النورَ البعيدبأناملِ الفِكر الشريدويسيلُ من فَمِه النَشيدسَيلَ الدِماء من الطَعِينأرأيتَ بيتَ العَنكَبوتوذُبابةً فيه تَموترقَصت على نغَمِ السُكوتألَماً فلم يُغنِ الطَنِينفكذاك في شرَكِ الرَجاءقلبي يلذُّ له الغِناءما ذاكَ شَدواً بل رثاءيبكي به الأمَلُ الدَفينيا نفسُ إن حُمَّ القَضاورَجَعتِ أنت إلى السماوعلى قميصك من دِماقلبي فماذا تصنعينضحَّيتِ قلبي للوُصولوهرَعت تبغين المثُولفإذا دُعيتِ إلى الدُخولفبأيِّ عينٍ تَدخُلين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *