الخصائص الفنية لشعر الصعاليك
اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليالخصائص الفنية لشعر الصعاليكمن أبرز الخصائص الفنية لشعرالصعاليكما يأتي:كثرة الوصفكان الشاعر الصعلوك يضمن الوصف في قصيدته بصورة واضحة وكبيرة، حتى إننا قد لا نجد أي قصيدة على طولها خلت من الوصف ، فكان الصعاليك يصفون كل شيء مثل مشاهد الصحراء وما فيها من نبات وحيوان ، ودافعهم في هذا حب الشعراء الصعاليك للصحراء وتآلفهم معها وأيضا وصفوا غزواتهم وهجموهم على القبائل.فهذا تأبط شراً يصف كيف لقي الغول فقتلها:تقول سُليمى لجاراتها::: أرى ثابتاً ينفي حوقلالَها الوَيلُ ما وَجَدَت ثابِتاً::: أَلَفَّ اليَدَينِ وَلا زُمَّلاولا رعش الساق عند الجراء::: إذ بادر الحملة الهيضلااتباع الأسلوب القصصييُذكر أنّ القصة الشعريى ازدهرت واكتمل معناها في شعر الصعاليك، فقد أصبح للقصة الشعرية شأن في الأدب العربي، وهذا الفضل يعود للشعراء الصعاليك.اختلاف مستوى الألفاظ وغرابتهايمتاز شعر الصعاليك عن شعر غيرهم منالشعراء الجاهليينوالإسلاميين بأنه شعر تم تضمين الكثير من الألفاظ من الألفاظ الغريبة غير واضحة المعنى للعامة.
الواقعيةتتمثل واقعية شعر الصعاليك في أن شعرهم كله يركز على تصوير الواقع الذي يعيشون فيه، وتصوير إحساسهم به؛ فيمكن وصف شِعرهم سجلًا للأحداث والحياة الشخصية، فسجّل كل شاعر خواطره ضمن حياته ومعيشته، والمواقف التي يتعرض لها.فمثلاً قول أبي خراش يصور صراعه مع أعدائه، فيقول:فان تزعمى أني جبنت فإننيافر وارمى مرة كل ذلكأقاتل حتى لا أرى لي مقاتلاًوانجُ إذا ما خفت بعض المهالكالزهو والخيلاءكان غرض الفخر عند الصعاليك مختلفًا عن فخر غيرهم؛ إذ يبدو وكأنه غير مقصود لذاته فهو يبدو في ظاهره فخراً لكن قد يحمل شيئاً عمقًا يتعارض مع الفخر،فشعرهم في الصبر وقوة الإرادة والاستهانة بالموت قد يبدو فخراً، وفي الوقت نفسه يحمل إحساسًا بالتعب والجهد في الحياة،فيتحدثالشنفرىعن أنه لا الفقر يضعف نفسه أو يغيرها عن خلقها ولا الغنى يردهم عن وقارهم، ويقول:وأعدم أحياناً وأغنى وإنماينال الغنى ذو البعدة المبتذلفلا جزع من خله مكتشفولا مرح تحت الغنى أتخيلالذاتيةإن ذاتية الصعاليك ليست كالذاتية المُتعارف عليها اصطلاحاً، بل هي ذاتية حية متحركة ومعقولة في آن واحد، وفي الوقت ذاته توصف بأنها متميزة محددة لا تخضع لمذهب نقدي بعينه؛ إذ إنّ طابعها لا يشيع في أدب آخر غير أدب الصعاليك، فقط استوحوها من حياتهم الشخصية ومشاعرهم نحو هذه الحياة.التجربة والصدقيعني ذلك وضوحالصورة الشعريةفي نفس الشاعر وفهمه لكامل جوانب موضوع شعره ، فالتجربة عند الصعاليك واضحة وجلية، فحديثهم يكون حديث المجرب تجربة حقيقية بما عاناه وأحسه.
فهذا أبو الخراش مثلًا يقول:وإني لألوي الجوع حتى يملنيفيذهب ثم يدنس ثيابي ولا جرمي