0

الاستعارة عند ابن المعتز

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليمفهوم الاستعارة عند ابن المعتزاختلف العلماء -ومنهم ابن المعتز- فيتعريف الاستعارة، فكانت آراؤهم تصبّ في خانة واحدة من حيث المفهوم العام،إذ يُعرفها ابن المعتز: "هي استعارة الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عُرف بها، مثل: أم الكتاب، ومثل: جناح الذل، ومثل: قول القائل الفكرة مخ العمل، فلو كان قال: لب العمل لم يكن بديعًا".يُمكن القول إنّ الاستعارة لون من ألوانالمجاز اللغوييقوم على علاقة المشابهة بين المعنى المجازي والحقيقي، وهي في أصلها تشبيه حُذفَ أحد طرفيه، وقد تجلَّت في أشعار كثير من الشعراء ومنهم ابن المعتز.أمثلة على الاستعارة في شعر ابن المعتزمن أبرزالقصائد التي جاءت فيها الاستعارةفي أشعار ابن المعتز ما يأتي:قصيدة فك حرا للوجد قيد البكاءقالابن المعتز:فُكَّ حُرّاً لِلوَجدِ قَيدَ البُكاءِفَاِعذُريني أَو لا فَموتي بِدائيلَو أَطَعنا لِلصَبرِ عِندَ الرَزاياما عَرَفناهُ شِدَّةً مِن رَخاءِأَسرَعَ الشَيبُ مُغرِياً لي بِهَمٍّكانَ يَدعوهُ مِن أَحَبِّ الدُعاءِما لِهَذا المَساءِ لا يَتَجَلّىأَحَياءً مِنهُ سِراجَ السَماءِقَرِّبا قَرِّبا عِقالَ المَطاياوَاِحلُلا غِبها عِقالَ الثَواءِتُسعِدَنَّ الأَقدارُ جُهدي وَإِلّالَم أَمُت في ذا الحَيَّ مَوتَ النِساءِحُرَّةٌ قَد يَستَرعِفُ المَرءُ مِنهامَنسِماً أَو مُستَنعِلاً بِالنَجاءِأُنفِذَت في لَيلِ التَمامِ وَحَنَّتكَحَنينٍ لِلصَبِّ يَومَ التَنائيوَالدُجى قَد يَنهَضُ الصُبحُ فيهِقائِماً يَنشُرُ ثَوبَ الضِياءِمَن لِهَمٍّ قَد باتَ يُشجي فُؤاديما لَهُ حالُ دَمعَتي مِن خَفاءِإِخوَةٌ لي قَد فَرَّقَتهُم خُطوبٌعَلَّمَت مُقلَتي طَويلَ البُكاءِإِن أَهاجوا بِآلِ أَحمَدَ حَرباًبِبَنيكُم لا تَحلُبوا في إِنائيوَتَحَلّوا عِقدَ التَمَلُّكِ مِنكُمبِأَكُفٍّ قَد خُضِّبَت بِالدِماءِوَخَليلٍ قَد كانَ مَرعى الأَمانيوَرِضى أَنفُسٍ وَحَسبِ الإِخاءِغَرَّقَتني في لُجَّةِ البَينِ عَنهُفَتَعَلَّقتُ في حِبالِ الرَجاءِغَيرَ أَنّا مِنَ النَوى في اِفتِراقٍوَلِقاءٍ لِذِكرِنا في البَقاءِوَفُراقُ الخَليلِ قَرحٌ مُمِضٌّوَبِهِ يَعرِفونَ أَهلَ الوَفاءِحاذِقُ الوُدِّ لي بِما سَرَّ نَفسيكانَ طَبّاً وَعالِماً بِالشِفاءِمُرسِلُ الجودَ مِنهُ في كُلِّ سُؤلٍيَكلَأُ المَجدَ بَينَ عَينِ السَخاءِيَعرِفَنَّ المَعروفَ طَبعاً وَيُثنيبِيَدِ الجودِ في عِنانِ الثَناءِمرّ في القصيدة السابقة بعض الاستعارات، ومنها ما يأتي:أَطَعنا لِلصَبرِشبّه الصبر بإنسان يُطاع، فحذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه على سبيلالاستعارة المكنية.

أَسرَعَ الشَيبُشبّه الشيب بالإنسان الذي يُسرِع، فحذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.يَنهَضُ الصُبحُشبّه الصبح بالإنسان الذي ينهض من نومه أو من الأرض ونحوه، فحذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.مَرعى الأَمانيشبّه الأماني بالحيوانات التي تتخذ مرعًى خاصًّا بها، فحذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

قصيدة لما تفرى الأفق بالضياءقال ابن المعتز:لَمّا تَفَرّى الأُفقُ بِالضِياءِمِثلَ اِبتِسامِ الشَفَّةِ اللَمياءِوَشَمَطَت ذَوائِبُ الظَلماءِوَهَمَّ نَجمُ اللَيلِ بِالإِغفاءِقُدنا لِعَينِ الوَحشِ وَالظِباءِداهِيَةً مَحذورَةَ اللِقاءِشائِلَةً كَالعَقرَبِ السَمراءِمُرهَفَةً مُطلَقَةَ الأَحشاءِكَمَدَّةٍ مِن قالَمٍ سَواءِأَو هُدبَةٍ مِن طَرَفِ الرِداءِتَحمِلُها أَجنِحَةُ الهَواءِتَستَلِبُ الخَطوَ بِلا إِبطاءِوَمُخطَفاً مُوَثَّقَ الأَعضاءِخالَفَها بِجَلدَةٍ بَيضاءِكَأَثَرِ الشِهابِ في السَماءِوَيَعرِفُ الزَجرَ مِنَ الدُعاءِبِأُذُنٍ ساقِطَةِ الأَرجاءِكَوَردَةِ السَوسَنَةِ الشَهلاءِذا بُرثُنٍ كَمِثقَبِ الحِذاءِوَمُقلَةٍ قَليلَةِ الأَقذاءِمرّ في القصيدة السابقة بعض الاستعارات، ومنها ما يأتي:تَفَرّى الأُفقُشبّه الأفق بشيء يتشقّق كالثوب ونحوه، فحذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.شَمَطَت ذَوائِبُ الظَلماءِشبّه الظلماء بالإنسان الذي له شعر وذوائب، فحذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.أَجنِحَةُ الهَواءِشبّه الهواء بطائر له أجنحة، فحذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

قصيدة جار هذا الدهر أو آباقال ابن المعتز:جارَ هَذا الدَهرُ أَو آباوَقَراكَ الهَمُّ أَوصاباوَوُفودُ النَجمِ واقِفَةٌلا تَرى في الغَربِ أَبواباوَكَأَنَّ الفَجرَ حينَ رَأىلَيلَةً قاسِيَةً هاباغَضَبُ الإِدلالِ مِن رَشَإٍلابِسٍ لِلحُسنِ جِلباباسُحِرَت عَيني فَلَستُ أَرىغَيرَهُ في الناسِ أَحباباوَلِحَيني إِذ بُليتُ بِهِوَأَرى لِلحَينِ أَسباباغُصُنٌ يَهتَزُّ في قَمَرٍراكِضاً لِلوَشيِ سَحّاباأَثمَرَت أَغصانُ راحَتِهِلِجُناةِ الحُسنِ عُنّابالامَهُ فِيَّ الوُشاةِ وَكَمذامَني مِنهُم وَكَم عاباعَذَّبوا صَبّاً بِعَذلِهِمُمُتعَباً في الحُبِّ إِتعابافَتَبَرّا مِن مَحَبَّتِناوَأُراهُ كانَ كَذّابالا تَرى عَيني لَهُ شَبَهًاغَزِلٌ في الحُبِّ ما حابىوَحَديثٍ قَد جَعَلتُ لَهُدونَ عِلمِ الناسِ حُجّابالا يَمَلُّ النَثرَ لافِظُهُمُفتَنٌ يُعجَبُ إِعجابامرّ في القصيدة السابقة بعض الاستعارات، ومنها ما يلي:جارَ هَذا الدَهرُشبّه الدهر بالإنسان الذي يجور، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.قَراكَ الهَمُّشبّه الهم بالإنسان الذي يُقري الناس أيّ يُضيّفهم، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.الفَجرَ حينَ رَأىشبّه الفجر بالإنسان الذي يرى وينظر، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

أَغصانُ راحَتِهِشبّه راحة الكف بالشجرة التي لها أغصان، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *