0

أبيات مختارة من قصيدة غريب على الخليج

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليمطلع قصيدة غريب على الخليجيقولبدر شاكر السيابفي قصيدته غريب على الخليج:الريح تلهث بالهجيرة كالجثام، على الأصيلوعلى القلوع تظل تطوى أو تنشّر للرحيلزحم الخليج بهنّ مكتدحون جوّابو بحارمن كل حاف نصف عاريوعلى الرمال، على الخليججلس الغريب، يسرّح البصر المحيّر في الخليجويهدّ أعمدة الضياء بما يصعّد من نشيجأعلي من العبّاب يهدر رغوه و من الضجيجصوت تفجّر في قرارة نفسي الثكلى: عراقكالمدّ يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيونالريح تصرخ بي عراقوالموج يعول بي عراق، عراق ، ليس سوى عراق ‍‍الفصل الأول من قصيدة غريب على الخليجالبحرأوسع ما يكون وأنت أبعد ما يكونوالبحر دونك يا عراقبالأمس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراقوكنت دورة أسطوانههي دورة الأفلاك في عمري، تكوّر لي زمانهفي لحظتين من الأمان، وإن تكن فقدت مكانههي وجه أمي في الظلاموصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أناموهي النخيل أخاف منه إذا ادلهمّ مع الغروبفاكتظّ بالأشباح تخطف كلّ طفل لا يؤوبمن الدروبوهي المفليّة العجوز وما توشوش عن حزاموكيف شقّ القبر عنه أمام عفراء الجميلةفاحتازها .. إلا جديلهزهراء أنت .. أتذكرينتنّورنا الوهّاج تزحمه أكف المصطلين ؟

وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين ؟ووراء باب كالقضاءقد أوصدته على النساءأبد تطاع بما تشاء، لأنها أيدي الرجالكان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلالأفتذكرين؟ أتذكرين؟الفصل الثاني من قصيدة غريب على الخليجسعداء كنا قانعينبذلك القصص الحزين لأنه قصص النساءحشد من الحيوات و الأزمان، كنا عنفوانهكنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانهأفليس ذاك سوى هباء ؟

حلم ودورة أسطوانه ؟إن كان هذا كلّ ما يبقى فأين هو العزاء ؟أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيهيا أنتما – مصباح روحي أنتما – و أتى المساءوالليل أطبق ، فلتشعّا في دجاه فلا أتيهلو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاءالملتقى بك والعراقعلى يديّ .

. هو اللقاءشوق يخضّ دمي إليه، كأن كل دمي اشتهاءجوع إليه .. كجوع كلّ دم الغريق إلى الهواءشوق الجنين إذا اشرأبّ من الظلام إلى الولادهإني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنونأيخون إنسان بلاده؟إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟

الشمس أجمل في بلادي من سواها، و الظلامحتى الظلام – هناك أجمل ، فهو يحتضن العراقواحسرتاه، متى أنامفأحسّ أن على الوسادهمن ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق ؟خاتمة قصيدة غريب على الخليجسأفيق في ذاكالصباح، وفي السماء من السحابكسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آبوأزيح بالثؤباء بقيا من نعاسي كالحجابمن الحرير، يشف عما لا يبين وما يبينعما نسيت وكدت لا أنسى ، وشكّ في يقينويضئ لي -وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي-ما كنت ابحث عنه في عتمات نفسي من جوابلم يملأالفرحالخفي شعاب نفسي كالضباب ؟اليوم -واندفق السرور عليّ يفجأني- أعودواحسرتاه .

. فلن أعود إلى العراقوهل يعودمن كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدّخر النقودوأنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجودبه الكرام ، على الطعام ؟لبكينّ على العراقفما لديك سوى الدموعوسوى انتظارك، دون جدوى، للرياح وللقلوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *